تواصل "الشروق" على مدار شهر مارس، إبراز مجموعة من الأخبار والموضوعات والطرائف واللطائف التي نشرتها الصحف المصرية في شهور فبراير ومارس وأبريل 1919، تزامنا مع اندلاع ثورة 1919، في محاولة استرجاع صورة للمجتمع المصري أيام الثورة، بعيدا عن السياسة، بالتركيز على الأنشطة والأحداث الاجتماعية والثقافية والفنية ••••• تشكل التماثيل والمنحوتات الفنية القديمة جزءًا لا يتجزأ من الهوية الثقافية والتاريخية للأمم، وتحوي مدينة الإسكندرية عددًا لا بأس به من التماثيل ولمنحوتات التي تعود للفترة اليونانية القديمة. كانت أحد روافد هذه المنحوتات علاقة سلاطين وملوك مصر بالغرب؛ إذ اعتاد القياصرة والأمراء والنبلاء الأوروبيون إهداء سلاطين وملوك مصر هدايا نفيسة، كان أبرزها تلك المنحوتات التاريخية. وبالتزامن مع نضال الوفديين من أجل مشاركة مصر في مؤتمر الصلح في لندن، أو باريس، ما أدى لاعتقالهم، ونفي سعد زغلول إلى مالطا، كانت الصحف المصرية تنشر تفاصيل مهمة توارت في الخلفية بفعل الزخم السياسي. ففي عدد صحيفىة الأخبار 1173 الصادر يوم الأربعاء الموافق 5 مارس 1919 وثقت الصحيفة إهداء "المسيو أنطونيادس" إلى رئيس بلدية الإسكندرية تمثالًا تاريخيًا أصليًا ل«أفروديت» (فينوس) إلهة الحب والجمال في الحضارة اليونانية القديمة، عمره ألفي عام. وواصلت الجريدة أن اللورد الفرنسي تكلف مصاريف نقل التمثال اليوناني الثمين، من باريس إلى الإسكندرية، وتكليف مسئول بلدية الإسكندرية موظفيه بمأمورية لإعداد قاعدة رخامية للتمثال تأهبًا لوضعه في إحدى حدائق المدينة. "المسيو أنطونيادس" المقصود هو أنطوني أنطونيادس، نجل البارون يوناني الأصل فرنسي الجنسية جون أنطونيادس، والذي سميت باسمه حدائق وقصر أنطونيادس بالإسكندرية حالياً، وهو القصر الذي كان قد بناه محمد علي باشا في قلب أقدم حديقة بالإسكندرية، وآلت ملكية القصر والحديقة إلى أنطونيادس الأب في 1860، ثم أهدى أنطونيادس الابن القصر والحديقة إلى بلدية الإسكندرية عام 1918. وغداً حلقة جديدة.......