«سيدات القمر» الصادرة عن دار الآداب، رحلة روائية فى تاريخ سلطنة عمان، استطاعت الكاتبة أن تجعل الزمن بطلا رئيسيا طوع كلماتها تنتقل به من فترة إلى أخرى، فيجد القارئ نفسه فى عالم تجارة الرقيق التى عرفها المجتمع العمانى عن طريق عائلة «عنكبوتة» وابنتها «ظريفة». من هذه العائلة ترصد الكاتبة انتهاك حقوق العبيد، ثم تنتقل إلى الحياة القبلية فى سلطنة عمان والتى عرفتها بعض المجتمعات العربية فى ذلك الوقت؛ فترصد أهم عادات وتقاليد هذا المجتمع والتغيرات التى طرأت عليه جراء الاحتلال الإنجليزى، وتطرح إشكالية تنطبق على المجتمع العربى بصفة عامة، وهى أن له تراثا عصيا على التغيير طالما كان متأصلا فى عقول أبنائه. كما تشهد رواية «سيدات القمر» حضورا قويا لدور المرأة العمانية من خلال ثلاث حكايات لثلاث شقيقات تختلف شخصية كل منهن عن الأخرى وهن: «أسماء» الابنة التى ظلت شغوفة بالقراءة على الرغم من عدم إتمامها مراحل التعليم، ثم تقرر الزواج طواعية وإرضاء للعادات والتقاليد التى تجعل من الزواج أمرا أساسيا فى حياة المرأة، بالإضافة إلى «مايا» التى ترفض كثيرا من عروض الزواج بعد أن كسر قلبها فى قصة حبها الأولى، إلى أن تتزوج فى النهاية وتستطيع بناء أسرة وتربى أبناءها بما يناسب معتقداتها، وصولا إلى «خولة» وهى ثالثتهن التى ترفض الزواج انتظارا لابن عمها ناصر الذى يعود بعد سنوات طويلة من الهجرة إلى كندا ويتزوجها طمعا فى الميراث لا لشخصها.