استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود في مكتبه بقصر السلام بجدة اليوم، رئيس مجلس الإفتاء الشرعي الإماراتي الشيخ عبدالله بن بيّه يرافقع عدد من أعضاء المجلس. وقد عبر خادم الحرمين الشريفين عن سروره بهذا اللقاء، متمنيا لرئيس المجلس وأعضائه التوفيق وطيب المقام في بلاد الحرمين حيث مهبط الوحي ومهد رسالة الإسلام. حيث نوّه في مستهل حديثه بأهمية الفتوى ودورها في تنوير النّاس بأحكام دينهم وتحصينهم دون الغلوّ والانحراف من خلال الفهم السليم للدّين، داعيا مجلس الإفتاء إلى الاضطلاع بالدور الرياديّ المنوط به في محاربة التطرّف والتصدي للإرهاب ونشر الوسطية والاعتدال، وتعزيز روح التسامح والتعايش بين الدّول والشعوب والطوائف والأديان. وأضاف خادم الحرمين الشريفين في هذا السياق أن من واجب الجميع العمل الدائم على تعزيز علاقات الأخوة والتفاهم بين الشعوب وتمين أواصر الأخوة ووشائح المحبة بين الناس، مذكرا بدور المملكة العربية السعودية التاريخي، المنبثق من مكانتها الرمزية ورؤيتها الأصيلة، في بناء الأخوة الإنسانية ورعاية الأمن والسلم الدوليين ودعم التعاون البناء بين دول الخليج وشعوب المنطقة والعالم الإسلامي. من جهته نقل رئيس مجلس الإفتاء لخادم الحرمين الشريفين، تحيات وتقدير صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الامارات العربية المتحدة، فيما حمله الملك المفدى تحياته وتقديره لسموّه. وقد أعرب رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي عن شكره وامتنانه لخادم الحرمين الشريفين على هذا اللقاء الكريم، الذي يؤكّد العناية الفائقة والرعاية الكريمة التي توليها المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله وولي عهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان آل سعود حفظه الله، لترسيخ الهويّة الإسلامية ودعم قيم الاعتدال والوسطية. وأضاف الشيخ بن بيه أن هذه الزيارة – التي هي الأولى من نوعها للمجلس خارج الإمارات- تأتي اعترافا بالدور الريادي للمملكة، مؤكدا أن المملكة السعودية باعتبارها القطب الجاذب للأمة الإسلامية وبما لها من مكانة وإمكانات، هي المؤهلة أن تقود جهود الأمة، وتجسّد الموقف الإسلامي الأصيل في هذه المرحلة الحرجة من التاريخ والتي شهدت انتشارا غير مسبوق للعنف والتطرف باسم الدين، وهو ما يستوجب أن تقوم الفتوى بدورها في تصحيح المفاهيم ونزع اللبوس الشرعي والأخلاقي الذي يستقوي به الخطاب الإرهابي وسلبه الشرعية الدينية التي تلبّس بها. كما جرى خلال الاستقبال، استعراض أوجه التعاون بما يخدم العمل الإسلامي، ويسهم في نشر الوسطية والاعتدال، وتمّ بحث عدد من الموضوعات ذات الاهتمام. حضر الاستقبال، معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى، ومعالي وزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور مساعد بن محمد العيبان، ومعالي وزير الخارجية الدكتور إبراهيم بن عبدالعزيز العساف