الحادث عطل حركة القطارات 20 دقيقة فقط.. والفصل قد ينتظر سائق جرار محطة مصر حال إدانته العمر الافتراضى للعديد من الجرارات انتهى.. ولا نستطيع شراء بديل لها لأنه يحتاج إلى مليارات الجنيهات قال نائب رئيس هيئة السكة الحديد لقطاع البنية الأساسية مجدى الصباغ، إن حادث محطة مصر، الذى وقع يوم الأربعاء الماضى، جاء نتيجة انفجار خزان السولار فى جرار الوردية رقم 2302، بعد تحركه بدون سائق ليصطدم بالصدادات الخرسانية فى نهاية الرصيف رقم 6 بمحطة مصر، بعد تحركه بسرعة فائقة تقترب من 10 أضعاف سرعته الطبيعية لتتجاوز 60 كيلومترا فى الساعة، فى حين أن سرعته الطبيعية تصل إلى 8 كيلومترات فقط فى الساعة. وأضاف الصباغ، فى حواره ل«الشروق»، أن الهيئة عدلت لائحة الجزاءات الإدارية على المقصرين من العاملين فى طوائف التشغيل، قد يتم على إثرها فصل السائق المتسبب فى الحادث حال إدانته، لافتا فى الوقت نفسه إلى أن الجرارات الموجودة حاليا تعمل منذ أكثر من 30 عاما، وربما يكون عمرها الافتراضى قد انتهى، وأكد أن ظهور فيديوهات الحادث لها شق إيجابى لبيان تفاصيله والمساعدة فى التحقيقات، لكن استغلالها فى التشويه وخدمة الأجندات الأجنبية أمر مرفوض تماما. وإلى نص الحوار: حدثنا عن اللحظات الأولى للحادث؟ الواقعة حدثت الساعة التاسعة والنصف من صباح الأربعاء الماضى، على رصيف رقم 6 فى محطة مصر برمسيس، حيث تسبب اصطدام الجرار رقم 2302 المنحدر من ورشة أبو غاطس، بالصدادات الخرسانية بنهاية الرصيف، فى انفجار تنك السولار به، وهو ما أدى سقوط عشرات الوفيات والمصابين، وتهدم أحد مبانى الهيئة. وماذا عن الإجراءات الأولية التى اتخذتها الهيئة فور وقوع الحادث؟ تحركنا فورا نحو الرصيف رقم 6 الذى وقع به الحادث، وتدخلت قوات الحماية المدنية التابعة للهيئة لمحاولة الإطفاء، بمساعدة قوات الأمن، وتم غلق الرصيف وكذلك الأرصفة المجاورة، وإخلائهم من الركاب، وتعطيل العمل فى المحطة لحين الانتهاء من السيطرة على الحريق ونقل الجثث والمصابين، إلى أن تم فتح الأرصفة المجاورة لرصيف الحادث وعودة الحركة لطبيعتها داخل المحطة وانتظام الرحلات. هل مشاجرة سائقى الجرارين أثناء خروج القطار هى السبب الرئيسى فى الحادث؟ لا نستطيع الجزم حتى الآن بدقة رواية السائق، حول المشاجرة بينه وبين سائق الجرار الآخر نتيجة الاحتكاك بينهما، وكذلك تحرك الجرار دون سائق، لكن فى حالة تأكيد التحقيقات ذلك تكون الواقعة جريمة بكل المقاييس، وهو ما يشير إلى وجود إهمال شديد يتطلب توقيع أقصى عقوبة ممكنة. وماذا بشأن تصريحات السائق حول وجود عيوب فى الصيانة وعدم صلاحية الجرارات للعمل؟ جميع الجرارات تخضع للصيانة والتأكد من سلامة التشغيل بها قبل خروجها من الورش، ورواية السائق تحتمل الصواب والخطأ، وهو ما ستكشف عنه التحقيقات، لكن دعنا نعترف بأن العديد من الجرارات الموجودة حاليا تعمل منذ أكثر من 30 عاما، وربما يكون عمرها الافتراضى قد انتهى، لكنها فى النهاية جرارات مناورة، ولا نستطيع شراء بديل لها بمليارات الجنيهات فى الوقت الراهن، فى ظل تعاقد وزارة النقل ممثلة فى الهيئة على صفقات للجرارات الأخرى وعربات القطارات بمبالغ طائلة، سيتم توريدها حسب الجدول الزمنى لها. ماذا عن وجود عامل المناورة أثناء الحادث؟ جميع الجرارات تخرج من الورشة عن طريق عامل المناورة، فهو المسئول عن توجيه الجرار، وتحديد الطريق الخاص به، لكن هذا ما لم يحدث، بدليل تحرك الجرار بهذه السرعة ليتجاوز 60 كيلومترا فى الساعة، فى حين أن سرعته الطبيعية تصل إلى 8 كيلومترات فقط فى الساعة، لذلك ننتظر التقرير الفنى بشأن الحادث لمعرفة المقصرين. وما تأثير الحادث على حركة القطارات؟ الحادث أدى لتأخر حركة القطارات بنحو 20 دقيقة فقط، لكن سرعان ما عادت الحركة لطبيعتها، وتم استكمال مسير القطارات بصورة طبيعية كما هو الحال الآن، حيث تعمل القطارات تعمل بصورة منتظمة، وكذلك جميع الأرصفة، ما عدا الرصيف رقم 6، نظرا لاستمرار تواجد حطام الجرار به حتى الآن. وما مصير الجرار المنكوب بعد انتهاء التحقيقات؟ الجرار يستخدم فى مناورات الوردية، وسيتم نقله إلى الورش الخاصة بالهيئة لاستخدامه كقطع غيار أو تخريده، بعد انتهاء تحقيقات النيابة العامة، حيث من المستحيل إعادة صيانته والعمل به مرة أخرى، كما سيتم عودة العمل بالرصيف إلى طبيعتها بعد إعادة تأهيله. ماذا عن مستجدات تحقيقات اللجنة الفنية المشكلة من وزير النقل السابق هشام عرفات؟ الوزير السابق وجه قبل تقديم استقالته بتشكيل لجنتين، إحداهما فنية برئاسة نائب رئيس الهيئة لقطاع الصيانة سامى عفيفى، لإعداد تقرير فنى عن انفجار «تنك» السولار الخاص بالجرار، واللجنة الأخرى من أساتذة الهندسة بجامعة القاهرة؛ لإعداد تقارير عن المبنى الملاصق لرصيف 6، الذى حدثت به تلفيات نتيجة الاصطدام والانفجار، ونتواصل مع اللجنتين بصورة دائمة لموافاتهما بجميع المعلومات التى تحتاجان إليها. وعلى ماذا تستند التحقيقات؟ التحقيقات تستند إلى كاميرات المراقبة، وتفريغها جميعا لبيان تفاصيل الحادث، فضلا عن تفريغ الصندوق الأسود داخل الجرار، وهو ما لم يتم حتى الآن، وكذلك معاينة الجرار والجرارات الأخرى المماثلة له، للوقوف على حقيقة وجود عيوب فى الصيانة من عدمه. هل أصدرت اللجنة الفنية أى تقارير أولية عن الحادث؟ لا، لم تصدر اللجنة الفنية حتى الآن أيا من التقارير الخاصة بالحادث، لكن خلال الأيام المقبلة ستنتهى اللجنة من تقريرها، وستنكشف الحقائق الخاصة بالواقعة، ونحن عمل على توفير الوقت اللازم للجنة وجميع المعلومات اللازمة لها. ماذا بشأن لجنة أساتذة كلية الهندسة فى جامعة القاهرة؟ اللجنة أكدت من خلال المعاينة الأولية أن المبنى منفصل عن الهيئة، ولم يؤثر على التصادم على أى من المبانى الأخرى، نحن فى انتظار تقريرها النهائى خلال الساعات المقبلة. هل تضع الهيئة لائحة جزاءات جديدة لمحاسبة المقصرين؟ بالفعل، لدينا لائحة جزاءات داخلية لجميع العاملين فى مجالات التشغيل، وتم تعديلها من قطاع الموارد منذ أشهر قليلة، لتتضمن عقوبات صارمة على جميع المقصرين، حيث تشمل العقوبة الإدارية للسائق حال تركه قطاره توقيع شهر جزاء عليه، وتصل للفصل من الخدمة، والسائق الحالى قد تصل عقوبته إلى الفصل حال إدانته فى الحادث. وهل يتم توقيع الكشف الطبى وتحليل المخدرات بصفة دورية على السائقين؟ بالفعل، جميع السائقين يخضعون للكشف الطبى، ويجرون تحليل المخدرات بصفة دورية للتأكد من سلامتهم، وتضم لائحة الجزاءات خصم 2000 جنيه من راتب أى عامل فى طوائف التشغيل، حال ثبوت تعاطيه المخدرات، مع إيقافه عن العمل لحين تعافيه، وفصله حال تكرار الواقعة. كيف رأيتم الفيديوهات المسربة عن الحادث؟ من المؤكد أن ظهور العديد من الفيديوهات له شق ايجابى لبيان تفاصيل الحادث والمساعدة فى التحقيقات، وكذلك المشاهد الإنسانية والتى تجلت فى إنقاذ بعض المواطنين لغيرهم، ولكن استغلال الفيديوهات فى التشويه وخدمة الأجندات الأجنبية هو أمر مرفوض تماما. ترددت أنباء عن اختفاء بعض الجثث ووجودها أسفل الجرار المنكوب؟ من المستحيل أن تكون هناك أشلاء للجثث أسفل الجرار، حيث حرصت قوات الحماية المدنية على التأكد من نقل جميع الجثث والمصابين وتفقد الجرار أثناء إطفائه، دى شغلتهم وميقدروش يمشوا إلا لما يطلعوا الجثث. ومتى يتوقف نزيف الدماء على القضبان؟ دعنا نعترف بأن الحادث عمل فردى، وسنتعلم منه الكثير، مثله مثل الحوادث السابقة، ولن تزيدنا الصدمات إلا قوة، لكن وزارة النقل مستمرة فى مشروعات التطوير الخاصة بالوحدات المتحركة والبنية الأساسية واستحداث أفضل النظم العالمية فى إدارة القطارات، ونظم الإشارات. المواطن سيشعر بتحسن الخدمة مع استكمال خطة التطوير الشاملة، وما هو تبدأ أولى ثماره فى منتصف 2020، بتوريد أولى دفعات العربات والجرارات الجديدة التى تم التعاقد عليها، وتشمل 1300 عربة و100 جرار وإعادة تأهيل 81 جرارا، و181 جرارا آخر. وما موقف رئيس الهيئة أشرف رسلان حاليا؟ رئيس الهيئة يمارس عمله بصورة طبيعية، وكذلك جميع العاملين، ولم يصدر حتى الآن أى قرار رسمى بالإقالة أو الاستقالة. وماذا تنتظر السكك الحديدية من الوزير الجديد؟ على الوزير الجديد استكمال مخطط التطوير الخاص بالهيئة، والمشروعات التى تم البدء فى تنفيذها بالفعل، فضلا عن تفعيل الانضباط بمرفق السكة الحديد، من حيث التزام السائقين والعاملين فى طوائف التشغيل بأدوارهم المنصوص عليها فى بطاقة الوصف الخاصة بكل منهم، وتوقيع جزاءات قاسية على المقصرين، لكن دعنا نعترف بأن وزير النقل المستقيل هشام عرفات كان من أنشط القائمين على القطاع، وقدم الكثير لمنظومة النقل ومرافقها.