نظمت جامعة القاهرة، احتفالية يوم المخطوط العربي تحت شعار "المخطوطات المهجرة"، وذلك برعاية الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس الجامعة، والدكتور سعود هلال الحربي المدير العام للألكسو، في المكتبة المركزية الجديدة بالجامعة، أمس الأربعاء، وبحضور الدكتور فيصل الحفيان مدير معهد المخطوطات العربية، والدكتور هشام عزمي رئيس الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية، والدكتور مجدي عاشور مستشار مفتي الجمهورية. وأكد الخشت على ضرورة الاتفاق على الطبيعة النوعية للرسالة الوطنية والقومية التي تحملها هذه الاحتفالية، حين تستدعي أغلى ممتلكات الأمة والمحافظة على ذاكرتها ضد التهميش وطمس التاريخ، ومحاولات العبث بمقدراته ووثائقه، فمن حق الأمة وواجبها أن تحمي ذاكرتها وتضمن شرعية بقائها من خلال قدراتها على إحياء موروثها وتجديده بالبحث والدراسة والتحليل والنقد والمراجعة والمساءلة لعدم النسيان أو التجاهل أو تجريف الذاكرة الوطنية والقومية، موضحًا جهود جامعة القاهرة في مسيرتها الوطنية من خلال دور مكتبتها المركزية والتراثية في المحافظة على المخطوط العربي وصيانته في إطار دورها الحضاري ومشروعها الفكري نحو تطوير العقل المصري ونشر التفكير النقدي بين طلابها. وأشار رئيس جامعة القاهرة إلى أنه خلال فترة الثمانينات كانت عملية الحصول على المخطوط غاية في الصعوبة، عكس ما أتاحته الآن التكنولوجيا الحديثة، لافتًا إلى أن دراستنا وتحقيقنا للتراث لا يعني أن نظل دائما ناظرين إلى الماضي، فنحن ننظر في مرآة التراث لتساعدنا في الحاضر وخوض المستقبل بطرق أفضل. وأضاف الخشت: "نسعى لإنشاء مركز للتراث والمخطوطات بالجامعة، لما يمثله ذلك من أهمية في التحقيق في التراث والمخطوطات بالآليات العلمية والقانونية". ومن جانبه، قال الدكتور فيصل الحفيان مدير معهد المخطوطات العربية، إن الفكرة الأساسية لانطلاق فعاليات احتفالية يوم المخطوط العربي تحت شعار "المخطوطات المهجرة"، يشير إلى ما تمر به منطقتنا العربية من استحواذ الغرب وسرقاته لمخطوطاتنا العربية منذ مئات السنين، عن طريق الحروب والحملات، وتهجير العقل العربي، وذلك لولع الغرب بتراث الشرق من ناحية، ولأن المخطوط العربي يكشف لهم غلبة الماضي بحضارته وثقافته وتفوقه علي الغرب من ناحية أخري، مشيدا بدور جامعة القاهرة ورئيسها الدكتور محمد عثمان الخشت، للاهتمام بقضايا المحافظة على المخطوط العربي والتراث وتحقيقه ضمن مشروع تطوير العقل المصري. وأوضح الدكتور هشام عزمي رئيس الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية، أن هناك حوالي 7 ملايين مخطوط عربي موزع على أكثر من 20 دولة، بين مسروق ومنهوب عن طريق الحروب والحملات، مشيرًا إلى أن دار الكتب المصرية تضم أكثر من 60 ألف مخطوط، تعمل دار الكتب على حمايتها وصيانتها، كما نجحت في استعادة واسترداد العديد من المخطوطات المهجرة. وقال الدكتور مجدي عاشور مستشار مفتي الجمهورية، في كلمته نيابة عن الدكتور شوقي جمعة مفتي الديار المصرية، إن المخطوطات العربية هي جزء لا يتجزأ من المنظومة الثقافية للعقل العربي، ولهذا جاء اهتمام معهد المخطوطات العربية في الحفاظ على المخطوط العربي وحمايته وصيانته، وكذلك العمل على استعادة ما تبقي منه بالدول الغربية، مشيرًا إلى أن هناك العديد من هذه المخطوطات قد تم فقده بعمليات مقصودة وغير مقصودة نتيجة الحروب والحملات التي شهدتها بلداننا العربية على مر السنين.