تلقى واحد من أكثر الأساقفة الكاثوليك شأنا في فرنسا الخميس حكما بالسجن لمدة ستة أشهر مع إيقاف التنفيذ لإدانته بعدم الإبلاغ عن اعتداءات جنسية قام بها أحد القساوسة بحق أطفال. وبعد الحكم، قال كاردينال مدينة ليون فيليب باربارين إنه سيسافر إلى روما في غضون أيام كي يقدم استقالته إلى البابا فرانسيس. وقال جان فليكس لوشياني، أحد أعضاء هيئة الدفاع عن باربارين، لشبكة "بي إف إم تي في" التليفزيونية بأن الكاردينال سيستأنف الحكم. وجاء الحكم المفاجئ رغم مطالبة الادعاء بالبراءة في نهاية المحاكمة في كانون ثان/ يناير. وكان الادعاء أسقط الدعوى بحق الكاردينال في عام 2016، ولكن رابطة لضحايا التحرش الجنسي قدمتها إلى المحكمة مباشرة في وقت لاحق. ويعد باربارين / 68 عاما/ هو أعلى شخصية كنسية في فرنسا تتم إدانتها في قضية تتعلق بمزاعم التحرش الجنسي من قبل قساوسة، وترتبط بحالات التستر من قبل رجال الكنيسة على هذه الاعتداءات. ويأتي الحكم الذي صدر اليوم بحق الكاردينال في خضم قضايا تحرش بالأطفال تلاحق الكنيسة الكاثوليكية على مستوى العالم. ودفع حجم الاتهامات البابا فرنسيس إلى جمع قادة الكنيسة على مستوى العالم في اجتماع أزمة بالفاتيكان الشهر الماضي. وفي ختام الاجتماع، تعهد البابا بأن تسعى الكنيسة إلى القضاء على عمليات التستر على جرائم القساوسة المتحرشين بالأطفال "والذي كان معتادا في الماضي". وواجه باربارين اتهاما بالتقاعس عن إبلاغ السلطات عن اتهامات بالتحرش ضد قس يشتبه في أنه اعتدى على عشرات الأطفال في ثمانينيات القرن الماضي. ويخضع القس المذكور، وهو قسيس كان مسؤولا عن الكشافة، لتحقيق رسمي، لكنه لم يمثل أمام القضاء حتى الآن. وأشاد عدد من أفراد رابطة الضحايا الذين رفعوا القضية أمام المحكمة بالحكم، قائلين إنه يمثل تذكِرة "أننا موجودون هنا على الأرض وأن هناك قواعد". وقال فرانسوا ديفو من رابطة لا بارول ليبري لشبكة "بي في إم تي في" إنها "(القواعد) ربما لا تكون نفس القواعد المطبقة داخل الكنسية، لكننا دولة وهذه هي القواعد ويجب أن تأتي أولا". وفي بيان تلاه في 35 ثانية أمام الصحافة ، أعرب باربارين عن "تعاطفه" مع من تردد أنهم سقطوا ضحايا للقس، وقال إنه يصلي من أجلهم ومن أجل أسرهم. وقال باربارين :"قررت أن أذهب والتقي بالبابا فرنسيس(بابا الفاتيكان) لأقدم له استقالتي ... سيستقبلني خلال أيام قليلة".
