و«نقابة الفلاحين» تكشف أخطر خمسة مشاكل تواجه المزارعين خلال الموسم الصيفي قال مصدر مسؤول بوزارة الزراعة، إن الوزارة غير منوطة بمراقبة ثلاجات حفظ المحاصيل الزراعية، التي تسبّبت في إحداث أزمة بتخزين التجار لمحصول البطاطس في سبتمبر الماضي، بجانب عدم مسؤوليتها عن مراقبة أسعار تلك المحاصيل بالأسواق، مشيرا إلى أن دور الوزارة هو أخذ عينات عشوائية من الأسواق للتأكد من سلامة المبيدات والأسمدة الموجودة في المنتجات الزراعية من خضر وفاكهة. وأضاف المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه، ل"الشروق"، أن حدوث أزمة خلال فواصل العروات يُعد أمراً طبيعيًا، لكن استمراره يتطلب تدخل كافة أجهزة الدولة، سواء كان لها دوراً أو لم يكن، مشيرا إلى أن تلك الفترة يزداد فيها الطلب بكثرة رغم وجود نقص في المعروض، ما يستدعي التجار تعمد إحداث أزمة لرفع الأسعار، مطالبًا بالتوجه إلى المنافذ الحكومية الرسمية خلال تلك الفترة لتجنب استغلال التجار. وأشار إلى أن فواصل العروات لا ينتج عنه أزمات بشكل مستمر، حيث إن المزروع من الخضروات والفاكهة يكفي احتياجات مصر، ويتم تصدير كميات كبيرة منه إلى الخارج، وذلك لأن أغلب محاصيل الخضر تزرع طوال السنة، وذلك بعد الطفرة العلمية التي أصابت كافة المحاصيل الزراعية، وجعلتها متاحة في معظم أوقات السنة. وأوضح أنه ليس لوزارة الزراعة دورا رقابيًا على محاصيل الخضروات والفاكهة، بينما دورها الرقابي يكون من خلال الطب البيطري للتأكد من صلاحية اللحوم والأسماك والدواجن بالأسواق والشوادر، مضيفًا أنه عند المرور على أسواق الخضروات والفاكهة يتم أخذ عينات عشوائية لتحليلها وفحصها، وفي حال اكتشاف نسب متبقيات للمبيدات يتم شن حملة من قبل جهاز المكافحة على المنطقة بكاملها. ومن ناحيته، كشفت نقيب الفلاحين، حسين عبدالرحمن، عن أخطر خمسة مشاكل تواجه الفلاحين في الموسم الصيفي، قائلاً إن مشكلة نقص مياه الري تعتبر أكبر مشاكل الفلاحين في الموسم الصيفي، حيث يعاني الفلاحين بمعظم محافظات الجمهورية من نقص مياه الري، وأكثر الشكاوي وردت من محافظة المنيا مركز العدوة من عدم وصول المياه إلى ترعة كفر الصالحين منذ فترة طويلة، والتي تروي ما يزيد عن ألف فدان، وترعة البسقلون التي تخدم مئات الأفدنة. وأضاف نقيب الفلاحين، أن بعض الفلاحين أجبروا على حفر أبار جوفية على نفقتهم الخاصة، ما تسبّب لهم في أعباء مالة تفوق طاقتهم، وتؤدي لضعف خصوبة التربة وزيادة الأملاح بها، مؤكدا أن مشكلة نقص المياه بالموسم الصيفي تتفاقم في محافظة الشرقية، منوّها بأنه وردت إليهم شكاوى من مزارعي مركز "كفر صقر" عن بوار حوالي ألف فدان، جرّاء نقص مياه الري، بجانب شكاوى من مزراعي الدقهلية مع بداية زراعة الأرز، لاتجاه بعض المزارعين لزراعة الأرز بالمخالفة مما أثر سلبًا علي كميات المياه القليلة أساسًا. ولفت عبدالرحمن، إلى أن ثاني أخطر المشاكل بالموسم الصيفي هي مشكلة انتشار الحشرات والأمراض الصيفية نتيجة للتغيرات المناخية والقلق المتزايد من تفشي دودة الحشد الفتاكة وتأثر المحاصيل الصيفية من الارتفاع الشديد لدرجات الحرارة التي تؤدي إلى لسعات الشمس بالمانجو والطماطم والمحاصيل الأخرى، مما يقلل الإنتاجية ويعيب الثمار فيقلل العائد الاقتصادي. وأكد أن مزارعي القطن والذرة يعانون من مشكلة كبرى، هي عدم التسويق لمحاصيلهم، متخوفين من تكرار ما حدث العام الماضي من خسائر نتيجة لسوء تسويق المحاصيل. ونوّه بأن المشكلة الرابعة، هي غياب الإرشاد الزراعي، حيث تعرّض المزارعون للنصب من قبل شركات استيراد التقاوي ومحلات بيع الأدوية نتيجة لعدم معرفة المزارعين بأنواع التقاوي والمبيدات ومواصفاتها الجديدة والكميات المطلوبة منها لتحسين الإنتاجية. وأشار إلى أن مشكلة ارتفاع أسعار المستلزمات الزراعية من تقاوي وأسمدة وأيدي عاملة وآلات زراعية، تأتي في المرتبة الخامسة من المشاكل التي تواجه المزارعين في الموسم الصيفي، حيث تدني أسعار المنتج الزراعي كمشكلة مزمنة مع المزارعين ومستمرة. وقدّم نقيب الفلاحين، حلاً لتلك المشاكل التي اعتبر حلها ليس مستحيلاً، مشيرا إلى ضرورة الحزم في توزيع المياه بصورة عادلة مع تطهير الترع والمصارف وزراعة الأصناف قليلة الاستهلاك للمياه وتغيير نظم الري إلى النظم الحديثة قد يكون حلا سريعا لنقص المياه. وأضاف أن تطبيق قانون الزراعات التعاقدية قد يكون الحل الأمثل لمشكلة غياب الدورة الزراعية وتعثر عمليات التسويق مع الالتزام بالمادة 29 من الدستور التي تلزم الدولة بشراء المحاصيل الأساسية بهامش ربح مناسب، بالإضافة إلى عودة البنك الزراعي المصري لدوره الرئيسي المتمثل في دعم الفلاحين ماليا بطرق ميسره وفوائد بسيطة.