تميزت منطقة تونا الجبل بمحافظة المنيا بالاكتشافات الأثرية على مر تاريخها، ويعود تاريخ بعض تلك الاكتشافات إلى ثلاثينيات القرن الماضي، لتعود المنطقة خلال العامين الماضيين بقوة من جديد وتصبح الخيرات الأثرية المكتشفة بها حديث وسائل الإعلام العالمية.. آخر تلك الاكتشافات التي أُعلن عنها اليوم. وترصد "الشروق" في السطور التالية أبرز الاكتشافات التي خرجت من تونا الجبل... - اكتشاف اليوم أعلن الدكتور خالد العناني وزير الآثار، اليوم السبت، عن تفاصيل كشف أثري جديد في منطقة تونا الجبل بمحافظة المنيا، موضحا أنه عبارة عن جبانة أثرية تضم مجموعة من التوابيت الحجرية تحتوي على 40 مومياء (10 للأطفال، والباقي للنساء والرجال)، وبعض الأواني الفخارية، والكارتوناج، ولقى جنائزية وأثرية. وأوضح العناني، خلال المؤتمر الصحفي لجامعة المنيا للإعلان عن الكشف الأثري، أن منطقة تونا الجبل تشهد كل عام اكتشاف أثري جديد منذ العامين الماضيين، مشيرا إلى أنه سيتم الإعلان عن العديد من الاكتشافات الأثرية قريبا. - فبراير الماضي قبل عام أعلن العنانى، عن كشف أثرى جديد للبعثة المصرية العاملة بمنطقة الغريفة فى تونا الجبل، وقال الوزير إن الكشف سيميط اللثام عن أسرار جديدة للمنطقة بعد استكمال أعمال الحفائر بها. وكان الكشف عبارة عن جبانة أثرية لمقابر عائلية تضم مجموعة كبيرة من آبار الدفن تم العثور على 8 منها تعود لنهاية العصر المتأخر وبداية العصر البطلمى. وأضاف الوزير أن البعثة عثرت على مجموعة من المقابر الخاصة بكهنة الإله «تحوت»، وهو المعبود الرئيسى للإقليم الخامس عشر وعاصمته الأشمونين، وتم العثور بداخلها على أكثر من 1000 تمثال من الأوشابتى المصنوعة من الفيانس الأزرق، كما عثرت البعثة على نحو 40 تابوتا من الحجر الجيرى. وأكد العناني ، حينها، أن هذه المنطقة طالتها يد المخربين منذ سنوات، ولكنها ستشهد اكتشافات أثرية واسعة، وأن هناك أربع بعثات تعمل بالمنطقة منها بعثات جامعة القاهرة وجامعة عين شمس. - مايو 2017 كان أول الاكتشافات بالمنطقة خلال العامين الماضيين في مايو 2017، حيث تمكنت بعثة الآثار المصرية بجامعة القاهرة بالتعاون مع وزارة الدولة لشؤون الآثار، من كشف النقاب عن واحدة من أهم مقابر الآثار التي تعود للعصر اليوناني الروماني ومحتوياتها. وتم الإعلان حينها عن أن اكتشاف 18 مومياء، داخل مقبرة كهنة الإله "جحوتي"، وأن المدفونين بها من طبقة كهنوتية ومن علية القوم. - الاكتشافات الأولى المنطقة تضم 5 مزارات على رأسها مقبرة بيتوزيرزس ومقبرة فريدة من نوعها على شكل معبد يشبه معبد دندرة، وبها خليط من الفن اليونانى الرومانى المصرى القديم، بالإضافة إلى لوحة أخناتون العربية، وهى بها مناظر "لآتون وزوجته نفرتيتى" وهما يتعبدان لقرص الشمس، ومنظر آخر يقدمان القرابين، وصور لبنات أخناتون. كانت أولى الاكتشافات في تونا الجبل في عام 1931، بقيادة الأثرى الكبير الدكتور سامى جبرة، بعد أن أعطاه الدكتور طه حسين شارة البدء في أعمال الحفر، وصرف مبلغ 500 جنيه لبعثة قسم الآثار بكلية الآداب بجامعة القاهرة، والتي كان عميدها في ذلك الحين. وظل سامي يعمل في المنطقة لمدة تزيد عن العشرين عامًا حتى تمكن من العثور على مدينة كاملة وسراديب تحت الأرض. كما كشف عن وثائق مهمة ونصوص باللغة الهيروغليفية والديموطيقية خاصة بالإله تحوت، أثبت فيها توصله إلي مبدأ التوحيد، قبل أخناتون، ولقد لاقي هذا العمل مؤازرة كبيرة من الدكتور طه حسين حتي أنه كان يزوره كثيرا في منطقة تونا الجبل، واتخذ له في هذه المنطقة استراحة خاصة به، ومازالت هذه الاستراحة قائمة حتي الآن. وشهدت تونا الجبل في تلك الفترة زيارة الكثير من العلماء ومشاهير العالم والأدباء والمؤخرين، كما شهدت زيارة الملك فاروق سنة 1937 خلال تفقده حالة الآثار في المنطقة. - طه حسين وتونا الجبل كانت تربط عميد الأدب العربي علاقة صداقة قوية بالدكتور سامي جبرة، وكذلك زوجتهما كانتا أصدقاء، فبعد أن ازدادت اكتشافات سامي في تونا الجبل جاء طه حسين إليها بصحبة زوجته الفرنسية، لأنه درس اللغة المصرية القديمة، ومن ثم أصبح الهدف واحد. وبُنيت له ولزوجته استراحة في عام 1938 ، للإقامة بها حين يزور المنطقة ولذا أطلق عليها استراحة طه حسين، وهناك العديد من السرديات التي تقول أن حسين كتب رواية "دعاء الكروان" خلال وجوده في هذه الاستراحة.