علن المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان اليوم الأحد أنه وجه رسالة عاجلة إلى المقرر الخاص المعني بالحق في الصحة بالأممالمتحدة داينيوس بوراس للتدخل الفوري لوضع حد للأزمة التي تعصف بالقطاع الصحي في قطاع غزة. وأبرز المرصد الأورومتوسطي في بيان صحفي تلقت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) نسخة منه، مخاطر نفاد نحو 52% من الأدوية الأساسية في المستشفيات الحكومية في قطاع غزة. ونقل المرصد الحقوقي عن وزارة الصحة في غزة أنّ المرضى والعاملين في أقسام غسيل الكلى بمستشفيات قطاع غزة يمرون بأوقاتٍ عصيبة بسبب نقص أنابيب نقل الدم للأطفال، الأمر الذي يؤدي إلى حرمان 40 طفلًا من تلقي جلسات غسيل الكلى، والتي تجري مرتين إلى ثلاث مرات أسبوعيًا. وأضاف أنّ الأزمة المزمنة التي يعاني منها القطاع الصحي في غزة، حرَمت مئات الأطفال من الحصول على الحليب المناسب لنموهم بشكل طبيعي، كذلك أدت إلى تعليق علاج مرضى السرطان بعد نفاد 62% من عقاقيرهم المتخصصة التي تضم 35 فئة لحوالي 8000 مريض، ما يعرّض حياة المرضى إلى تهديداتٍ حقيقية بالوفاة نتيجةً لعدم تلقيهم علاجهم. وأوضح المرصد الأورومتوسطي عدم قدرة مراكز الرعاية الأولية على توفير 68% من العقاقير المستخدمة للأمراض المزمنة (مثل السكري وارتفاع ضغط الدم)، إضافةً إلى نقص الفيتامينات والمكملات الغذائية للنساء الحوامل، ونقص الأدوية المستخدمة للأمراض النفسية والعصبية وعلاج الصرع. وأطلقت وزارة الصحة في قطاع غزة نداءات استغاثة مطلع العام الجاري للتنبيه من الأزمات المتفاقمة في القطاع الصحي التي تعصف بالمرضى دون وجود أي حلول أو تدخلات دولية تحد من الأزمة وتعمل على توفير الأدوية والمستلزمات الطبية التي يحتاجها المرضى داخل مستشفيات القطاع. وقال الباحث القانوني في الأورومتوسطي محمد عماد إنّ تقليص السلطات الإسرائيلية دخول عدد من المستلزمات الطبية وحتى المواد الغذائية لقطاع غزة يمثل إخلالًا جسيمًا باتفاقية جنيف الرابعة وبواجباتها كقوة محتلة. وأشار عماد إلى أن المواد (55-56) من اتفاقية جنيف الرابعة "نصت على واجب دولة الاحتلال في العمل على تزويد السكان تحت الاحتلال بالمؤن الغذائية والإمدادات الطبية، وهو ما لم تلتزم به إسرائيل طوال 13 سنة من حصارها المستمر لقطاع غزة". وحّذر عماد من "موتٍ بطيء يواجه المرضى في القطاع، إذ أنّ جميع الخدمات الحيوية التي يتلقونها قد لا تكون متاحة في وقت قريب"، بحسب معطيات وزارة الصحة في غزة. ودعا المرصد الأورومتوسطي الأممالمتحدة إلى التدخل الفوري والعاجل لوقف الكارثة الإنسانية التي قد يتعرّض لها مرضى قطاع غزة "إذ أن من حق السكان التمتع بالرعاية الطبية والكاملة دون أن يقعوا ضحايا للخلافات السياسية أو السياسات التي تتبنّاها مختلف الأطراف، خاصة الحكومة الإسرائيلية".