ذكرت وسائل الإعلام الإيرانية أن حوالي 49 شخصا بينهم قادة كبار في الحرس الثوري الإيراني لقوا مصرعهم صباح الأحد في الهجوم الذي وقع في محافظة سيستان- بالوشستان الإيرانية القريبة من الحدود الباكستانية. ويعد هذا الهجوم الأكثر دموية ضد الحرس الثوري في السنوات الماضية وقع في مدينة بيشين قرب الحدود مع باكستان كما أفادت وكالة "فارس" الإيرانية. ووقع الاعتداء حين كان ضباط من الحرس الثوري يستعدون لعقد ملتقى الوحدة بين قادة محليين من السنة والشيعة. وكانت وكالة أنباء "فارس" قد تحدثت في وقت سابق عن مقتل 35 شخص من جراء الهجوم بالإضافة إلى 28 مصاب. وأفادت الوكالة : "في هذا العمل الإرهابي قتل الجنرال نور-علي شوشتري نائب قائد سلاح البر في الحرس الثوري والجنرال محمد زاده قائد الحرس الثوري في محافظة سيستان-بالوشستان ، وقائد الحرس الثوري في مدينة ايرانشهر وقائد وحدة أمير المؤمنين". من جهتها ، أكدت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية يوم الأحد أن الهجوم ضد الحرس الثوري الإيراني كان "عملية انتحارية". وبحسب الوكالة : "فجر رجل متفجرات كان يحملها خلال ملتقى الوحدة بين قادة محليين من السنة والشيعة". ومن جانبه ، أكد علي لاريجاني رئيس مجلس الشورى الإيراني مقتل هؤلاء القادة العسكريين الكبار ، وذلك في خطاب ألقاه في البرلمان وبثه التليفزيون الإيراني. وقال لاريجاني وهو يقدم التعازي إلى أسر الضحايا : "هدف الإرهابيين ضرب الأمن والاستقرار في محافظة سيستان-بالوشستان , وهذا يدل أنهم لا يريدون أن تتطور المحافظة على الصعيد الاقتصادي". وأضاف : "بالتأكيد الحرس الثوري سيرد بقوة أكبر لفرض الأمن في المنطقة". وقال رئيس مجلس الشورى الايراني : "نعتبر الهجوم الإرهابي الأخير نتيجة لأعمال الولاياتالمتحدة ، إنه دليل على عداء أمريكا لبلادنا". وأضاف أن الرئيس الأمريكي باراك "أوباما قال إنه سيمد يده إلى إيران ، لكنه مع هذا العمل الإرهابي فقد أحرق يده". وفي واشنطن ، أدانت الولاياتالمتحدة الهجوم الذي استهدف الحرس الثوري الإيراني ، رافضة اتهامات طهران التي حملت الولاياتالمتحدة مسئولية هذا الهجوم. وقال إيان كيلي المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية في بيان "ندين هذا العمل الإرهابي ونأسف لسقوط الضحايا البريئة". وأضاف أن "المعلومات التي تحدثت عن تورط أمريكي مغلوطة تماما". وجدير بالذكر أن غالبية سكان إيران الذين يقدر عددهم ب71 مليونا هم من الشيعة , إلا أن أقلية سنية تقيم في سيستان-بالوشستان الواقعة على الحدود مع باكستان وأفغانستان ، وهذه المحافظة هي الأقل أمنا في إيران بسبب وجود المتمردين ومهربي المخدرات فيها.