قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إن هناك رياح أمل تهب على إفريقيا وذلك من خلال تسليط الضوء على القضايا الرئيسية التي تواجه القارة قبل أيام من موعد انعقاد قمة الاتحاد الإفريقي بمشاركة رؤساء الدول والحكومات الإفريقية في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا. وأضاف - في حديث خاص لراديو (فرنسا الدولي) اليوم الأربعاء- أنه إذا كان عام 2018 قد جلب أخبارا جيدة للقرن الإفريقي إلا أنه لا يزال هناك العديد من التحديات التي تواجه القارة السمراء. وردا على سؤال حول ماذا ينتظر من رئيس الكونغو الديمقراطية الجديد فيلكس تشيلومبو تشيسيكيدى، الذي انتخب مؤخرا ويبدأ أول جولة إفريقية له، أجاب جوتيريش بأن الأممالمتحدة تنتظر بطبيعة الحال أن يقوم الرئيس الجديد على خدمة قضية الشعب الكونغولي الذي عانى كثيرا ، وأن ذلك يتطلب حكومة قادرة على توحيد صفوف الشعب وتهيئة الظروف الداخلية للتغلب على الصعوبات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وتحقيق الاستقرار الذي سيتيح حل مشاكل البلاد. وفيما يتعلق ببعثة منظمة الأممالمتحدة لتحقيق الاستقرار في الكونغو الديمقراطية (مونوسكو)، أكد جوتيريس أن المؤسسة الأممية بدأت بالفعل حوارا مع الرئيس الكونغولي الجديد، معربا عن اعتقاده بأن هناك رغبة مشتركة في التعاون، حيث من الضروري مراجعة قوام قوة (مونوسكو) القائمة في الكونغو الديمقراطية. وقال إن المشاكل الكبرى موجودة في شرقي الكونغو الديمقراطية بشكل رئيسي، موضحا أنه سيكون من الوهم الاعتقاد بأنه يمكن إنهاء مهمة القوة الأممية هناك سريعا، وأنه لا يزال هناك عمل يتعين القيام به بالتعاون الوثيق مع السلطات والشعب الكونغولي. وشدد على ضرورة التعاون مع السلطات في الكونغو الديقمراطية لمساعدة البلاد على التغلب على الصعوبات الجسيمة التي ما زالت تواجهها، موضحا أن هناك اتفاقا أبرم بين إثيوبيا وإريتريا وآخر بين إريتريا والصومال والآن تجرى مفاوضات بين إريتريا وجيبوتي. وحول الاتفاق المبرم بين رئيس جنوب السودان سيلفاكير وزعيم المعارضة في بلاده رياك مشار ، أوضح أنه لا يزال هناك طريق طويل يتعين قطعه. وحول اتفاقية السلام التي ستبرمها إفريقيا الوسطى في الخرطوم تحت رعاية الاتحاد الإفريقي والأممالمتحدة، والتي يعتبرها البعض ضعيفة للغاية مع وجود العديد من النقاط غير الواضحة لاسيما حول العفو عن الجماعات المسلحة هناك ، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش " إن الاتفاق لا ينص على العفو عن الجماعات المسلحة ، وإنما ينص على عدم وجود إفلات من العقاب ، وهو ينص على آلية مماثلة للآليات التي تم وضعها بالفعل في دول أخرى لتحديد الحقيقة وتهيئة الظروف لتحقيق العدالة والمصالحة"، معربا عن أمله في أن تطبق هذه الآليات في إفريقيا الوسطى. وفيما يتعلق باختلاف هذه الاتفاقية عن اتفاقات السلام السابقة التي فشلت كلها، قال جوتيريش " هناك شيئ مهم جدا هو التزام الدول المجاورة لها حيث أصبحت الدول الإفريقية مقتنعة أكثر بأنه يجب أن تضع حدا لهذه الصراعات المسلحة التي تعيق تنمية القارة السمراء ، ولكنها تمنع أيضا احترام حقوق الإنسان، والتي تتسبب في معاناة الشعوب بشكل رهيب". وعن مناقشات الأممالمتحدة والاتحاد الإفريقي حول تمويل العمليات العسكرية لمكافحة الإرهاب من قبل جنود الدول الإفريقية مثل مجموعة "خمسة بالساحل"، حيث تشهد هذه المناقشات تعثرا في هذا الموضوع في مجلس الأمن ، أعرب جوتيريش عن أسفه إزاء عدم وجود إجماع في مجلس الأمن الدولي لضمان تلك القوات الإفريقية التي ليست قوات حفظ سلام - فهي قوى لإنفاذ السلام ومكافحة الإرهاب حيث يجب منحها مدة ولاية واضحة وقوية وتمويل مضمون. واختتم الأمين العام تصريحه، قائلا "إنه إذا تم مقارنة ما يحدث اليوم بما كان يحدث قبل خمس سنوات ، فإن توسيع مناطق نفوذ الجماعات الإرهابية والتوسع في عمل الجماعات الإرهابية هو شيء يتطلب آليات أقوى بكثير لمكافحة الإرهاب، معربا عن اعتقاده بأن الطريقة الوحيدة هي دعم القوات الإفريقية بقوة من قبل المجتمع الدولي.