قالت وزارة الإعلام السودانية، أمس الثلاثاء، إن مدير الأمن والمخابرات، صالح عبد الله محمد صالح، أمر بالإفراج عن الأشخاص الذين اعتقلوا خلال الاحتجاجات المناهضة للحكومة منذ أسابيع، في حين تواصلت المظاهرات في عدد من المدن. ويأتي إعلان الوزارة تأكيدا لتقارير نشطاء بأن مدير الأمن والمخابرات زار سجنا في العاصمة الخرطوم، وقال إنه سيتم إطلاق سراح المحتجين المعتقلين، وفقا لوكالة رويترز. ولم ترد أي تفاصيل أخرى عن عدد المعتقلين أو موعد إطلاق سراحهم، واعتقل المئات من المحتجين والناشطين وشخصيات من المعارضة منذ بدء الاحتجاجات في أنحاء السودان في 19 ديسمبر الماضى. ودعت المظاهرات التي فجرت شرارتها أزمة اقتصادية طاحنة إلى إنهاء حكم الرئيس عمر البشير الذي يتولى السلطة منذ عام 1989. وقال شهود عيان إن الشرطة استخدمت الغاز المسيل للدموع يوم الثلاثاء لتفريق عشرات المتظاهرين في حي بري في الخرطوم، وكذلك المئات الذين تجمعوا في مدينة أم درمان المجاورة، وتظاهر المئات أيضا في مدينة بور سودان المطلة على البحر الأحمر ورددوا هتافات مناهضة للحكومة. وتبلغ الحصيلة الرسمية لضحايا الاحتجاجات 30 قتيلا، فيما قدرت منظمات حقوقية عدد القتلى بأكثر من 40. وتعانى السودان من ارتفاع الأسعار ومصاعب اقتصادية أخرى منها تضاعف أسعار الخبز هذا العام ووضع حدود للسحب من البنوك، ويبلغ معدل التضخم بالسودان 69% وهو من أعلى المعدلات فى العالم، بحسب وكالة رويترز للأنباء. ويعاني البنك المركزي السوداني من نقص في العملات الأجنبية الأمر الذي جعله يخفض قيمة الجنيه السوداني خلال 2018 أربع مرات، في حين زادت السلطات المحلية سعر رغيف الخبز من جنيه إلى خمسة جنيهات، ويبلغ سعر الدولار الرسمي 47,63 جنيهاً وفي السوق الموازية 62 جنيهاً.