«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رمضان أقدس الأشهر يحل ضيفًا كريمًا على المسلمين
نشر في الشروق الجديد يوم 06 - 05 - 2019

باستطلاع دار الإفتاء المصرية مساء أمس الأحد، هلال شهر رمضان المعظم معلنة ثبوته وبداية الشهر الكريم، يكون رمضان شهر الرحمة والغفران قد دق باب المسلمين حول العالم ليحل ضيفا كريما على نفوس عازمة على صيام نهاره وقيام ليله وتهفو للقائه من العام للعام، ففيه يسعد المسلمون أكثر من أي وقت آخر طوال العام، إذ يضفي البركة والفرحة على البيوت وبين الأفراد، ويتساوى في ذلك المسلمون كافة في مشارق الأرض ومغاربها على اختلاف أجناسهم وألوانهم.
وبمجرد ثبوت هلال رمضان والإعلان عن غرته، يبدأ المسلمون في كل مكان طقوسهم الرمضانية التي تستمر على مدى شهر كامل، بدءا من أداء صلاة التراويح عقب إعلان ثبوت رؤية الهلال، إلى إخراج زكاة الفطر قبل صلاة عيد الفطر، مرورا بالصلاة والصيام وقراءة القرآن وقيام الليل وإعداد موائد الرحمن.
وعلى الرغم من تشابه تلك العادات والتقاليد لدى المجتمعات الإسلامية، إلا أن لكل منها ما يميزه عن غيره من المجتمعات، خاصة في مظاهر التعبير عن الفرحة باستقبال الشهر الكريم، بتبادل التهاني وإقامة الموائد الرمضانية وتبادل الدعوات والعزائم بين الأهل والأصدقاء.
ويعد هذا الشهر من أقدس الأشهر عند المسلمين، ففيه نزل القرآن الكريم، ولذا سمي ب"شهر القرآن "، وفرض فيه الصيام الركن الرابع من أركان الإسلام، وفيه ليلة القدر خير من ألف ليلة، وهو أحد شهور السنة القمرية الإثنى عشر ويسبقه شهر شعبان ويليه شهر شوال، ويتم الإعلان عن بدايته برؤية الهلال، كما يتم الإعلان عن نهايته ودخول شهر شوال برؤية هلال العيد، وعدد أيامه تسعة وعشرين يوما، أو ثلاثين بحسب تكون الهلال، وقد ذكر شهر رمضان المبارك في الكثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة.
ويعتبر الصيام في شهر رمضان الركن الرابع من أركان الإسلام الخمسة التي لا يستقيم إسلام مسلمٍ إلا بها، ويعني الصوم الإمساك عن المفطرات من الطعام والشراب من طلوع الفجر إلى غياب الشمس، كما يعد صيام شهر رمضان فرض على كل مسلم ومسلمة بالغين عاقلين، ويعاقب تاركه على العكس من صيام التطوع الذي يثاب فاعله ولا يعاقب تاركه، ويأتي شهر رمضان مرة كل عام ويصومه الناس بفرح وسعادة وتنتشر البهجة والمشاعر الروحانية في الأجواء وتكثر الاجتماعات العائلية، وجلسات السمر ويحلو السهر، وفيه أيضا تصفد الشياطين.
ولهذا الشهر مكانة لا تعادلها في خصائصها وفضائلها أي أيام أخرى طوال العام، وتأكيدا لهذه المكانة العظيمة فقد خطب الرسول الكريم في الناس قائلا "أيها الناس قد أظلكم شهر عظيم مبارك شهر فيه ليلة خير من ألف شهر، شهر جعل الله صيامه فريضة، وقيام ليله تطوعا وهو شهر الصبر، والصبر ثوابه الجنة، شهر المواساة من أفطر فيه صائما كان مغفرة لذنوبه وعتق رقبته من النار، وكان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجره شيئا، قالوا يا رسول الله ليس كلنا يجد ما يفطر الصائم، فقال يعطي الله هذا الثواب لمن افطر صائما على تمرة أو شربة ماء أو مذقة لبن، وهو شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار، ومن سقى صائما سقاه الله من حوضي شربة لا يظمأ بعدها حتى يدخل الجنة.
ويعود اهتمام المسلمون بقدوم شهر رمضان لعظم الأجر فيه، ففيه تفتح أبواب الخير لكل راغب، وهو شهر الخير والبركات وشهر التقوى والصلاح، ولهذا تبدأ شعوب الأمة الإسلامية استعداداتها لاستقبال شهر رمضان المبارك قبل قدومه بأيام عديدة، وتحديدا بعد ليلة النصف من شهر شعبان، ففي مصر تزين الشوارع والحارات بالأعلام والبيارق الورقية، وتشهد الأحياء والأزقة ظاهرة ربط الحبال بين البيوت المتقابلة وتعلق عليها الرايات والفوانيس.
وكما أن للمسلمين في مختلف جنبات العالم ما يميزهم في الاحتفال بشهر رمضان، إلا إن عادات وتقاليد الاحتفال اختلفت في كثير من مظاهرها، فبين الأمس واليوم تغيرت الكثير من العادات الرمضانية، وبات رمضان الماضي مختلفا بلا شك عن رمضان الحاضر، ومع ذلك ظل الفانوس "تميمة" هذا الشهر التي لا تتغير على الرغم من تغير شكله مئات المرات، وظلت المائدة الرمضانية سيدة الموقف وتحتل رأس قائمة الاهتمامات في تلك الاحتفالات.
ويتميز كل شعب من الشعوب الإسلامية ببعض الأكلات التي يرتبط إعدادها بالشهر المبارك ومن هذه الأكلات ما يمكن أن تكون في طريقها إلى الاندثار، ومنها مازال يمثل طبقا رئيسيا على مائدة الإفطار لدى تلك الشعوب.
ويعد فانوس رمضان من أبرز مظاهر وطقوس هذا الشهر الكريم، ويحرص الصغار والكبار على اقتنائه وجعله جزءا من زينة المنزل، فلا يكاد أي بيت مصري يخلو من وجود فانوس رمضان، ولهذا تتنافس المحلات في عرض الفوانيس المبتكرة بألوانها الكرنفالية المتعددة، فتبدو وكأنها لوحات تشكيلية صارخة الأشكال والألوان، وبداية ظهور الفانوس في مصر تعود إلى الخامس من شهر رمضان عام 358 هجرية، عندما دخل المعز لدين الله الفاطمى القاهرة ليلا.
وحينها استقبله أهلها بالمشاعل والفوانيس وهتافات الترحيب، وكان الفانوس من الأساسيات التي يعتمد عليها سكان القاهرة في الإنارة ليلا، و كان يصنع وقتها من النحاس وتوضع بداخله شمعة ، وبعد ذلك أصبح يصنع من مواد أخري كالصفيح والزجاج الملون والبلاستيك، وكان الأطفال قديما يطوفون الشوارع والأزقة حاملين الفوانيس ويطالبون بياميش رمضان، وبالهدايا من أنواع الحلوى التي ابتدعها الفاطميون واستمرت هذه العادة حتى سنوات قليلة مضت.
ويتميز شهر رمضان المبارك بطعامه المميز وشرابه المنعش خاصة مع حلوله فى فصل الصيف، حيث الولائم عامرة والعزائم منتشرة، وتسعى ربات البيوت إلى إعداد أشهى الأطباق لتزويد أفراد العائلة بالطاقة اللازمة للصيام، ومن أشهر الأكلات التي يتناولها المسلمون في كل مكان الكبسة والملوخية بالأرانب والمقلوبة والفتوش والمجبوس والكفتة وغيرها، بالإضافة إلى الحساء الساخن الذى بعوض نقص السوائل في جسم الصائم.
ومن فوائد الصيام الصحية، تنقية جسم الإنسان من السموم والفضلات المؤذية، وإراحة الجهاز الهضمي من الاضطرابات والآلام والأوجاع، كما أن له أثر نفسى يكسب من خلاله الصائم السمو الأخلاقي والهدوء وسيادة المشاعر الإيجابية، ورقة القلب وبالتالي الشعور بالمحتاجين والفقراء والمساكين لأن شعور الجوع يدفع بالإنسان ليحس بغيره، وأيضا ردع النفس عن الإقدام على ما لا يليق من الأفعال لنيل رضى الله عز وجل والحصول على الحسنات ودخول الجنة.
وكما في كثير من الدول الإسلامية، يترقب المصريون قدوم هذا الشهر الفضيل بفيض من الشوق والاستعداد، ويدخرون له ما طاب من المحاصيل الزراعية والبقوليات والتمر منذ وقت مبكر وقبيل حلوله، فتقوم ربات البيوت بشراء التوابل وقمر الدين والبلح والدوم والكركدية ويقومون بإعداد مكونات الشراب والخشاف، بالإضافة إلى الياميش وغيره، والشوربة وغيرها من مكونات المائدة الرمضانية العامرة.
وفي مصر اعتاد الصائمون على الإفطار بعد انطلاق مدفع الإفطار وبدء آذان المغرب، وعرف مدفع الإفطار في العصر المملوكي وكانت القاهرة أول مدينة إسلامية تستخدم هذه الوسيلة عند الغروب إيذانا بالإفطار في رمضان، والمسحراتي طقس رمضاني تاريخي، ومازال موجودا في بعض الأحياء حيث يمر المسحراتي في الساعات الأولى بعد منتصف الليل ممسكا طبلته التي يدقها بأسلوب منتظم مناديا على الأطفال بأسمائهم لإيقاظهم وتشجعيهم على الصيام.
ولا يختلف رمضان كثيرا في فلسطين فرغم الاحتلال الإسرائيلي، فإن شهر رمضان له عاداته من إفطار وسحور وحلويات وصلاة تراويح وقيام ليل وقراءة القرآن وزيارات الأهل، ومن أهم الأطعمة الفلسطينية المقلوبة والفتة، وفي سوريا تتقدم التبولة والبطاطا المقلية والفطائر بالسبانخ والكبة النيئة، بالإضافة إلى السنبوسك وحساء العدس المجروش قائمة الطعام التى تتصدرها الأكلة الرئيسة "فتة المكدوس وفتة المقادم والفوارغ والقبوات" وهى عبارة عن خروف محشو بالأرز واللحم والصنوبر.
ويستقبل اللبنانيون شهر رمضان بشوق إلى ليالية ذات الطابع الخاص فتضج الطرقات بالناس، وخاصة ساعة الإفطار حيث يهرعون إلى بيوتهم قبل أذان المغرب، وتزدحم المساجد بالمصلين لأداء صلاة التراويح وغيرها من الصلوات المفروضة، ويشيع في لبنان شرب الحساء بجميع أنواعه والفتوش المؤلف من الخس والبندورة والخيار والبطاطا المقلية والحمص بالطحينة المشهور لبنانيا، أما الأكل الرئيسي فالشائع الملوخية الورق مع الدجاج بالإضافة إلى الكبة المقلية.
ويكتسب رمضان في الكويت مذاقا خاصا يحرص من خلاله الكويتيون على إحياء تقاليد وعادات توارثوها من أزمنة بعيدة عن الأجداد ونكهة خاصة وأجواء روحانية في ظل ترابط اجتماعي متميز.
وفي الكويت تشتهر (الهريس) كطبق رئيسي حيث تصنع من القمح المهروس مع اللحم مضافا إليها السكر الناعم والسمن البلدي والدارسين (القرفة) المطحونة، و"التشريب " وهى عبارة عن خبز الخمير أو الرقاق مقطعا قطعا صغيرة ويسكب عليه مرق اللحم الذي يحتوي غالبا على القرع والبطاطس وحبات من الليمون الجاف الذي يعرف ب (لومي)، حيث يفضل الصائم أكلة التشريب لسهولة صنعها وخفة هضمها على المعدة ولذة طعمها وهي عبارة عن خبز التنور إلا أنه في الوقت الحاضر يستخدم خبز الرقاق وهو خبز رقيق.
وفي العراق يشتري المسلمون مستلزمات رمضان قبيل حلوله بعشرين يوما، وتوضع الزينة والإنارة الضوئية على معظم محال الملابس والحلويات، ويتكون الإفطار من الشوربة التي تتكون من عدس وشعيرية وكرافس أخضر، والأرز والمرقة التي تتكون من فاصوليا وبامية وباذنجان، إضافة إلى الكباب المشوي والكبب المقلية والنيئة. وبعد صلاة العشاء والتراويح يتم تناول الحلويات وأشهرها البقلاوة والزلابية والشعيرية والكنافة.
وفي المغرب يستقبل المغاربة رمضان بفرحة عارمة ويعيش أكثرهم هذا الشهر في صيام حقيقي وطاعة مطلوبة، يحاول البعض الاستفادة من هذا الشهر بالتقليل من الأكل، والإكثار من الطاعات كالتصدق وتقديم وجبات الإفطار للمحتاجين وقيام الليل وقراءة القرآن الكريم.
وتشتهر الموائد الرمضانية بحساء الحريرة إذ لا يعتبر كثيرون للإفطار قيمة بدونها ولذلك بمجرد ذكر شهر رمضان تذكر معه (الحريرة) عند الصغار والكبار على السواء، وينتشر الباعة الجائلون فى الطرقات والأماكن الآهلة بالسكان ليبيعوا الحريرة و(الشباكية) وهى حلوى تصنع غالبا في البيوت بحلول الشهر الكريم.
ويختص الشعب الجزائري شهر رمضان بعادات نابعة من تعدد وتنوع المناطق التي تشكله، ويزداد الإقبال على الحمامات الشعبية من العائلات في الأيام الأخيرة من شهر شعبان للتطهر، واستقبال رمضان للصيام والقيام بالشعائر الدينية وتنطلق إجراءات التحضير لهذا الشهر الكريم قبل حلوله بشهور، من خلال ما تعرفه تقريبا كل المنازل الجزائرية من إعادة طلاء المنازل أو تطهير كل صغيرة وكبيرة فيها، علاوة على اقتناء كل ما يستلزمه المطبخ من أوان جديدة وأغطية ومفروشات لاستقبال هذا الشهر.
ويستقبل الصوماليون رمضان بالطلقات النارية ويقومون الليالي العشر الأواخر بالاعتكاف في المساجد، وحلقات الذكر وتلاوة القرآن الكريم وتفسير الأحاديث، ويقوم الوعاظ بترجمة فورية للقرآن من اللغة العربية إلى الصومالية، وتقدم على مائدة الفطور في رمضان مشروبات ومأكولات خفيفة مثل عصير المانجو والجوافة، ويتم تناول الموز والبطيخ ويشكل اللبن وجبة أساسية وخاصة في المناطق الجنوبية وحتى في العاصمة.
وفي جزر القمر يسهرون على السواحل حتى الصباح، استعدادا لشهر رمضان بدءا من شهر شعبان، ويعدون المساجد فيشعلون مصابيحها ويعمرونها بالصلاة وقراءة القرآن الكريم، ويكثرون من الصدقات وفعل الخير.
وفي الليلة الأولى من رمضان يخرج السكان حاملين المشاعل ويتجهون إلى السواحل حيث ينعكس نور المشاعل على صفحة المياه ويضربون الطبول إعلانا بقدوم رمضان ويظل السهر حتى السحور، ومن الأطعمة الرئيسية على مائدة الفطور الثريد إضافة إلى اللحم والمانجو والحمضيات ومشروب الأناناس.
فيما يستقبل الإندونيسيون الشهر المبارك بالذبائح ابتهاجا بقدومه، ورغم أن إندونيسيا تتكون من أكثر من 3000 جزيرة تتناثر على امتداد جنوب شرق آسيا وأستراليا وتمتد بين الملايو وغينيا الجديدة، إلا أن تقاليد هذه الجزر الكثيرة تتوحد خلال شهر رمضان رغم اختلافها من جزيرة إلى أخرى في غيره من الشهور.
ومن عادات أهل البلاد عند انتهاء صلاة التراويح وذهاب كل إلى بيته أن ترى شباب كل قرية وقد تجمعوا بالقرب من المسجد للغناء والابتهالات حتى موعد السحور، فتقوم الجماعة صاحبة النوبة بإيقاظ الأهالي للسحور باستخدام آلة تعرف (بدوق).
وفي الليلة التالية تقوم جماعة أخرى من الشباب بنفس العمل، أما المدن الكبيرة فتنطلق المدافع لإيقاظ السكان للسحور، وتنطلق مرة أخرى للإمساك إيذانا ببدء صوم يوم جديد.
وتشهد الساحة الإسلامية في هولندا خلال شهر رمضان تنظيم برامج خاصة من قبل جمعيات ومؤسسات أهلية تابعة للأقلية المسلمة تتوزع على الإفطار الجماعي الذي يدعى إليه المسلمون والهولنديون على السواء، ومحاضرات ومؤتمرات تعالج قضايا عامة تخص الأمة الإسلامية، وخاصة تتعلق بالمشاكل التي تواجه الأقلية المسلمة في هولندا.
وتعتبر منظمات العمل الخيري الإسلامية شهر رمضان فرصة ذهبية لعملها حيث تنظم حملات تبرع خلاله تجند لها عشرات الدعاة الذين يتنقلون بين المساجد، ومقرات المنظمات الإسلامية للتعريف بأهدافها وحث المصلين على التصدق لمساعدة المحتاجين.
ويحتفل المسلمون في الصين بمظاهر شهر رمضان بشكل خاص في أماكن تجمعهم، ويسمى شهر رمضان في الصين «باتشاي»، ويتركز المسلمون في شمال غربي الصين وتتميز لياليه بالصلاة في المساجد خاصة صلاة التراويح.
وحول المساجد تنتشر المطاعم الإسلامية التى تقدم الأكل الحلال وتزدهر حركتها في رمضان، وتقدم الوجبات الشرقية والشامية والحلويات الرمضانية المشهورة في الدول العربية والإسلامية، إلى جانب أكلات وحلويات المطبخ الصيني الحلال.
وكغالبية الدول الإسلامية يحرص الأغنياء والمقتدرون على إقامة موائد الإفطار للفقراء، ويفطر الصائمون على التمور ومختلف أنواع الفواكه مثل البطيخ والتفاح والحلويات التقليدية ويشربون الشاي بالسكر، وعقب ذلك يتوجهون إلى المساجد القريبة لصلاة المغرب وبعد الانتهاء يتناولون الفطور مع أفراد العائلة.
ومن أهم عادات المسلمين بالولايات المتحدة الأمريكية خلال شهر رمضان إقامة موائد إفطار جماعية تتبعها صلاة التراويح، مما يعد مناسبة مهمة للتقارب الاجتماعي بين المسلمين، ويلمس المراقب لحياة المسلمين هناك خلال الشهر الكريم نشاطا ملحوظا فى العبادات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.