من أبرز ما فى الإسلام، أنه دين هداية ومحبة لصلاح الحياة والأحياء.. ملامحة واضحة لكل من يلم به أو يدخل فى باحته أيًّا كانت ديانته، فقد اتسعت واحته للمسلمين ولغير المسلمين. الإسلام محبة.. هو دعوة ربانية للإخاء والإنسانية والمحبة.. للود والوفاء والرحمة.. يذكر الناس جميعًا بأن الإنسانية أسرة واحدة.. جذورها وأصلها واحد، وتدين إلى رب واحد، هو خالقها رب العالمين. تنتمى الإنسانية إلى نفس واحدة، خلقها الله تعالى وخلق منها زوجها، وبث منهما رجالا كثيرًا ونساءً، وجعلهم شعوبًا وقبائل ليتعارفوا، وأكرمهم عنده أتقاهم. يقول القرآن الكريم للناس جميعا: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِى خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِى تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا»(النساء 1). وفى سورة الأنعام: «وَهُوَ الَّذِيَ أَنشَأَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ» (الأنعام 18). وفى سورة الأعراف: «هُوَ الَّذِى خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا» (الأعراف 189). يلتقى السلام والمحبة فى رسم صلة الإنسان فى الإسلام بأخيه الإنسان.. ولفظ الإسلام ذاته، منحوت من مادة السلام جذره سَلِمَ يَسلْمَ سلمًا وسلامًا.. والسلام هو تحية الإسلام وتوفير الأمن والطمأنينة والسلام والأمان لبنى الإنسان. ورسول الإسلام، الرحمة المهداة، آخر عناقيد شجرة الرسل والأنبياء، مبعوث رحمة للعالمين. يقول له رب العزة: «وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ» (الأنبياء 107 ). كان عليه الصلاة والسلام يقول للناس: «إن الله تعالى جعل السلام تحية لأمتنا». ولا يفتأ يوصيهم ويقول لهم: «السلام قبل الكلام». المحبة هى الجسر الذى يؤلف بين القلوب، ويفشى السلام، ويطهر النفوس من أدران البغضاء والعداوة، والحقد والحسد.. فلا إيمان بلا محبة، ولا محبة بغير تآلف ومودة. المسلم فى الحديث النبوى «آلف ومألوف، ولا خير فيمن لا يَأْلف ولا يُؤْلف». والإيمان قوامه المحبة، وإفشاء السلام هو طريق المحبة التى هى أساس الإيمان. كان عليه الصلاة والسلام يقول: «لا تؤمنوا حتى تحابوا.. ألا أدلكم على شىء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم». «إن من عباد الله أناسًا ما هم بأنبياء ولا شهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة لمكانتهم من الله تعالى. قالوا: يا رسول الله، تخبرنا من هم؟ قال: هم قوم تحابوا بروح الله على غير أرحام بينهم، ولا أموال يتعاطونها، فوالله إن وجوههم لنور، وإنهم لعلى نور. لا يخافون إذا خاف الناس، ولا يحزنون إذا حزن الناس».