افتتح الدكتور خالد سرور، رئيس قطاع الفنون التشكيلية، أمس، معرض «ملامح عهد» ضمن سلسلة «كنوز متاحفنا» فى دورته الثالثة بمجمع الفنون بقصر عائشة فهمى بالزمالك، الذى يستمر حتى 27 مارس المقبل. أحفاد محمد على باشا، حضروا افتتاح معرض «كنوز متاحفنا الفنية» فى دورته الثالثة، تحت عنوان «ملامح عهد»، والذى استعرض مجموعة نادرة من الفنون والمقتنيات الملكية التى ترجع لعهد محمد على باشا، مؤسس الأسرة العلوية وحاكم مصر ما بين عامى 1805 وحتى 1848، وأسرته التى امتد حكمها لمصر نحو قرن ونصف القرن من الزمان، قبل أن تنهيه ثورة يوليو فى خمسينيات القرن الماضى. وشهد الافتتاح إقبال مئات الزائرين، إلى جانب مجموعة من المثقفين ووزراء سابقين، وإعلاميين وفنانين تشكيليين، إذ حضر الافتتاح مدير مكتبة الإسكندرية، الدكتور مصطفى الفقى، وفاروق حسنى، وزير الثقافة السابق، والإعلامية لميس الحديدى، وهشام الشريف وزير التنمية المحلية الأسبق، ومنير فخرى عبدالنور وزير السياحة الأسبق، والدكتور خالد جلال رئيس الإنتاج الثقافى، والدكتور أشرف رضا استاذ كلية الفنون الجميلة، والدكتور صلاح المليجى، والفنان طارق الكومى. وفى قصر عائشة فهمى التقت الشروق بأحفاد محمد على، يجوبون المعرض لاسترجاع ذكريات الأسرة العلوية، وبعدما عبر أفراد الأسرة عن سعادتهم بإقامة المعرض قالت إنجى داوود، زوجة النبيل، إسماعيل داوود، أحد أحفاد محمد على باشا: «المتحف يعد بمثابة انتصار للأسرة العلوية التى طالما عملت وبقوة من أجل النهوض بمصر وجعلها تتمتع بمكانة مرموقة بين الأمم خاصة على الصعيد العلمى، ولعل جهود محمد على باشا واضحة فى تحقيق النهضة سواء فى التعليم أو الزراعة، وأن تفاصيل هذه الحقبة المهمة لم تحظ بالاهتمام الكافى فى كتب التاريخ والمناهج الدراسية كغيرها من الحقب التاريخية المصرية». وأضافت داوود: «الأسرة العلوية جعلت من القاهرة فى فترة من الزمان قطعة من باريس، لكن ورغم أن لكل حقبة ما لها وعليها ما عليها إلا أن المؤرخين رصدوا سلبيات هذه الحقبة لا سيما بعد ثورة يوليو، وكأن الأسرة العلوية لم تحقق أى إنجاز يستحق الإشادة». وعلى المستوى الفنى لترميم وتطوير المعروضات علقت قائلة: «سعداء بالتفاصيل الفنية للوحات والتى عكست تفاصيل الزى الملكى بشكل مفصل تماما، وكذلك مراحل تطور النياشين، بالإضافة إلى روعة قطع الأثاث وبعض مقتنيات القصور الملكية». من جهته قال الدكتور إيهاب اللبان، مدير مجمع الفنون، فى تصريحات خاصة للشروق، إن المعرض يحوى ما يزيد على 120 قطعة من المقتنيات والمعروضات الفنية، تنتمى للأسرة العلوية، على رأسها النسخة الأصلية لتمثال يجسد شخصية الخديوى إسماعيل بالحجم الطبيعى، مصنوع من البرونز كان مزمعا إقامته فى ميدان التحرير، الإسماعيلية سابقا، فى الاربعينيات». وأضاف اللبان: تعد الدورة الثالثة «كنوز متاحفنا.. ملامح عهد» بمثابة نقلة غير تقليدية فى عروض المتحف حيث يتمتع بخصوصية على مستوى الأعمال المعروضة، والتى يعرض معظمها للمرة الأولى، أو على مستوى المضمون التاريخى، لكونه يمثل مرحلة غنية تاريخيا وفنيا، خلال قرابة قرن ونصف القرن من الزمان، ويعد هذا العرض فرصة حقيقية لإعادة الاحتفاء بمراحل أساسية من تاريخنا المصرى الحديث، بعيدا عن أى اعتبارات تخرج عن حدود القيمة الجمالية والتراثية والتاريخية المجردة. ويعد متحف الجزيرة الذى أنشئ عام 1936 ليكون استراحة للملك فاروق، أحد أهم المتاحف التى تؤرخ لفترة الأسرة العلوية على مدى قرن ونصف القرن من الزمان، إذ تم افتتاحه عام 1957 فى عهد الرئيس الراحل، جمال عبدالناصر، ليضم ما يزيد على 4 آلاف قطعة تمت مصادرتها من أفراد العائلة المالكة عقب ثورة يوليو 1952.