كانت ساعة اليد، باهظة الثمن، التي قبلها من زميله رئيس الاتحاد الأوكراني لكرة القدم الأسبق هي المسمار الأخير في نعش رينهارد جريندل، رئيس الاتحاد الألماني، والآن يبحث الاتحاد عن بداية جديدة على كافة الأصعدة. وبات كريستوف ميتزلدر مرشحا محتملا للمنصب ولكن أيضا شالكه يسعى للتعاقد معه كمدير رياضي. وأشار فيليب لام، قائد المنتخب الألماني وبايرن ميونخ السابق، في وقت متأخر من أمس الاثنين إلى أنه لا يرغب في ذلك. وأمام الاتحاد الألماني مهلة حتى انعقاد الجمعية العمومية في سبتمبر للبحث عن مرشح جديد، وسيتولى إدارة الاتحاد، حتى ذلك الوقت، بشكل مؤقت راينر كوخ، نائب الرئيس ورينهارد راوبول رئيس رابطة الدوري الألماني. وأوضح راوبول، الذي يترأس بوروسيا دورتموند متصدر الدوري ورابطة الدوري، أن الكثير على المحك في أكبر اتحاد وطني رياضي فردي في العالم. وقال راوبول في بيان الاتحاد الألماني الذي أعلن استقالة جريندل :" كان من مصلحة كرة القدم الألمانية أن تأخذ مسارا مختلفا عن جبهة العاملين، ولكنه أيضا يفسح الطريق لبداية جديدة لهيكلة الاتحاد الألماني". وأضاف :"هناك تحديات ضخمة تنتظر الاتحاد الألماني، ليس فقط في الجانب الرياضي، ولكن أيضا من حيث مكانتنا في المجتمع. يجب أن نعرقل هذه التحديات بالإخلاص والتعاطف والرغبة في التغيير. يجب أن يكون الهدف دائما أن نجد حلول لكرة القدم الألماني، بغض النظر عن المصالح الشخصية". وتلقى الاتحاد الألماني ضربة موجعة بسبب أزمة مونديال 2006 المتعلقة بمزاعم شراء أصوات، وكانت استقالة فولفجانج نيرسباخ بشأن هذه القضية هي التي أدت لوصول جريندل لرئاسة الاتحاد حيث كان المرشح الوحيد، رغم أنها كان ينظر إليها كشكل من حلول الوسط. وشوهت قضية المونديال صورة الاتحاد الألماني ورغم أن جريندل تعهد بالشفافية تظل بعض النواحي يكتنفها الغموض. وكان الصحفي السابق أثار الدهشة عندما تم الكشف إنه أدلى بملاحظات ضد الاندماج خلال فترته كعضو في البرلمان عن اليمين الديمقراطي المسيحي- مع أن الاتحاد الألماني لكرة القدم كانت أولوياته السياسية تعتمد على تعدد الثقافات. ورأى البعض عدم نضج جريندل في التعامل مع القضية التي تعلقت بمسعود أوزيل وإلكاي جويندوجان عقب التقاطهما صورة مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان والتي تبعها اعتزال أوزيل للعب الدولي، وتمديد عقد يواخيم لوف مدرب المنتخب الألماني حتى 2022. وآرائه المتغيرة عن لوف بشأن نهاية مسيرة الثلاثي جيروم بواتينج وماتس هوميلز وتوماس مولر مع المنتخب الألماني وتم تصنيفها كعروض أخرى عن عجز القيادة. وقالت بريتا داسلر من الحزب الديمقراطي الحر :"إن المصداقية في النزاهة مهتزة منذ عدة سنوات" وقال أحد مسؤولي حزب الخضر إن جريندل :"لم يفهم أبدا أن الرياضة تكاملية، وأن لون البشرة لا يهم، وأن رياضات الفرق تعني اللعب سويا". انتهى وقته بمجرد عدم إعلانه إنه تلقى دخلا من شركة فرعية بالاتحاد الألماني ولم يفصح عن تلقيه ساعة يد من جريجوري سوكريس رئيس الاتحاد الأوكراني السابق وهو الأمر الذي أصبح علنيا خلال الأيام الماضية. وقال جريندل إنه "اضطرب بشدة" لأنه سيضطر لترك الرئاسة بسبب ما وصفه ب"عدم التزامه بالتصرف المثالي". هناك حاجة لمثل هذا الإجراء المثالي، لرفع مكانة للاتحاد الألماني مرة أخرى، وهو إيجاد اعتدال بين فصيلتي الهواة والمحترفين داخل الاتحاد، والإشراف على بداية جديدة للمنتخب الوطني بعد كارثتي كأس العالم ودوري أمم أوروبا. وقال رئيس الاتحاد الألماني الأسبق ثيو زفانتسيجر :"هذا اتحاد مهم بشكل لا يصدق لمجتمعنا، يحتاج إلى قيادة لا يمكن التغلب عليها. يجب على الجميع العمل على هذا". الرئيس الجديد سيشهد افتتاح الأكاديمية الجديدة للاتحاد في فرانكفورت، ويشرف على استعدادات يورو 2024 والتي تستضيفها ألمانيا. وقال جريندل إنه كان سعيدا لقيامه بالجزء الخاص به حيث استطاعت ألمانيا أن تفوز باستضافة البطولة من منافستها تركيا. ولكن، وفقا لبعض المصادر في الاتحاد الأوروبي تم اختيار ألمانيا ليس بسبب جريندل بل على الرغم منه. ويرأس جريندل لجنة الحكم والامتثال في الاتحاد الأوروبي وهو أحد النواب الخمس لرئيس الفيفا. وسيحتفظ جريندل بهذه المناصب ولكنه سيقوم بالإبلاغ عن هدية ساعة اليد لمكتبي الامتثال في الفيفا والاتحاد الأوروبي.