ضربت التغيرات المناخية كوكب الارض من شرقه إلى غربه، وستضربه أكثر فأكثر إن لم يتوقف الإنسان عن أنشطته الصناعية الضارة التي ستنهي على الكوكب، حسب ما يقول العلماء مؤخرا. إن خطورة التغيرات المناخية على الكوكب يجب ألا يستهان بها، فقد استطاعت ان تؤثر على أقاصي الكرة الأرضية التي لا يعيش عليها الإنسان ولا يُحدث عليها تلوثا، فوصلت للقارة القطبية الجنوبية المتجمدة «أنتركاتيكا»، في صور ارتفاع درجات الحرارة؛ لتتسبب في ذوبان «20 كم مربع» من الجليد هناك. وبحسب موقع «CNN» الأمريكي، اكتشف العلماء فجوة هائلة في القطب الجنوبي المتجمد «أنتركاتيكا»، بلغ حجمها 3/1 مدينة مانهاتن الأمريكية، أي ما يعادل 19.7 كيلو متر مربع، ما يدل على الانهيار السريع للجليد، فيما يعرف بظاهرة «تسوس الجليد السريع»، الأمر الذي أحدث صدمة العلماء. وقال مختبر يتبع وكالة الطيران والفضاء الامريكية «ناسا» في بيانه الأربعاء الماضي، إنه تم العثور على الثقب الضخم الذي يبلغ طوله نحو 300 متر، في قاع نهر «ثويتس» الجليدي، وهو يتزايد بمعدل يسير نحو «الانفجار». وعلى الرغم من توقع فريق العلماء في «ناسا» وجود بعض الثغرات في النهر بين الجليد والصخور، إلا أن حجم ومعدل النمو الهائل للثقب المكتشف حديثا فاجأهم وأدخلهم في حالة من الزهول، ولفتوا إلى أن التجويف كان كبيرا بما يكفي لاحتواء 14 مليار طن من الجليد، بالإضافة إلى معظم الجليد الذائب خلال السنوات الثلاث الماضية. ويأمل الباحثون أن يتمكنوا من حساب مدى سرعة ارتفاع مستويات البحار العالمية، نتيجة تغيرات المناخ من خلال ملاحظة الجوانب السفلية من الأنهار الجليدية في أنتاركتيكا، لكن يقول العلماء إن نهر «ثويتس» الجليدي هو أحد أصعب الأماكن التي يمكن الوصول إليها على كوكب الأرض؛ ذلك لعدم وجود أي طريقة لمراقبة الأنهار الجليدية في أنتاركتيكا على المدى الطويل من مستوى سطح الأرض، وبدلاً من ذلك، استخدم الفريق رادارات للكشف عن الجليد عبر الأقمار الصناعية والمحمولة جواً للكشف عن التجويف. يذكر أن معدلات ذوبان الجليد في القارة القطبية الجنوبية قد انتعشت بنسبة 280 ٪ في العقود الأربعة الماضية. وظهرت تأثيرات تغير المناخ في كثيرا من البلاد في الفترة الأخيرة، فمنها من كان يتمتع بدرجة حرارة لطيفة في معظم فصول السنة وحولتها تغيرات المناخ الى شتاء قارص، وصيف حار، فعلى سبيل المثال، ضربت العواصف الثلجية «العنيفة» هذا الشتاء على غير العادة، لبنان والأردن في قارة آسيا، وأمريكا في القارة الأمريكية، وبريطانيا في أوروبا، وفي إفريقيا تحول المناخ في جمهورية مصر العربية الى قارس في الشتاء وحار جدا في الصيف.