لا يخلو شهر رمضان الكريم من تساؤلات من حين إلى آخر، حول صيام مرضى السكر. لكن دار الإفتاء المصرية حسمت كل تلك الإجابات في بيان صحفي، وضعت فيه ثلاث درجات لمرضى السكر وقدرتهم على الصيام. الدرجة الأولى: مريض السكر المحتمل جدًا تعرضه لمضاعفات خطيرة طبية، ويقول الأطباء احتمالية تعرضه لضرر من الصيام. الدرجة الثانية: مريض السكر المحتمل بدرجة أقل تعرضه لمضاعفات نتيجة الصيام. الدرجة الثالثة: مريض السكر ذي الاحتمال المنخفض للتعرض لمضاعفات نتيجة الصيام. مع التنبيه على أنه يجب على المريض في كل فئة من هذه الفئات الثلاث أن يستجيب للطبيب إن رأى ضرورة إفطاره وخطورة الصوم عليه. وحددت دار الإفتاء حكم لصوم كل درجة، وقالت، إن الصوم فريضةٌ من فرائض الإسلام أناطها الله تعالى بالاستطاعة؛ فإذا لم يستطع المسلمُ الصومَ بالامتناع عن المفطرات من الطعام والشراب ونحوهما من الفجر إلى المغرب، فإن له رخصة الإفطار، بل إذا كان الصوم يضُرّ بصحته -بقول الأطباء المتخصصين- فيجب عليه أن يفطر؛ حفاظًا على صحته. وقال تعالى: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} [الحج: 78]، وقال تعالى: {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} [البقرة: 195]، وقال سبحانه في خصوص الصوم: {يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} [البقرة: 185]، وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «وَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ» متفقٌ عليه. ويقول الله تعالى: {فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ} [البقرة: 184]، والمعنى: أنه يُرَخَّص للمسلم المكلَّفِ المريضِ مرضًا يُرجَى شفاؤه ولا يستطيع معه الصومَ -وللمسافرِ كذلك- الإفطارُ في رمضان، ثم عليهما القضاءُ بعد زوال العذر والتمكن من الصيام. وتضيف، أنه إن المرض طارئًا فعلى المسلم أن يقضي ما أفطره عندما يزول العارض، أما إذا كان مريضًا مرضًا لا يُرجَى شفاؤه -وهو ما يُعرَف بالأمراض المزمنة- ولا يَقْوَى معه على الصيام، أو كان كبيرًا في السن؛ بحيث يعجز عن الصيام وتلحقه مشقة شديدة لا تُحتَمَل عادةً فلا يجب عليه الصيام، وعليه فدية؛ إطعامُ مسكين عن كل يوم من الأيام التي يفطرها من رمضان. وقالت الدار،إن هناك ثلاث طرق تتعلق بمرضى السكر وهو من الأمراض المزمنة. * الطريقة الأولى: علاج المريض عن طريق تنظيم الوجبات الغذائية ولذا عليهم الصيام فمرضهم درجته خفيفة، ولكن إذا تبين وجود ضرر عليهم الإفطار والفدية بإطعام مسكين عن كل يوم، ويأثم إن صام. * الطريقة الثانية: مرضى يتناولون العقاقير وهم نوعان: 1- ونوع يأخذ العقاقير مرة واحدة، يصوم، لأنه سيتناول العقاقير قبل الفجر مباشرة. 2 - نوع يتناول العقاقير مرتين أو ثلاث مرات يوميًا، إذا تمكن من الصوم يأخذ الحبوب قبل الفجر وبعد الإفطار، دون ضرر يلحقه، وإن كان هناك ضرر عليه أخذ الحبوب وترك الصوم. * الطريقة الثالثة: مرضى حقن الأنسولين مرة أو مرتين، فإن صام المريض فجائز شرعًا، لأن الصيام لن يفسد، لأن الحقنة تدخل إلى مسام غير ظاهرة ولا محسوسة، وهو ليس جوفًا ولا في حكم الجوف. لكن لو ظن المشقة بالصوم، أو اشتد المرض، أو غلبه الجوع والعطش، جاز له أن يُفطر، وهو أمر تقديري.