كلما تمر من هناك تجد أحبائها يقفون على أبواب مقامها، يبكون ويشكون حالهم إليها، إنها "السيدة زينب" حفيدة النبي محمد "عليه أفضل الصلاة والسلام". تزين مقام السيدة لاستقبال شهر رمضان قبل أن يحين موعده بشهر، ليبدوا في أبهى صوره كما اعتاد أن يصبح عليه في هذا التوقيت من كل عام، حيث عُلقت الإنارة الخضراء على مسجدها لتتدلى من فوقه، وانتشرت الشوادر الملونة بفوانيس وزينة رمضان في محيط المسجد. وخلال جولة أجرتها "الشروق" في ميدان السيدة، لاحظنا سيطرة الفوانيس الفاطمية بقوة هناك، وهي الفوانيس قديمة الطراز التي صممها الفاطميون خلال ولايتهم في مصر، والتي اختفت لفترة نتيجة لانتشار الفوانيس المستوردة المستحدثة التصميم، والتي كانت قد طغت على الفوانيس الأصلية في الأسواق المصرية لعدة سنوات، لكن عادت لتنتشر هذا العام الفوانيس القماش والصاج والخشب على الطراز الفاطمي الأصلي بأسعار معقولة للأحجام الكبرى. وانخفضت أسعار فوانيس الصاج الأبيض ذات الزجاج الملون بسعر 120 جنيهًا للفانوس الذي يصل طوله إلى نصف متر، فيما بلغت أسعار الفوانيس ذات الحجم الوسط 250 جنيهًا، و400 جنيه للفانوس الكبير. وتفوقت الفوانيس القماش على الصاج من حيث السعر، وبلغت الفوانيس القماش 50 جنيهًا للصغير، و100 للحجم المتوسط، و120 جنيهًا للكبير الأقل من نصف المتر. وتواجدت الفوانيس الخشبية بشكل كبير في أسواق السيدة، منها الصغير جدًا بحجم عدة سنتيمترات بسعر 20 جنيهًا، فيما وصل سعر الحجم الصغير الذي يبلغ 60 سم إلى 40 جنيها، والمتوسط الذي يقترب من المتر ل70 جنيها. وربما يكون الجديد هذا العام هو وجود الفوانيس الحديدية السوداء والملونة، التي بدت عالية السعر بالنسبة لأحجامها الصغيرة، فهي تحاكي تصاميم الفوانيس العتيقة التي صنعها الفاطميون في مصر من الصاج أو الحديد الأسود، على شكل قالب مربع أو مضلع، ذو أبواب مزخرفة ومفرغة تحمل بداخلها شمعة مضيئة، لتبلغ أسعارها 85 جنيهًا للأحجام الصغيرة بحجم 20 سم، ومن 150 جنيها إلى 800 جنيه لباقي الأحجام.