واصلت السندات الإيطالية تراجعها خلال تعاملات اليوم الأربعاء، ليرتفع سعر العائد على هذه السندات، بعد أن هاجم قادة إيطاليا توقعات المفوضية الأوروبية بشأن معدلات عجز الميزانية الإيطالية، وهو يهدد بتجدد الخلاف بشأن الميزانية بين الحكومة في روما والمفوضية الأوروبية في بروكسل. وقد ارتفع الفارق بين العائد على السندات الإيطالية والعائد على السندات الألمانية، وهي السندات القياسية في أوروبا إلى أعلى مستوى له منذ فبراير الماضي. وأشارت وكالة بلومبرج للأنباء إلى أن تراجع السندات الإيطالية جاء أيضا في الوقت الذي تزايدت فيه المخاوف من تصاعد الخلافات التجارية الدولية، وبخاصة بين الولاياتالمتحدة والصين، مما أدى إلى تراجع أسواق المال في العالم ككل. في الوقت نفسه، تراجعت قيمة العملة الأوروبية الموحدة اليورو بنسبة 9% منذ الانتخابات الإيطالية التي مهدت لتشكيل حكومة شعبوية في العام الماضي، في الوقت الذي تضررت فيه سوق السندات بسبب الخلاف بين الحكومة الإيطالية والمفوضية الأوروبية، بشأن إجراءات ضبط الأوضاع المالية وعجز الميزانية في إيطاليا. كانت المفوضية الأوروبية قد ذكرت أمس أنها تتوقع وصول عجز الميزانية الإيطالية في العام المقبل إلى 5ر3% وهو ما يزيد على الحد الأقصى المسموح به لدول منطقة اليورو وهو 3% من إجمالي الناتج المحلي للدولة. من ناحيته، وصف رئيس وزراء إيطاليا "جوسيب كونتي" هذه التوقعات بأنها "قاسية" و"متحاملة"، في الوقت الذي اتهم فيه حزب حركة الخمس نجوم المشارك في الائتلاف الحاكم في إيطاليا المفوضية بمحاولة إسقاط الحكومة الإيطالية. يأتي ذلك في الوقت الذي تعرض فيه نائب رئيس الوزراء الإيطالي "ماتيو سالفيني" لهزيمة سياسية، عندما أصدر "كونتي" مرسوما حكوميا لإقالة المستشار الاقتصادي "أرماندو سيري" في ظل تحقيقات فساد جارية. وقد ارتفع العائد على سندات الخزانة الإيطالية العشرية اليوم بمقدار 8 نقاط أساس إلى 70ر2% وهو أعلى مستوى له منذ نحو أسبوعين، ليصل الفارق مع السندات الألمانية إلى 73ر2 نقطة مئوية. وفي أسوق الصرف تراجع اليورو أمام الدولار أمس إلى أقل مستوى له منذ 12 يوما قبل أن يستقر اليوم عند مستوى 12ر1 دولار لكل يورو وهو مستوى قريب من أقل قيمة له منذ بداية العام الحالي.