قال وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، اليوم الأربعاء، إن خطة السلام للشرق الأوسط التي تعتزم الولاياتالمتحدة طرحها ستتخلى عن "المعايير" القديمة التي تتعلق بقضايا مثل القدس والمستوطنات، مؤكدًا فشل المقاربة القديمة. وقال بومبيو في شهادة أمام الكونجرس: "أنا واثق تمامًا أن ما تمت تجربته في السابق قد فشل، وأنا متفائل بأن ما نفعله سيؤفر لنا احتمالات أفضل بأن نحقق النتائج التي ستكون أفضل للشعب الإسرائيلي وكذلك للشعب الفلسطيني"، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية. واحتج "بومبيو" مرارًا عندما سألته رئيسة اللجنة الديموقراطية نيتا لوي، إذا ما كانت إدارة ترامب تتمسك بالموقف الأمريكي المتبع منذ عقود بدعم حل الدولتين بين إسرائيل والفلسطينيين. وقال وزير الخارجية الأمريكي، إن الولاياتالمتحدة تريد "توسيع النقاش"، وذلك في رد على سؤال عما إذا كان اتفاق السلام سيركز كما في الماضي على ترسيخ الحدود والاعتراف المتبادل ووضع القدس والمستوطنات في الضفة الغربية وعودة اللاجئين الفلسطينيين. وأكد بومبيو: "هذه كانت المعايير التي احتلت النقاشات سابقًا وقادتنا إلى ما نحن عليه الآن: لا حل". وأشار الوزير الأمريكي، إلى أن خطة واشنطن "ستستند إلى الحقائق على الأرض والتقييم الواقعي لما سيقودنا إلى تحقيق نتيجة جيدة". بدوره، أبدى النائب الديموقراطي ديفيد برايس شكوكه حيال هذه المقاربة، وسأل بومبيو، هازئًا ما إذا كان على الفلسطينيين أن يشعروا ب "الامتنان"، مضيفًا: "هذا هو الطريق إلى الأمام، أنت واثق، لتهميش الجانب الفلسطيني تمامًا؟". ومن المتوقع أن تطرح إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الخطوط العامة لخطة السلام بعد الانتخابات الإسرائيلية في التاسع من أبريل المقبل، رغم أن السلطة الفلسطينية رفضت الوساطة الأمريكية بسبب اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل. وتدعم إدارة ترامب، رئيس الوزراء اليميني بنيامين نتانياهو، الذي يواجه انتخابات صعبة. ومنذ توليه الرئاسة قام ترامب، بنقل سفارة بلاده إلى القدس، وأغلق مكتب التمثيل الفلسطيني في واشنطن، وسحب الولاياتالمتحدة من منظمات الأممالمتحدة التي يتهمها بالانحياز ضد إسرائيل، وخفض بشكل كبير التمويل لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا). وفي كلمة هذا الأسبوع أمام لجنة آيباك، قال السفير الأمريكي في القدس ديفيد فريدمان، إن ترامب يدفع من أجل خطة السلام لأنها ستحقق أهداف إسرائيل. وقال فريدمان، إن إدارة ترامب تفهم أن إسرائيل ستواجه "تهديدًا وجوديًا" في حال تخلت عن السيطرة الأمنية على الضفة الغربية. وتساءل: "هل يمكن أن نترك الأمر لإدارة قد لا تفهم أنه في الشرق الأوسط السلام يأتي من خلال القوة وليس فقط من خلال الكلمات على الورق؟".