تعرض آخر جيب لتنظيم الدولة الإسلامية في شرق سوريا للقصف بضربات جوية ومدفعية يوم الاثنين ضمن هجوم تدعمه الولاياتالمتحدة بهدف انتزاع السيطرة على آخر موطئ قدم للتنظيم الذي كان حكمه يمتد يوما ما عبر ثلث سورياوالعراق. وأظهرت لقطات من تلفزيون رويترز أن إطلاق النار اشتد بعد حلول الظلام في الباغوز قرب الحدود العراقية مع استهداف المنطقة بالصواريخ فيما تصاعدت أعمدة الدخان في الهواء. وأمكن سماع دوي أعيرة نارية شديدة بينما أضاءت ألسنة اللهب سماء الليل. وقالت قوات سوريا الديمقراطية إن قواتها واجهت إطلاق نار من قناصة بالإضافة إلى ألغام أرضية مضيفة أنها تتقدم ببطء لتفادي وقوع خسائر. وذكرت أنه لا يزال مقاتلون أجانب من الدولة الإٍسلامية يتحصنون في المنطقة، وأشارت إلى أن الضربات الجوية دمرت مخازن ومركبات للدولة الإسلامية. وإلحاق الهزيمة بالدولة الإسلامية في الباغوز سيكون علامة فارقة في الحرب على التنظيم المتشدد وستنهي سيطرته على أراض مأهولة في المنطقة الممتدة في العراقوسوريا والتي اتسعت رقعتها بشكل مفاجئ في 2014 وأعلن إقامة خلافة إسلامية عليها. لكن التنظيم أظهر بالفعل أنه سيستمر كمصدر تهديد أمني قوي بشن سلسلة من الهجمات في البلدين. وقال مسؤول دفاعي أمريكي طلب عدم نشر اسمه إن الولاياتالمتحدة لا تعتقد أن كبار قادة الدولة الإسلامية لا يزالون في الباغوز. وقال ”نحن على يقين كبير من أن القيادة ليست في هذه المنطقة الصغيرة المنكوبة“. وأضاف ”نحن على ثقة من أن معظم (القيادة) انتقلت لمناطق أخرى في إطار تقييمنا لتحركهم نحو تنفيذ هجمات حرب عصابات أو الإعداد لمعركة قادمة عندما لا تعود لهم سيطرة على أراض“. وقال عدنان عفرين القيادي بقوات سوريا الديمقراطية إن القوات المدعومة من الولاياتالمتحدة حققت ”تقدمات بسيطة“ منذ استئناف هجومها في وقت متأخر يوم الأحد، وقتلت وأصابت العديد من المقاتلين المتشددين. ولم تستطع رويترز التحقق من ذلك بشكل مستقل. واستمرت عمليات قوات سوريا الديمقراطية العسكرية يوم الاثنين تزامنا مع ضربات جوية للتحالف، لكن عفرين قال إن التقدمات بطيئة نظرا لأن القوات تريد إتمام العملية بأقل خسائر. وقال مصطفى بالي المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية إن مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية حاولوا تنفيذ أربع هجمات انتحارية وعثرت القوات على مخزن للسلاح. وقتل أحد مقاتلي القوات وأصيب أربعة آخرون. ولم تقدم القوات على شن هجوم شامل على مدى أغلب الأسابيع القليلة الماضية نظرا لخروج الآلاف من الباغوز ومن بينهم مقاتلون مستسلمون ومؤيدون للدولة الإسلامية ومدنيون وبعض أسرى التنظيم. ولم يخرج المزيد من الناس بحلول مساء يوم الأحد مما دفع قوات سوريا الديمقراطية إلى بدء هجومها. * أوضاع صعبة داخل الباغوز، أظهرت لقطات لتلفزيون رويترز يوم الأحد الأوضاع الصعبة في أطلال دولة الخلافة التي أعلنها التنظيم حيث انتشرت الخيام البدائية وتناثرت القمامة في منطقة مليئة بالقاذورات. ووسط أشجار نخيل ورقع زراعية، كانت هناك سيارات يعلوها الصدأ وسط خيام بدائية الصنع. وتناثرت براميل بلاستيكية ومعدنية في المكان. ونقلت قوات سوريا الديمقراطية معظم الفارين مما تبقى من حكم تنظيم الدولة الإسلامية خلال الأسابيع القليلة الماضية إلى الهول في شمال شرق سوريا حيث يعيش نحو 65 ألف شخص في مخيم تقول الأممالمتحدة إنه يسع لعشرين ألف شخص فقط. وأثار دفاع الكثير من الفارين باستماتة عن الدولة الإسلامية، خاصة الأجانب منهم، تحديا أمنيا وقانونيا وأخلاقيا معقدا لقوات سوريا الديمقراطية ولحكوماتهم. واتجهت الأنظار إلى هذه القضية يوم الجمعة بوفاة رضيع شاميما بيجوم الشابة البريطانية التي غادرت بلادها وهي صغيرة السن للانضمام للتنظيم المتشدد. وقال جيرت كابيليري رئيس منظمة الأممالمتحدة للطفولة (يونيسف) في مؤتمر صحفي ببيروت يوم الاثنين إن حوالي ثلاثة آلاف طفل من 43 دولة يعيشون في الهول ،إلى جانب أطفال سوريين وعراقيين كثيرين، في ظروف ”مأساوية للغاية“ وأضاف ”منذ أول يناير 2019، هناك طفل يموت يوميا أثناء الفرار من الحرب على داعش“.