«إن مسألة محتوى كتب الأطفال ترتبط ارتباطا وثيقا بالخط الذى يجب أن نبعثه فى تربية الجيل الجديد تربية اجتماعية»، هكذا قال جوركى. لأن التنشئة الاجتماعية واحدة من أخطر العمليات شأنا فى حياة الفرد، فقد اتجهت الجهود التربوية لإيجاد روافد مختلفة ومتكاملة لتنشئة الطفل. موسوعة «ساعدنى لأكون أفضل» للمؤلفة جوى بيرى وقامت بترجمتها غادة محمد، ورحاب بسام، ونهى مصطفى، وأمل رجب الصادرة أخيرا عن دار الشروق. ضمت الموسوعة عشرة كتب، تحتوى على تعريفات لمعان عدة منها معنى «التسلط» و«الكذب» و«الأنانية» و«التذمر» و«الروح الرياضية وأيضا «النميمة» و«الخناق» و«السخرية» التى يقوم بها أطفالنا دون وعى أو قصد، مع وضع إمكانية التغلب على تلك العادات السيئة وتعلم كيفية غرس قيم إيجابية من شأنها تعزيز المشاعر الطيبة لدى أبنائنا مما يحقق التوازن بين عواطفهم وسلوكياتهم. تهدف المؤلفة من كتابها «ما معنى السخرية» إلى تعليم الأطفال أن السخرية من الآخرين قد تؤدى إلى نتائج مدمرة إذا قام بها الطفل بدوافع خاطئة، كما تساعدهم على حماية أنفسهم من السخرية غير المرغوب فيها وتقول «أتمنى أن يشجع هذا الكتاب طفلك على ألا يسخر من الآخرين ولا يضايقهم، وأن يساعده على تجاهل سخرية الآخرين عندما يحاولون أن يضايقوه». أما كتاب «ما معنى الخناق» فتشرح خلاله مصدر الخناق «الخلاف» وكيفية تجنبه وأساليب التعامل معه فى حالة حدوثه وتقول: «قراءة هذا الكتاب ومناقشته مع طفلك ستساعده على التخلص من الخناق وعواقبه السلبية ويعلمه أن الاختلاف بين الأشخاص أمر مقبول، وأن الأمر غير المقبول هو أن يتخانق الأشخاص فيؤدى إلى الأذى الجسدى أو تحطيم الأشياء». وتنصح جوى الآباء فى كتابها «ما معنى الروح الرياضية» إلى تعليم أطفالهم كيفية التمتع بالروح الرياضية فى حالة الخسارة أو المكسب وكيف يخسرون أو يكسبون بطريقة متحضرة بعيدا عن التعصب والعنف. وتدعو الآباء إلى الارتياح بعد كتابها «ما معنى التذمر» لأنه حسب وصفها وسيلتهم الدفاعية لمواجهه مشكلة التذمر «الزن»، واستبداله بطلبات واضحة ذات صياغة محترمة من جانب الأطفال، علاوة على فهم أسبابها ووضع حلول عصرية لمواجهتها. ضمن السلسلة كتاب «ما معنى الكذب» الذى تتعامل جوى من خلاله مع الطفل ليس عن طريق رص القيم الإيجابية فى منظومة من الألفاظ والتراكيب المجردة كتلك التى توجد فى النصوص المدرسية، بل تسلط الضوء على تلك العادة السيئة التى يلجأ إليها أطفالنا فى حالة الخوف من العقاب حين يخطئون وتقول «لأن الخوف من العقاب يجعل أغلب الأطفال لا يقولون الصدق حين يخطئون، لذلك فمن المهم عدم تهديدهم بالعقاب عندما نطلب منهم إخبارنا بالحقيقة». أما كتب «ما معنى التسلط، والكسل، والنميمة» فتحاول خلالها المؤلفة مساعدة الأطفال على نبذ هذه القيم السلبية وتبديلها بقيم إيجابية، بلغة تتعدى مجرد مخاطبة الأطفال، إلى إذكاء روحهم وإثارة وجدانهم بجوهر الحياة.