أعلن ريال مدريد الإسباني، عن عودة مدربه ولاعبه السابق زين الدين زيدان، لتولي المسئولية الفنية للفريق، وذلك بعد فترة تخبط عاشها النادي بتعيينه مدرب منتخب اسبانيا السابق جولين لوبتيجي، ومن بعده اللاعب السابق للفريق الأرجنتيني سانتياجو سولاري. الريال خرج من كل البطولات في الاسبوعين الماضيين، حيث خرج على يد برشلونة في كأس ملك اسبانيا، فيما فاجأه اياكس امستردام في دوري أبطال أوروبا ليخرج الفريق من دور الستة عشر للمرة الأولى في تاريخه منذ 2010. زيدان أصبح في مهمة لإنقاذ النادي الملكي، وهي مهمة سبقه إليها في التاريخ 11 مدرب أخر، ونستعرض في ذلك التقرير ما حدث لكل المدربين الذين تولو تدريب الفريق في أكثر من ولاية.
خاسينتو كينكوسيس
كان خاسينتو واحدًا من لاعبي ريال مدريد في فترة الأربعينات، وبعد اعتزاله كرة القدم عام 1941 ، اتجه للتدريب ، حيث تولى تدريب ريال سرقسطة، ثم منتخب اسبانيا، وسرعان مااستجاب لنداء القلب، حينما تولى مسئولية النادي الملكي في أعقاب الحرب العالمية الثانية. بنسبة فوز 51 %، أنهى كينكوسيس فترته الأولى، توجها بالفوز بلقب كأس ملك اسبانيا، ليرحل فيما بعد عن تدريب الفريق في مارس 1946، بعد سوء نتائج الفريق وتراجع ترتيبه في الدوري، وهو الذي أنهى الموسم في المركز الرابع. ريال مدريد لم يوفق في ايجاد بديل جيد ، حيث لم يبلي بالتسار ايبانيس جيدًا رغم احتفاظ الفريق بلقب الكأس، لتتم الاستعانة بكينكوسيس مجددًا،في فترة قصيرة لم تتجاوز 10 شهور في الفترة من أبريل 1947 حتى يناير 1948 ، ليفشل في تحقيق أي جديد مع النادي الملكي.
بالتاسار ألبينيز
تولى ايبانيس تدريب ريال مدريد خلفًا لكينكوسيس، وحقق لقب كأس الملك في أول فترة له، لكنه مع تراجع النتائج، جرى الاستغناء عنه في أبريل 1947. عاد ايبانيس مجددًا إلى الريال ليتولى تدريب الريال عقب رحيل المدرب الإنجليزي مايكل كيبينج ، لكنه أيضًا لم يترك أي انطباع جيد لدى الجماهير والإدارة ليرحل فيما بعد لتدريب أوساسونا وبلباو وعدة أندية اسبانية أخرى.
لويس كارنيلا ذاع صيت كارنيلا كلاعب مع بوكا جونيورز وتيجري ونيس الفرنسي، وحينما بدأ مسيرته التدريبية، تولى مسئولية نيس، حيث حقق معهم لقب الدوري موسم 1955-1956 . تولى كارنيلا تدريب الريال في 1957 ، حيث حقق ثنائية الدوري ودوري أبطال أوروبا في أول موسم له. رحل كارنيلا عن ريال مدريد في فبراير 1959، حيث خلفه ميجيل مونوز الذي لم يحقق شيئًا يذكر في فترته الأولى، لتتم الاستعانة بالمدرب الأرجنتيني مجددًا بعد رحيله بفترة قليلة، الذي حقق لقب دوري الأبطال في مايو من نفس العام.
ميجيل مونوز
لم يكن مونوز يتخيل وهو يتولى تدريب ريال مدريد للمرة الأولى عام 1959، انه سينهيها بهذا الشكل الأكثر من رائع . تسع مباريات فقط قاد فيها مونوز ريال مدريد في ولايته الأولى ، حيث لم يستمر طويلًا لأن النادي الملكي استعان بخدمات المدرب السابق كارنيلا مجددًا ، في فترة عاش فيها الريال حالة من التخبط الإداري رغم أنه كان بطل أوروبا المتوج والذي لا يقوى أي فريق في القارة العجوز أن ينافسه . بعد رحيل كارنيلا عن الريال في فترته الثانية، ارادت إدارة ريال مدريد منح فرصة ثانية لمونوز الذي فاز بلقب كأس الأندية الاوروبية ( دوري أبطال أوروبا حاليًا) كلاعب 3 مرات، منها مرة تحت قيادة كارنيلا نفسه. لكن مونوز أبى الا أن يكتب أسمه في كتب التاريخ، فحقق في فترته الثانية التي بدأت في أبريل 1960 ، لقب الدوري 9 مرات ، وكأس ملك اسبانيا مرتين ودوري أبطال أوروبا مرتين ، وكأس انتركونتيننتال( كأس العالم للاندية حاليًا) مرة .
لويس مولوني هو أول مدرب في تاريخ ريال مدريد يحظى بأربع فترات يقود فيها الفريق، كما أنه حقق الألقاب في كل ولاية له على رأس الإدارة الفنية للنادي. الفترة الأولى لمولوني كانت في يناير 1974 وانتهت في مايو من نفس العام، حيث حقق لقب كأس الملك. الفترة الثانية للمدرب الإسباني، امتدت لموسمين، حقق فيهما لقب الدوري مرتين، بنسبة فوز وصلت إلى 56 % . الفترة الثالثة لمولوني حقق فيها مولوني لقب كأس الملك، حيث لم يستمر لفترة طويلة، فقط الفترة من مارس 1982 حتى يونيو في نفس العام. وعاد مولوني لقيادة الريال مجددًا، في أبريل 1985، حيث حقق لقب كأس الاتحاد الأوروبي ( الدوري الأوروبي حاليًا) مرتين، والدوري مرة ، وبطولة كأس الدوري الإسباني وهي بطولة تم استحداثها في ذلك الوقت قبل أن يتم إلغاءها في 1986.
الفريدو دي ستيفاتو
النجم الأرجنتيني الشهير، وأحد رموز كرة القدم ليس بالنسبة لريال مدريد فقط، بل في العالم أجمع، وهو أحد اللاعبين الذين حققو الإنجازات مع النادي الملكي في بطولة دوري أبطال أوروبا كلاعب في فترة الستينات. لكن دي ستيفانو لم ينجح كمدرب أبدًا، حيث تولى تدريب ريال مدريد في فترتين، الأولى لم يحقق فيها شيئ، والثانية أكتفى فيها بلقب كأس ملك اسبانيا عام 1991.
ليو بينهاكر كان بينهاكر أحد أفضل المدربين في فترة الثمانينات، حيث تولى تدريب ريال مدريد بعد أن كان قد مر بعشر تجارب مختلفة في الدوري الهولندي، انهاها كمدرب للمنتخب الوطني هناك . لم ينتظر بينهاكر طويلًا مع الريال، حيث هيمن الفريق في فترته الأولى التي كانت بين عامي 1986و 1989 على البطولات المحلية،بتحقيقه لقب الليجا مرتين، ولقب كأس الملك مرة، ولقب كأس السوبر الإسباني مرتين. عاد بينهاكر مجددًا إلى الريال في عام 1992، لانقاذ مايمكن انقاذه بعد موسم صعب للفريق مع المدرب الصربي رادومير انتيتش ، حيث قاد الفريق لإنهاء الموسم في المركز الثاني خلف برشلونة البطل.
جون توشاك كان النجم الويلزي، لاعبًا رائعًا في فريق ليفربول الذي احتكر الألقاب في بلاده وحتى على مستوى القارة العجوز، ودخل عالم التدريب من بوابة سوانزي سيتي ثم سبورتنج لشبونة البرتغالي، ليرى فيه ريال مدريد ماكان يبحث عنه في مدرب الفريق الملكي. حقق توشاك لقب الدوري في أول مواسمه ، حيث سجل الفريق 107 هدف، وهو رقم ظل صامدًا حتى جاء مورينيو في 2012 ليحطمه بتسجيله 121 هدف. رحل توشاك عن الريال في 1990 ، ولكنه عاد مجددًا ،بعد تسع سنوات ليقود الفريق في فترة صعبة لم يتمكن فيها من تحقيق شيء جديد، لكنه مهد الطريق لخلفه فيسنتي ديل بوسكي.
فيسنتي ديل بوسكي في مارس 1994، أعلن ريال مدريد تعيين ديل بوسكي كمدرب للفريق بعد إقالة المدرب السابق بينتو فلورو، فترة لم تستمر طويلًا، لأن اللاعب السابق للنادي الملكي ، كان مجرد مدرب مؤقت قبل تعيين الأرجنتيني خورخي فالدانو. وكأن ريال مدريد قد قرر أن ديل بوسكي هو المحلل للمدربين الجدد، فقد تم تعيينه مرة أخرى في يناير 1996، حيث لم يستمر سوى ثلاث أيام فقط، قاد فيها الفريق لمباراة واحدة ثم رحل ليترك المجال لأريسنيو إيجالاسيس. في 1999 حظى ديل بوسكي أخيرًا بفرصة كاملة، حيث تم تعيينه كمدرب للفريق بشكل دائم، ليحقق لقب الدوري مرتين، ودوري أبطال أوروبا مرتين، وكأس السوبر الإسباني مرة، وكأس السوبر الأوروبي مرة، وكأس انتركونتيننتال مرة . رحل ديل بوسكي عن الريال في 2003، وعاد إلى الواجهة مع توليه تدريب منتخب اسبانيا، حيث فاز بكأس العالم 2010 في أكبر إنجاز في تاريخ بلاده، كما حقق لقب كأس الأمم الأوروبية 2012.
فابيو كابيلو المدرب الإيطالي الشهير، بنى شهرته كمدرب لميلان بين عامي 1991 و1996، حيث حقق معهم لقب دوري أبطال أوروبا في 1994 برباعية تاريخية في شباك برشلونة، كما احتكر ميلان الألقاب المحلية في ذلك الوقت. الريال استعان بكابيلو في موسم واحد فقط، حيث حقق لقب الدوري، ليعود إلى بلاده فيما بعد لتدريب روما ويوفنتوس، قبل أن يختاره الريال مرة أخرى لفترة ثانية في 2006، ليحقق أيضًا لقب الدوري بعد أن غاب عن خزائن الفريق الملكي لثلاث مواسم.
خوسيه انطونيو كاماتشو لعب كاماتشو لريال مدريد في الفترة من 1974 حتى 1989 ، وحقق العديد من الألقاب كلاعب، ولكنه كمدرب لم يكن محظوظًا مع النادي الملكي. في 1996، تولى كاماتشو المسئولية ، لكنه لم يقود الفريق في أي مباراة خلال فترة الاستعدادت للموسم، لأنه لم يتفق مع إدارة النادي على أي شيء، ليرحل ويأتي بدلًا منه فابيو كابيلو. فيما بعد تولى كاماتشو تدريب منتخب اسبانيا، حيث لم يحقق أي شيء يذكر مع "اللاروخا" سواء في مونديال 2002 أو يورو 2004، قبل أن يستعين به الريال مجددًا بعد رحيل البرتغالي كارلوس كيروش لم يوفق كاماتشو أبدًا في فترته الثانية، حيث رحل بعد ثلاثة أشهر فقط على توليه تدريب الريال، وبقى واحدًا من الأسماء التي لا يتذكرها الكثير من محبي النادي الملكي.