عندما يتعلق الأمر بتعلم لغة جديدة، فإننا نميل إلى الاعتقاد بأن الأطفال هم الأكثر مهارة، ولكن قد لا يكون هذا هو الحال، وهناك فوائد إضافية للبدء كشخص بالغ. فالأطفال في سن الحضانة لا يتعلمون لغة، وإنما يكتسبونها، فالحياة بشكل عام تقدم مزايا مختلفة في تعليم اللغة، فعند الولادة يمكننا التقاط اللجهات بسرعة عالية، وفي التقدم العمر، تستطيع الظروف الاجتماعية وأساليب التدريس والصداقة، أن تؤثر على عدد اللغات التي نتحدث بها ومدى نجاحها. ويقول أستاذ اللغويات التنموية ومدير مركز مسائل ثنائية اللغة بجامعة أدنبرة، أنتونيلا سوارس، إن ليس كل شئ ينحدر مع التقدم في العمر، وفقا لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي". فدراسة لغة في فصل دراسي مع معلم يشرح القواعد، فإن الأطفال سيئون للغاية في التعلم؛ لكونهم لا يملكون السيطرة الإدراكية وقدرات الانتباه والذاكرة، وإن الكبار أفضل بكثير في هذه النقطة. والدليل على ذلك قام عدد من الباحثين، بدراسة طويلة الأمد لتعلم لغة جديدة، على ثلاثة مجموعات منفصلة: أطفال في عمر 8 سنوات، وأطفال في سن الثانية عشر، والشباب، وأثتبتت النتائج أن البالغين كانو أفضل من كلتا المجموعتين الأصغر سنا، في فهم قواعد اللغة وتطبيقها على كلمات جديدة. لكن ما يتفوق عليه الأطفال الصغار هو التعليم ضمنيا، أي الاستماع إلى المتحدثين الأصلين وتقليدهم، لكن هذا النوع من التعلم يتطلب الكثير من الوقت مع متحدثين أصليين. ففي 2016، قام مركز مسائل ثنائية اللغة بإعداد تقرير داخلي عن دروس اللغة في المدارس الابتدائية للحكومة الاسكتلندية، ووجدوا أن ساعة واحدة في الأسبوع لم تحدث فرقا ذا مغزى بالنسبة للأطفال في سن الخامسة، ولكن بإضافة نصف ساعة بوجود متحدث أصلي، ساعد الأطفال على الفهم. فكل هذا لا ينفي أن السنوات الأولى حاسمة في تعلم لغتنا الخاصة، فيوضح أستاذ علم النفس بجامعة يورك، دانييلا ترينك، أن انتقال عائلة إلى بلد جديدة، عادة يتعلم الأطفال اللغة أسرع من والديهم، ويمكن السبب في سماعهم للغة باستمرار في المدرسة، في حين يكون آبائهم يعملون بمفردهم. ويشعر الأطفال باحساس أكبر لإتقان اللغة من أجل بقائهم الاجتماعي من تكوين صداقات والاختلاط.