تحملت الطفلة "رايلي" على مدار 11 شهرًا ضربات مميتة في قلبها كادت أن تنهي حياتها في غرفة العمليات أثناء خضوعها لجراحات عاجلة عدة مرات، لكنها ظلت صامدة ولم تفارقها الابتسامة رغم صغر سنها. في يونيو 2018، ولدت "رايلي"، التي تحمل الجنسية البريطانية، لكن بعد لحظات عانت من سكتة قلبية؛ ليضطر الأطباء سريعًا لإدخالها إلى غرفة العمليات لعمل جراحة قلب مفتوح طارئة وهي عمرها ساعة فقط. ظن الوالدان أن الأمر سيمر على ما يرام بعد عملية القلب المفتوح التي تعافت منها طفلتهما خلال أسبوع من الولادة وذهبت لمنزلها، لكن بعد 3 أشهر فقط أصيب الرضيعة بسكتة قلبية أخرى: «لم أتمالك أعصابي حينما رأيتها تلتقط الأنفاس بصعوبة وتحدث صوتًا كأنها تحتضر، وبدأ وجهها يتحول للون الأزرق"؛ وفقًا لما وصفاه. وعلى الفور اتصل الوالدان برقم الطوارئ، وخلال دقائق كانت سيارة إسعاف تقف أمام منزلهما في ستافوردشاير بمنطقة الميدلاندز في إنجلترا؛ لنقل الرضيعة إلى مستشفى جامعة رويال ستوك، واتضح بعد الفحص أن "رايلي" تعاني من وجود شرايين ضيقة لا توصل الدماء جيدًا. عدم امتلاك المستشفى إمكانية تحتاجها "رايلي" حتى تظل على قيد الحياة، جعل الطبيب يطلب من والديها نقلها على الفور إلى مستشفى برمنجهام للأطفال، وبمجرد وصولهما فوجئ الأب والأم بوجود 30 طبيبا ينتظرون إنقاذ الطفلة التي وضع لها أنبوب بالقصبة الهوائية ليساعدها على التنفس حتى يحين وقت العملية. وأكد الأطباء للوالدين أن الطفلة يجب أن تخضع لقسطرة في القلب على الفور؛ لمعرفة سبب المشاكل التي يعاني منها القلب، لكن نسبة نجاتها من ذلك مجرد 50% فقط، وبالفعل وافق الوالدين على هذه الخطوة خوفًا من فقدانهما طفلتهما الثانية. وكشفت قسطرة القلب التي خرجت منها "رايلي" سالمة، أن شرايين القلب لا تمكن الدم من الوصول إلى الرئتين حتى يتم التقاط الأكسجين، وأكد الأطباء أنه يجب إجراء عملية جراحية على الفور، لكن نسبة النجاح هذه المرة كانت 2%. وضع الأطباء الوالدين أمام خيارات صعبة، أولها وضع "رايلي" في العناية المركزة حتى تلفظ أنفاسها الأخيرة أو إجراء عملية بالقلب ومحاولة إنقاذها، وقال والد الرضيعة: "وافقنا على العملية حتى لا نعيش بعد ذلك نردد ماذا لو كنا وافقنا ونجحت العملية؟!". ووفقًا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية، فوالدة الطفلة "ديبل"، 23 عامًا، أكدت أن رضيعتها بطلة وعلى الرغم من صغر سنها إلا أنها معجزة ومحاربة لمرض القلب وابتسامها تسعد من حولها، متابعة: "مع كل عملية أشعر بالرعب من فقدانها، لكنها تعود قوية إلى حضني مجددا فأنا أخاف فقدانها". لمدة 12 ساعة، حاول الجراحون إنقاذ "رايلي" التي كتب لها النجاة من مشاكل القلب، لكنها أصيبت خلال العملية بجلطة دماغية يحاول الأطباء إنقاذها منها حتى تكتب لها الحياة مجددًا وتعود إلى عائلتها وشقيقتها "ميلي" البالغة من العمر 3 سنوات.