بعد أن اضطرت جنوب إفريقيا لحرمان مواطنيها من الكهرباء لساعات طويلة، لحقت بها زيمبابوي بعد إصابتها بالمشكلة ذاتها، إذ أعلنت الشركة الوحيدة المزودة للكهرباء في البلاد أنها لم تعد قادرة على تلبية الطلب على الكهرباء. ويخشى مراقبون أن يثير هذا العبء الهائل، والأهم خلال السنوات الأخيرة الماضية، غضب المواطنين الذين تجاوز معدل البطالة بينهم أكثر من 90% ووصل معدل التضخم في البلاد إلى 66.8% في مارس الماضي، بالإضافة إلى نفاد مخزون سلع أساسية مثل المواد البترولية والسكر والدقيق. وكانت شركة توليد الكهرباء الزيمبابوية قد أعلنت في بيان أنها:" ستخفف أحمال الكهرباء خلال ساعات الذروة الصباحية والمسائية من الخامسة صباحا إلى العاشرة صباحا ومن الخامسة مساء إلى العاشرة ليلا"، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن فترات تخفيف الأحمال قد تمتد لأكثر من ذلك. وأرجعت الشركة تخفيف الأحمال إلى انخفاض منسوب المياه أمام سد "كاريبا" علاوة على تهالك معداته ، وأضافت أن قدراتها الحالية لتوليد الكهرباء تسمح لها بإنتاج 969 ميجاوات كحد أقصى في اليوم الواحد، بينما يقدر الطلب في ساعات الذروة بنحو 2100 ميجاوات. وقد أثار هذا الإعلان من جانب شركة الكهرباء الزيمبابوية قلقا واسعا لدى أرباب العمل وأصحاب المحال والمشروعات التجارية. وحذر سيفيلاني جابانجوي ، رئيس اتحاد الصناعات في زيمبابوي، من أنه "إذا فقدنا الكهرباء لعدة ساعات على مدار اليوم، فلن نتمكن بعد الآن من تغطية تكاليفنا العامة". وأضاف: " نناشد سلطات البلاد بتوفير مصادر بديلة للكهرباء"، وفقا لصحيفة "هيرالد" الزيمبابوية. ومنذ خلافته لروبرت موجابي بنهاية عام 2017، وعد رئيس زيمبابوي إيمرسون منانجاجوا بإعادة إحياء الآلة الاقتصادية للبلاد، لكنه حتى الآن لم يحقق النجاح المنشود، وفي يناير الماضي، تسبب قراره بزيادة سعر البنزين لأكثر من الضعف لمواجهة نقصه الحاد في اندلاع أعمال شغب.