حذرت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، من خطورة الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان. وقالت الصحيفة الأمريكية، إنه في الوقت الذي تشهد فيه سوريا حالة من الفوضى، وتسعى إيران لترسيخ قوتها هناك، أصبح لدى إسرائيل سببا جيدا للاحتفاظ بسيطرتها على مرتفعات الجولان، وخاصة في ظل عدم وجود أي ضغط دولي على حكومة بنيامين نتنياهو لإعادة النظر في موقفه من هذه المرتفعات. وأشارت إلى عدم وجود أي مبرر لإعلان «ترامب»، عبر «تويتر»، يوم الخميس الماضي، عن اعتزام الولاياتالمتحدة الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان، محذرة من الضرر الذي سوف يحلقه مثل هذا الاعتراف على الدبلوماسية الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط. After 52 years it is time for the United States to fully recognize Israel's Sovereignty over the Golan Heights, which is of critical strategic and security importance to the State of Israel and Regional Stability! — Donald J. Trump (@realDonaldTrump) March 21, 2019 وأوضحت أنه لأكثر من نصف قرن، كان واحدًا من قواعد سياسة الولاياتالمتحدةالأمريكية تجاه الشرق الأوسط، هو قرار مجلس الأمن رقم «242»، والذي دعا إسرائيل للتنازل عن الأراضي التي احتلتها في حرب 1967؛ لتحقيق السلام مع جيرانها العرب، مشيرة إلى مقاومة واشنطن منذ عام 1981 محاولات الضغط عليها للاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان. وتوقعت أن يقف التصديق الرسمي ل«ترامب» على قرار الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان لو تم، عقبة أمام أي مفاوضات مستقبلية لتحقيق السلام بين سوريا وإسرائيل، وخاصة أن كافة الحكومات الإسرائيلية السابقة، بما فيها حكومة «نتنياهو» اعتبرت أن اتفاق الجولان سيكون مقابل السلام، متسائلة: «ما الذي سيكون أساسًا للتسوية في المستقبل بعد اتخاذ هذا القرار؟». وأضافت أن الرئيس الأمريكي لم يأخذ في اعتباره هذا السؤال، كما أنه لم يلتفت إلى احتمالية أن يؤثر هذا القرار على جهود الولاياتالمتحدة؛ لمنع الدول الأخرى من السيطرة على الأراضي بالقوة، مثل ضم روسيا لشبه جزيرة القرم. وتوقعت أيضًا أن يؤدي هذا القرار المحتمل، لو تم اتخاذه، إلى تشجيع بعض الأطراف الإسرائيلية التي تطالب بضم أجزاء من الضفة الغربية الفلسطينية، على تحقيق هدفها، وهو ما قد يؤدي إلى الضغط على الولاياتالمتحدة للاعتراف بذلك. وأوضحت أن قرار «ترامب» بخصوص مرتفعات الجولان كان من الممكن أن يكون مقنعًا لو كان جزءًا من سياسة جديدة ومبتكرة للولايات المتحدة تجاه المنطقة، إلا أنه مع نقل السفارة الأمريكية للقدس، أصبح واضحًا أن هذا الأمر غير مرتبط بأي استراتيجية سوى الرغبة في مكافأة بنيامين نتنياهو، الذي أصبح واحدًا من أهم حلفاء الرئيس الأمريكي. وأشارت الصحيفة الأمريكية، إلى التوقيت الذي تم فيه إثارة هذا الموضوع، والذي يأتي بالتزامن مع مواجهة «نتنياهو» للعديد من الاتهامات المتعلقة بالفساد وتحدي آخر قاسي وهو الانتخابات المقرر عقدها في 9 إبريل المقبل.