فى أزمنة بعيدة سميت بعض أحياء وقرى محافظة الشرقية، بأسماء المهن اليدوية التى احترفها سكانها، فكان هناك قرى تحترف صناعة الحصير البلدى وأحياء أخرى تشتهر بصناعة الأقفاص، وكل منها كان لها اسمها نسبة للصناعة التى تقوم عليها، وهى مهن فى ظل التقدم التكنولوجى أصبحت تتعرض للانقراض. قرية كفر الحصر هى إحدى قرى مدينة الزقازيق بمحافظه الشرقية حملت اسمها نسبة للحرفة التى مارسها العدد الأكبر من سكان القرية الأولى فى صناعة الحصير البلدى فى الجمهورية. تعتمد صناعة الحصير على نبات السمار الذى يشتريه أهل القرية من محافظة الفيوم، توضع أعواد النبات فى أحواض المياه حتى تكتسب مرونة مما يسهل عملية التشكيل، بعدها يوضع السمار على النول لكى يتم عمل الحصير بينما يتم صبغ بعض أعواد النبات لإكسابه ألوانا مختلفة كالأحمر والأخضر تضفى عليه الروح والأشكال الجذابة، فى الحصيرة التى يتراوح مقاسها بين 2 3 أمتار. من التصنيع المحلى والتصدير للمحافظات الأخرى، وصلت القرية إلى الدول العربية، وكذلك بيع الحصر للمساجد بالاتفاق مع هيئة الأوقاف. يقول الحاج عبدالرحيم صاحب ال80 عاما، وأحد أكبر صناع الحصير المتواجدين فى القرية «إتعلمنا كار الحصر ده عن طريق أجداد أجدادنا مقدرش أسيبها بقت عشرة عمر حتى لو مش هتدخلى غير عشرين جنيه فى اليوم». أضاف عبدالرحيم: «ولادى شغالين فى البلاستيك، بس البلاستيك بيجيب المرض لكن الحصير البلدى حاجة خارجة من الأرض وعمرها ما تجيب المرض. انتشار الموكيت والسجاد والحصير البلاستيك أدى إلى قلة بيع الحصير البلدى، وانخفاض العائد المادى للعاملين بها الذين بدأ بعضهم فى التخلى عن الحرفة واحتراف مهن أخرى تعود عليهم بما يناسب احتياجات الحياة المعيشية، أصبحت قرية كفر الحصر لا تحتوى سوى على «شونتين» لصناعة الحصير البلدى. اكتفى أهل القرية ببيع الحصير البلاستيك لأن الحرفة لا تلبى احتياجاتهم المادية، لزيادة أسعار نبات السمار الذى تقوم عليه الحرفة إلى خمسمائة جنيه.