قال الدكتور عبد المنعم فؤاد المشرف العام على أروقة الجامع الأزهر، إن الاحتفال بذكرى إنشاء الجامع الأزهر قبل 1079 عامًا يعد تذكيرًا بمجد الأزهر وفضل هذا الجامع العريق في تأصيل العلم وتحقيقه منذ أكثر من ألف عام. وأوضح فؤاد - في بيان اليوم الأحد - أن مناهج الأزهر هي الملاذ الآمن لطالبي العلوم الشرعية.. مضيفا أن أحداث الزمن المتغيرة لم توقف مسيرة الأزهر العلمية، بل احتضنت أروقته الملايين من طلاب العلم ومعلميه حتى صار قبلة العلم ومنهل الوسطية ومنارة الإسلام الشامخة. وأكد أن الجامع الأزهر يحافظ على علوم القرآن والسنة، والمعارف واللغة العربية وآدابها، وعلوم الفقه ومذاهبه المتنوعة، كما حافظ الأزهر على تراث المسلمين ونشره ولا يزال ينشره صحيحًا خالصًا للعالم أجمع، وتدرس كل هذه العلوم في أروقته الشاهدة على عراقته ووسطيته. كما أكد أن المسلمين قد وثقوا في الأزهر وأروقته، وائتمنوه على عقول وتعليم أبنائهم، وجاءوا إليه لينهلوا من علومه ومعارفه ومنهجه الوسطي، وينطلقوا برسالة الأزهر إلى العالم.. مشيرا إلى أن الأزهر يستقبل الوافدين إليه من دول العالم ويحسن استقبالهم، ويراعهم فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بنفسه ويلتقي معهم بشكل مستمر. ولفت إلى أنه في الجامع الأزهر هناك العديد من أسماء الدول أطلقت على أروقته، وفي العصر الحاضر ومع كثرة الوافدين العاشقين لمصر وأزهرها والذين بلغوا في جامعة الأزهر ومعاهده ما يقرب من أربعين ألف طالب أنشأت مدينة البعوث الإسلامية وهي تضم أكثر من ستة آلاف وافد تقريبا من دول العالم ترعاهم مصر وأزهرها الشريف. وقال فؤاد إن الأزهر - الذي أقبل عليه المسلمون من كل بقاع الدنيا - لهو ماض في أداء رسالته وتبليغها للناس صافية بعيدة عن الانحرافات المذهبية أو الطائفية أو المطامع السياسية، وأن أروقته ظلت وما زالت وستظل تُدرس صحيح الإسلام، وأن مناهجه تحترم الرأي والرأي الآخر وتنتج عقلية علمية رصينة تسع الجميع، وتبني العقول، ولا تهدم الأفكار. وأضاف أن مناهج الأزهر هي الملاذ الآمن لطالبي العلوم الشرعية، وأنها لم تخرج يوما متطرفين ولا إرهابين ولا دعاة عنف كما يزعم بعض المغرضين، بل خرّجت علماء، وأدباء، وقادة دول، ورواد نهضة في القديم. ودعا المشرف العام على أروقة الجامع الأزهر شباب مصر في ذكرى إنشاء الجامع الأزهر أن يحافظوا على بلدهم، وتراثهم، وأزهرهم؛ فالشباب هم ذخر المستقبل للدين والأخلاق، وأن مقياس الحضارة في هذا العصر ليس بالكثرة أو القلة بل العمل والجد والاجتهاد وحسن الخلق، وهذا ما جعل الشاعر أحمد شوقي يرفع يديه تعظيمًا وإجلالًا للناصحين الحكماء من علماء الأزهر.