الرئيس السيسي: الأمن والاستقرار المستدامين لن يتحققا إلا من خلال سلام عادل وشامل    كامل الوزير يهنئ الرئيس السيسي بذكرى انتصارات أكتوبر: ملحمة خالدة تلهم الأجيال    بحضور وزيري المالية والتموين.. وزير العمل يشارك في الاحتفالية السنوية لشركة "طلبات مصر"    الاحتلال يشن حملات اعتقالات وداهمات بالقدس وجنين وأريحا.. واستشهاد 4 فلسطينيين    العالم هذا الصباح.. السعودية: جميع حاملى التأشيرات بمختلف أنواعها يمكنهم أداء مناسك العمرة.. تصرفات ترامب الغريبة تفتح الباب حول حالته الذهنية.. وناشطة سويدية تثير الجدل بعد احتجازها فى إسرائيل    الرئيس السيسي يوجه التحية لترامب لمبادرته لوقف إطلاق النار في غزة    حسين لبيب يناقش مع جون إدوارد أسباب النتائج السلبية للزمالك وطرق العودة للإنتصارات    جمهور آمال ماهر يتفاعل مع سكة السلامة واتقى ربنا فيا بقصر عابدين    فريدة سيف النصر تطلب الدعاء لشقيقها: "قلبي موجوع وأنا عاجزة يارب"    رئيس الرعاية الصحية يلتقي الغمراوي لبحث مباحثات توطين الصناعات الطبية    أسعار الحديد والأسمنت اليوم الإثنين 6-10-2025 في أسواق محافظة الأقصر    الوفد الإسرائيلي يتراجع عن التوجه لمصر للمشاركة في مفاوضات إنهاء الحرب    رئيس وزراء باكستان يؤكد التزام بلاده بتعزيز العلاقات مع ماليزيا    الانتقال إلى دولة عربية وعدم الغناء في لبنان، تفاصيل تسوية وضع فضل شاكر قبل محاكمته    تعرف على أسعار السمك البلطى والبورى اليوم الإثنين 6اكتوبر 2025فى محافظة المنيا    بعثة منتخب مصر تطير إلى المغرب لمواجهة جيبوتي في التصفيات الإفريقية    نجم ريال مدريد يقترب من الرحيل في الشتاء    إعادة فتح ميناء العريش البحري بعد تحسن الأحوال الجوية    أجواء خريفية وشبورة صباحية اليوم.. العظمى بالقاهرة 30 والصغرى 21    الداخلية تكشف ملابسات سرقة دراجة نارية بالغربية بأسلوب «المغافلة»    «الداخلية» تقرر السماح ل 84 مواطنًا مصريًا بالحصول على جنسيات أجنبية    أسعار النفط ترتفع 1.5% بعد إعلان «أوبك+» عن زيادة الإنتاج    الذهب يتجاوز 3900 دولار للأوقية لأول مرة خلال التعاملات الآسيوية مع استمرار الإغلاق الحكومي في أمريكا    مفتي الجمهورية يتفقد الإدارة العامة للفتوى الإلكترونية بدار الإفتاء    لهذا السبب.. ضياء الميرغني يتصدر تريند "جوجل"    مواقيت الصلاة اليوم الاثنين 6-10-2025 في محافظة الشرقية    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاثنين 6-10-2025 في محافظة قنا    أسعار الخضروات اليوم الاثنين 6-10-2025 في الشرقية    معهد التغذية يحذر الأمهات من إهمال وجبة الإفطار للأطفال: مفتاح النشاط والتركيز    أحمد صالح: الزمالك أعاد الأهلي لمكانه الطبيعي    " التعليم " تكشف أهمية التقييمات الأسبوعية والاختبار الشهري لصفوف النقل.. تعرف عليها    «الإحصاء»: معلم لكل 28 تلميذًا في مصر خلال العام الدراسي 2024 2025    اليوم أم يوم الخميس؟ تعرف على الموعد الرسمي لإجازة 6 أكتوبر 2025    وظائف مصلحة الطب الشرعي 2025.. خطوات التقديم إلكترونيًا والشروط المطلوبة    حاكمان ديمقراطيان يتعهدان بمعركة قضائية بعد إرسال ترامب حرس كاليفورنيا الوطني إلى أوريجون    بعد 64 عامًا.. «لا تطفئ الشمس» لإحسان عبد القدوس من السينما والدراما إلى خشبة المسرح    ماذا قال رئيس الاتحاد السكندري عن الدوري الاستثنائي وأحمد دياب ؟    نهر النيل لا يعرف الهزيمة    ترامب: لم يتبق أي قوارب قبالة فنزويلا بعد الضربات الأمريكية    حركة القطارات| 90 دقيقة متوسط تأخيرات «بنها وبورسعيد».. الاثنين 6 أكتوبر    «العناني» يقترب من منصب المدير العام الجديد لليونسكو    عيد ميلاد عزيز الشافعي.. رحلة نجاح بدأت من الحلم ووصلت إلى القمة    سكته قلبية.. وفاة شخص قبل نظر نزاع على منزل مع زوجته وشقيقه بمحكمة الإسكندرية    منتخب مصر يودّع كأس العالم للشباب رسميًا    "كيفية مشاهدة مباراة السعودية والنرويج في كأس العالم للشباب 2025 بث مباشر"    السفارة التركية بالقاهرة تحتفل بالذكرى المئوية للعلاقات بين مصر وتركيا    البابا تواضروس الثاني يزور إيبارشية أبوتيج وصدقا والغنايم    31 مرشحًا خضعوا للكشف الطبي بالفيوم.. ووكيلة الصحة تتفقد لجان الفحص بالقومسيون والمستشفى العام    بالصور/ مدير امانه المراكز الطبية المتخصصة" البوابة نيوز"..نرفع الطوارئ على مدار 24 ساعة لاستقبال حوادث المواصلات بالطريق الزراعى والدائري..القوى البشرية بقليوب التخصصى لا يستهان بها    هناك من يحاول التقرب منك.. حظ برج القوس اليوم 6 أكتوبر    لحظة مصرع عامل إنارة صعقا بالكهرباء أثناء عمله بالزقازيق ومحافظ الشرقية ينعاه (فيديو)    أسعار الذهب في السودان وعيار 21 الآن ببداية تعاملات الاثنين 6 أكتوبر 2025    اعرف مواقيت الصلاة اليوم الأثنين 6-10-2025 في بني سويف    فنانة تصاب ب ذبحة صدرية.. أعراض وأسباب مرض قد يتطور إلى نوبة قلبية    على زعزع يخضع للتأهيل فى مران مودرن سبورت    لحظة تهور سائق في زفة بكرداسة تنتهي بالقبض عليه.. إنفوجراف    أمين الإفتاء: الصبر على الزوجة والتحمل والاجتهاد في الموعظة له أجر وثواب من الله    رمضان 2026.. تعرف على موعد حلول الشهر الكريم وعدد أيامه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رمضان أقدس الأشهر يحل ضيفًا كريمًا على المسلمين
نشر في الشروق الجديد يوم 06 - 05 - 2019

باستطلاع دار الإفتاء المصرية مساء أمس الأحد، هلال شهر رمضان المعظم معلنة ثبوته وبداية الشهر الكريم، يكون رمضان شهر الرحمة والغفران قد دق باب المسلمين حول العالم ليحل ضيفا كريما على نفوس عازمة على صيام نهاره وقيام ليله وتهفو للقائه من العام للعام، ففيه يسعد المسلمون أكثر من أي وقت آخر طوال العام، إذ يضفي البركة والفرحة على البيوت وبين الأفراد، ويتساوى في ذلك المسلمون كافة في مشارق الأرض ومغاربها على اختلاف أجناسهم وألوانهم.
وبمجرد ثبوت هلال رمضان والإعلان عن غرته، يبدأ المسلمون في كل مكان طقوسهم الرمضانية التي تستمر على مدى شهر كامل، بدءا من أداء صلاة التراويح عقب إعلان ثبوت رؤية الهلال، إلى إخراج زكاة الفطر قبل صلاة عيد الفطر، مرورا بالصلاة والصيام وقراءة القرآن وقيام الليل وإعداد موائد الرحمن.
وعلى الرغم من تشابه تلك العادات والتقاليد لدى المجتمعات الإسلامية، إلا أن لكل منها ما يميزه عن غيره من المجتمعات، خاصة في مظاهر التعبير عن الفرحة باستقبال الشهر الكريم، بتبادل التهاني وإقامة الموائد الرمضانية وتبادل الدعوات والعزائم بين الأهل والأصدقاء.
ويعد هذا الشهر من أقدس الأشهر عند المسلمين، ففيه نزل القرآن الكريم، ولذا سمي ب"شهر القرآن "، وفرض فيه الصيام الركن الرابع من أركان الإسلام، وفيه ليلة القدر خير من ألف ليلة، وهو أحد شهور السنة القمرية الإثنى عشر ويسبقه شهر شعبان ويليه شهر شوال، ويتم الإعلان عن بدايته برؤية الهلال، كما يتم الإعلان عن نهايته ودخول شهر شوال برؤية هلال العيد، وعدد أيامه تسعة وعشرين يوما، أو ثلاثين بحسب تكون الهلال، وقد ذكر شهر رمضان المبارك في الكثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة.
ويعتبر الصيام في شهر رمضان الركن الرابع من أركان الإسلام الخمسة التي لا يستقيم إسلام مسلمٍ إلا بها، ويعني الصوم الإمساك عن المفطرات من الطعام والشراب من طلوع الفجر إلى غياب الشمس، كما يعد صيام شهر رمضان فرض على كل مسلم ومسلمة بالغين عاقلين، ويعاقب تاركه على العكس من صيام التطوع الذي يثاب فاعله ولا يعاقب تاركه، ويأتي شهر رمضان مرة كل عام ويصومه الناس بفرح وسعادة وتنتشر البهجة والمشاعر الروحانية في الأجواء وتكثر الاجتماعات العائلية، وجلسات السمر ويحلو السهر، وفيه أيضا تصفد الشياطين.
ولهذا الشهر مكانة لا تعادلها في خصائصها وفضائلها أي أيام أخرى طوال العام، وتأكيدا لهذه المكانة العظيمة فقد خطب الرسول الكريم في الناس قائلا "أيها الناس قد أظلكم شهر عظيم مبارك شهر فيه ليلة خير من ألف شهر، شهر جعل الله صيامه فريضة، وقيام ليله تطوعا وهو شهر الصبر، والصبر ثوابه الجنة، شهر المواساة من أفطر فيه صائما كان مغفرة لذنوبه وعتق رقبته من النار، وكان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجره شيئا، قالوا يا رسول الله ليس كلنا يجد ما يفطر الصائم، فقال يعطي الله هذا الثواب لمن افطر صائما على تمرة أو شربة ماء أو مذقة لبن، وهو شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار، ومن سقى صائما سقاه الله من حوضي شربة لا يظمأ بعدها حتى يدخل الجنة.
ويعود اهتمام المسلمون بقدوم شهر رمضان لعظم الأجر فيه، ففيه تفتح أبواب الخير لكل راغب، وهو شهر الخير والبركات وشهر التقوى والصلاح، ولهذا تبدأ شعوب الأمة الإسلامية استعداداتها لاستقبال شهر رمضان المبارك قبل قدومه بأيام عديدة، وتحديدا بعد ليلة النصف من شهر شعبان، ففي مصر تزين الشوارع والحارات بالأعلام والبيارق الورقية، وتشهد الأحياء والأزقة ظاهرة ربط الحبال بين البيوت المتقابلة وتعلق عليها الرايات والفوانيس.
وكما أن للمسلمين في مختلف جنبات العالم ما يميزهم في الاحتفال بشهر رمضان، إلا إن عادات وتقاليد الاحتفال اختلفت في كثير من مظاهرها، فبين الأمس واليوم تغيرت الكثير من العادات الرمضانية، وبات رمضان الماضي مختلفا بلا شك عن رمضان الحاضر، ومع ذلك ظل الفانوس "تميمة" هذا الشهر التي لا تتغير على الرغم من تغير شكله مئات المرات، وظلت المائدة الرمضانية سيدة الموقف وتحتل رأس قائمة الاهتمامات في تلك الاحتفالات.
ويتميز كل شعب من الشعوب الإسلامية ببعض الأكلات التي يرتبط إعدادها بالشهر المبارك ومن هذه الأكلات ما يمكن أن تكون في طريقها إلى الاندثار، ومنها مازال يمثل طبقا رئيسيا على مائدة الإفطار لدى تلك الشعوب.
ويعد فانوس رمضان من أبرز مظاهر وطقوس هذا الشهر الكريم، ويحرص الصغار والكبار على اقتنائه وجعله جزءا من زينة المنزل، فلا يكاد أي بيت مصري يخلو من وجود فانوس رمضان، ولهذا تتنافس المحلات في عرض الفوانيس المبتكرة بألوانها الكرنفالية المتعددة، فتبدو وكأنها لوحات تشكيلية صارخة الأشكال والألوان، وبداية ظهور الفانوس في مصر تعود إلى الخامس من شهر رمضان عام 358 هجرية، عندما دخل المعز لدين الله الفاطمى القاهرة ليلا.
وحينها استقبله أهلها بالمشاعل والفوانيس وهتافات الترحيب، وكان الفانوس من الأساسيات التي يعتمد عليها سكان القاهرة في الإنارة ليلا، و كان يصنع وقتها من النحاس وتوضع بداخله شمعة ، وبعد ذلك أصبح يصنع من مواد أخري كالصفيح والزجاج الملون والبلاستيك، وكان الأطفال قديما يطوفون الشوارع والأزقة حاملين الفوانيس ويطالبون بياميش رمضان، وبالهدايا من أنواع الحلوى التي ابتدعها الفاطميون واستمرت هذه العادة حتى سنوات قليلة مضت.
ويتميز شهر رمضان المبارك بطعامه المميز وشرابه المنعش خاصة مع حلوله فى فصل الصيف، حيث الولائم عامرة والعزائم منتشرة، وتسعى ربات البيوت إلى إعداد أشهى الأطباق لتزويد أفراد العائلة بالطاقة اللازمة للصيام، ومن أشهر الأكلات التي يتناولها المسلمون في كل مكان الكبسة والملوخية بالأرانب والمقلوبة والفتوش والمجبوس والكفتة وغيرها، بالإضافة إلى الحساء الساخن الذى بعوض نقص السوائل في جسم الصائم.
ومن فوائد الصيام الصحية، تنقية جسم الإنسان من السموم والفضلات المؤذية، وإراحة الجهاز الهضمي من الاضطرابات والآلام والأوجاع، كما أن له أثر نفسى يكسب من خلاله الصائم السمو الأخلاقي والهدوء وسيادة المشاعر الإيجابية، ورقة القلب وبالتالي الشعور بالمحتاجين والفقراء والمساكين لأن شعور الجوع يدفع بالإنسان ليحس بغيره، وأيضا ردع النفس عن الإقدام على ما لا يليق من الأفعال لنيل رضى الله عز وجل والحصول على الحسنات ودخول الجنة.
وكما في كثير من الدول الإسلامية، يترقب المصريون قدوم هذا الشهر الفضيل بفيض من الشوق والاستعداد، ويدخرون له ما طاب من المحاصيل الزراعية والبقوليات والتمر منذ وقت مبكر وقبيل حلوله، فتقوم ربات البيوت بشراء التوابل وقمر الدين والبلح والدوم والكركدية ويقومون بإعداد مكونات الشراب والخشاف، بالإضافة إلى الياميش وغيره، والشوربة وغيرها من مكونات المائدة الرمضانية العامرة.
وفي مصر اعتاد الصائمون على الإفطار بعد انطلاق مدفع الإفطار وبدء آذان المغرب، وعرف مدفع الإفطار في العصر المملوكي وكانت القاهرة أول مدينة إسلامية تستخدم هذه الوسيلة عند الغروب إيذانا بالإفطار في رمضان، والمسحراتي طقس رمضاني تاريخي، ومازال موجودا في بعض الأحياء حيث يمر المسحراتي في الساعات الأولى بعد منتصف الليل ممسكا طبلته التي يدقها بأسلوب منتظم مناديا على الأطفال بأسمائهم لإيقاظهم وتشجعيهم على الصيام.
ولا يختلف رمضان كثيرا في فلسطين فرغم الاحتلال الإسرائيلي، فإن شهر رمضان له عاداته من إفطار وسحور وحلويات وصلاة تراويح وقيام ليل وقراءة القرآن وزيارات الأهل، ومن أهم الأطعمة الفلسطينية المقلوبة والفتة، وفي سوريا تتقدم التبولة والبطاطا المقلية والفطائر بالسبانخ والكبة النيئة، بالإضافة إلى السنبوسك وحساء العدس المجروش قائمة الطعام التى تتصدرها الأكلة الرئيسة "فتة المكدوس وفتة المقادم والفوارغ والقبوات" وهى عبارة عن خروف محشو بالأرز واللحم والصنوبر.
ويستقبل اللبنانيون شهر رمضان بشوق إلى ليالية ذات الطابع الخاص فتضج الطرقات بالناس، وخاصة ساعة الإفطار حيث يهرعون إلى بيوتهم قبل أذان المغرب، وتزدحم المساجد بالمصلين لأداء صلاة التراويح وغيرها من الصلوات المفروضة، ويشيع في لبنان شرب الحساء بجميع أنواعه والفتوش المؤلف من الخس والبندورة والخيار والبطاطا المقلية والحمص بالطحينة المشهور لبنانيا، أما الأكل الرئيسي فالشائع الملوخية الورق مع الدجاج بالإضافة إلى الكبة المقلية.
ويكتسب رمضان في الكويت مذاقا خاصا يحرص من خلاله الكويتيون على إحياء تقاليد وعادات توارثوها من أزمنة بعيدة عن الأجداد ونكهة خاصة وأجواء روحانية في ظل ترابط اجتماعي متميز.
وفي الكويت تشتهر (الهريس) كطبق رئيسي حيث تصنع من القمح المهروس مع اللحم مضافا إليها السكر الناعم والسمن البلدي والدارسين (القرفة) المطحونة، و"التشريب " وهى عبارة عن خبز الخمير أو الرقاق مقطعا قطعا صغيرة ويسكب عليه مرق اللحم الذي يحتوي غالبا على القرع والبطاطس وحبات من الليمون الجاف الذي يعرف ب (لومي)، حيث يفضل الصائم أكلة التشريب لسهولة صنعها وخفة هضمها على المعدة ولذة طعمها وهي عبارة عن خبز التنور إلا أنه في الوقت الحاضر يستخدم خبز الرقاق وهو خبز رقيق.
وفي العراق يشتري المسلمون مستلزمات رمضان قبيل حلوله بعشرين يوما، وتوضع الزينة والإنارة الضوئية على معظم محال الملابس والحلويات، ويتكون الإفطار من الشوربة التي تتكون من عدس وشعيرية وكرافس أخضر، والأرز والمرقة التي تتكون من فاصوليا وبامية وباذنجان، إضافة إلى الكباب المشوي والكبب المقلية والنيئة. وبعد صلاة العشاء والتراويح يتم تناول الحلويات وأشهرها البقلاوة والزلابية والشعيرية والكنافة.
وفي المغرب يستقبل المغاربة رمضان بفرحة عارمة ويعيش أكثرهم هذا الشهر في صيام حقيقي وطاعة مطلوبة، يحاول البعض الاستفادة من هذا الشهر بالتقليل من الأكل، والإكثار من الطاعات كالتصدق وتقديم وجبات الإفطار للمحتاجين وقيام الليل وقراءة القرآن الكريم.
وتشتهر الموائد الرمضانية بحساء الحريرة إذ لا يعتبر كثيرون للإفطار قيمة بدونها ولذلك بمجرد ذكر شهر رمضان تذكر معه (الحريرة) عند الصغار والكبار على السواء، وينتشر الباعة الجائلون فى الطرقات والأماكن الآهلة بالسكان ليبيعوا الحريرة و(الشباكية) وهى حلوى تصنع غالبا في البيوت بحلول الشهر الكريم.
ويختص الشعب الجزائري شهر رمضان بعادات نابعة من تعدد وتنوع المناطق التي تشكله، ويزداد الإقبال على الحمامات الشعبية من العائلات في الأيام الأخيرة من شهر شعبان للتطهر، واستقبال رمضان للصيام والقيام بالشعائر الدينية وتنطلق إجراءات التحضير لهذا الشهر الكريم قبل حلوله بشهور، من خلال ما تعرفه تقريبا كل المنازل الجزائرية من إعادة طلاء المنازل أو تطهير كل صغيرة وكبيرة فيها، علاوة على اقتناء كل ما يستلزمه المطبخ من أوان جديدة وأغطية ومفروشات لاستقبال هذا الشهر.
ويستقبل الصوماليون رمضان بالطلقات النارية ويقومون الليالي العشر الأواخر بالاعتكاف في المساجد، وحلقات الذكر وتلاوة القرآن الكريم وتفسير الأحاديث، ويقوم الوعاظ بترجمة فورية للقرآن من اللغة العربية إلى الصومالية، وتقدم على مائدة الفطور في رمضان مشروبات ومأكولات خفيفة مثل عصير المانجو والجوافة، ويتم تناول الموز والبطيخ ويشكل اللبن وجبة أساسية وخاصة في المناطق الجنوبية وحتى في العاصمة.
وفي جزر القمر يسهرون على السواحل حتى الصباح، استعدادا لشهر رمضان بدءا من شهر شعبان، ويعدون المساجد فيشعلون مصابيحها ويعمرونها بالصلاة وقراءة القرآن الكريم، ويكثرون من الصدقات وفعل الخير.
وفي الليلة الأولى من رمضان يخرج السكان حاملين المشاعل ويتجهون إلى السواحل حيث ينعكس نور المشاعل على صفحة المياه ويضربون الطبول إعلانا بقدوم رمضان ويظل السهر حتى السحور، ومن الأطعمة الرئيسية على مائدة الفطور الثريد إضافة إلى اللحم والمانجو والحمضيات ومشروب الأناناس.
فيما يستقبل الإندونيسيون الشهر المبارك بالذبائح ابتهاجا بقدومه، ورغم أن إندونيسيا تتكون من أكثر من 3000 جزيرة تتناثر على امتداد جنوب شرق آسيا وأستراليا وتمتد بين الملايو وغينيا الجديدة، إلا أن تقاليد هذه الجزر الكثيرة تتوحد خلال شهر رمضان رغم اختلافها من جزيرة إلى أخرى في غيره من الشهور.
ومن عادات أهل البلاد عند انتهاء صلاة التراويح وذهاب كل إلى بيته أن ترى شباب كل قرية وقد تجمعوا بالقرب من المسجد للغناء والابتهالات حتى موعد السحور، فتقوم الجماعة صاحبة النوبة بإيقاظ الأهالي للسحور باستخدام آلة تعرف (بدوق).
وفي الليلة التالية تقوم جماعة أخرى من الشباب بنفس العمل، أما المدن الكبيرة فتنطلق المدافع لإيقاظ السكان للسحور، وتنطلق مرة أخرى للإمساك إيذانا ببدء صوم يوم جديد.
وتشهد الساحة الإسلامية في هولندا خلال شهر رمضان تنظيم برامج خاصة من قبل جمعيات ومؤسسات أهلية تابعة للأقلية المسلمة تتوزع على الإفطار الجماعي الذي يدعى إليه المسلمون والهولنديون على السواء، ومحاضرات ومؤتمرات تعالج قضايا عامة تخص الأمة الإسلامية، وخاصة تتعلق بالمشاكل التي تواجه الأقلية المسلمة في هولندا.
وتعتبر منظمات العمل الخيري الإسلامية شهر رمضان فرصة ذهبية لعملها حيث تنظم حملات تبرع خلاله تجند لها عشرات الدعاة الذين يتنقلون بين المساجد، ومقرات المنظمات الإسلامية للتعريف بأهدافها وحث المصلين على التصدق لمساعدة المحتاجين.
ويحتفل المسلمون في الصين بمظاهر شهر رمضان بشكل خاص في أماكن تجمعهم، ويسمى شهر رمضان في الصين «باتشاي»، ويتركز المسلمون في شمال غربي الصين وتتميز لياليه بالصلاة في المساجد خاصة صلاة التراويح.
وحول المساجد تنتشر المطاعم الإسلامية التى تقدم الأكل الحلال وتزدهر حركتها في رمضان، وتقدم الوجبات الشرقية والشامية والحلويات الرمضانية المشهورة في الدول العربية والإسلامية، إلى جانب أكلات وحلويات المطبخ الصيني الحلال.
وكغالبية الدول الإسلامية يحرص الأغنياء والمقتدرون على إقامة موائد الإفطار للفقراء، ويفطر الصائمون على التمور ومختلف أنواع الفواكه مثل البطيخ والتفاح والحلويات التقليدية ويشربون الشاي بالسكر، وعقب ذلك يتوجهون إلى المساجد القريبة لصلاة المغرب وبعد الانتهاء يتناولون الفطور مع أفراد العائلة.
ومن أهم عادات المسلمين بالولايات المتحدة الأمريكية خلال شهر رمضان إقامة موائد إفطار جماعية تتبعها صلاة التراويح، مما يعد مناسبة مهمة للتقارب الاجتماعي بين المسلمين، ويلمس المراقب لحياة المسلمين هناك خلال الشهر الكريم نشاطا ملحوظا فى العبادات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.