قال بابا الفاتيكان فرنسيس الأول، اليوم الخميس، إن الكنيسة الكاثوليكية في حاجة لتبني "تدابير ملموسة وفعالة" ضد فضيحة الأساقفة المتحرشين بالأطفال. جاء ذلك في مستهل قمة مكافحة التحرش بالأطفال انطلقت اليوم في الفاتيكان وتستمر 4 أيام. وكان البابا فرنسيس دعا إلى الحدث غير المسبوق ردا على الكشف عن سلسلة جديدة من الفضائح، تشمل الولاياتالمتحدةوتشيلي وأستراليا، والتي فاقمت من فضيحة التحرش الجنسي بالأطفال التي تعاني منها الكنيسة منذ عقود. وينظر إلى القمة على أنها اختبار رئيسي لقيادة البابا فرنسيس، ويشهد سجل البابا في مكافحة هذه الانتهاكات متابعة وثيقة وانتقادات مستمرة لولايته البابوية من قبل من جانب الأوساط المحافظة . وقال البابا في خطابه في اليوم الأول من القمة إن :"شعب الرب ... ينظر إلينا ، ولا ينتظر منا إدانات بسيطة يمكن التنبؤ بها ، بل تدابير ملموسة وفعالة". من جهته، كتب آني باريت دويل، أحد مديري منظمة "بيشوب أكاونتابيليتي" الحقوقية، على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "ليستجيب الرب إلى البابا فرنسيس في دعوته إلى خروج القمة بنتائج ملموسة، إنها نقطة تحول". ومن بين الإصلاحات الرئيسية التي يطالب بها ضحايا التحرش بالأطفال الالتزام بطرد جميع القساوسة المتحرشين والأساقفة الذين تستروا عليهم من الكهنوت،ولكن ذلك ليس من النتائج المحتملة للقمة. ودعا البابا فرنسيس أيضا أن "تنير السيدة مريم العذراء" الطريق أمام الأساقفة في محاولاتهم خلال القمة من أجل "مداواة الجروح الخطيرة التي سببتها فضيحة التحرش بالأطفال لكل من الأطفال وأتباع الكنيسة"، مضيفا: "دعونا نستمع إلى صرخة الأطفال الذين يطالبون بالعدالة". ويشارك في القمة نحو 200 شخصية بارزة في الكنيسة الكاثوليكية من أنحاء العالم، من بينهم رؤساء الأساقفة في أكثر من 110 دول، واستهلت القمة بصلوات وشهادات عبر روابط الفيديو لأحد ضحايا التحرش بالأطفال. وقال الضحية الذي لم يتم الكشف عن اسمه، في شهادته: "أول ما فعلوه (الجناة) هو معاملتي ككاذب ، وأداروا ظهورهم وقالوا لي إنني وآخرين أعداء للكنيسة". وأضاف: "هذا النمط موجود، ليس فقط في تشيلي: يوجد في جميع أنحاء العالم ، ولابد أن ينتهي"، وركزت مناقشات اليوم الأول من القمة على فكرة المسؤولية. وكبير محققي الفاتيكان في جرائم التحرش بالأطفال،المطران تشارلز سيكلونا، من الشخصيات التي من المقرر أن تتحدث إلى القمة، ويأمل منظمو القمة في تعزيز الوعي حول الأزمة العالمية، في بعض أنحاء العالم، التي تشمل الكثير من مناطق آسيا وإفريقيا. وقال الكاردينال راينهارد ماركس، رئيس مؤتمر أساقفة ألمانيا: "لابد أن يكون ضمن الأهداف أن يدرك جميع الأساقفة أن الأمر يمثل تحديا يتعين علينا جميعا مواجهته، في كل مكان، في الكنيسة وفي المجتمع أيضا".