تحديات عديدة تواجه استراتيجية الدولة نحو التحول الرقمى وتحقيق الشمول المالى وما يترتب عليها من خلق فرص استثمارية بقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات. ضعف البنية التحتية التكنولوجية وانخفاض قيمة العملة وزيادة العبء المالى على الشركات، وهروب الكفاءات للاسواق الخارجية وعدم قدرة الشركات المحلية على المنافسة، فضلا عن استمرار مشاكل التمويل التى تواجهها الشركات الصغيرة والمتوسطة 5 تحديات رصدها خبراء الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات. قال هشام عبدالغفار، خبير تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، إن انخفاض قيمة العملة أمام الدولار من التحديات الكبرى التى يواجهها قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بصفة خاصة والقطاعات الاقتصادية الاخرى بصفة عامة خلال الفترة الراهنة ومازالت مستمرة فى التأثير على تكلفة الخدمات والمنتجات التكنولوجية المقدمة من المؤسسات لعملائها من ناحية، وعلى القوة الشرائية للعميل من جهة أخرى، الامر الذى أثر بالتبعية على المراكز المالية للشركات داخل القطاع وخططها التنموية. وأضاف عبدالغفار، أن هروب الكفاءات من العاملين المصريين نتيجة أيضا لارتفاع الاجور فى الاسواق الآخرى فى مقابل تراجعها بشكل كبير فى السوق المصرية يهدد قدرة الشركات المحلية على المنافسة والاستمرارية فى مواجهة شركات تكنولوجيا المعلومات العالمية، الأمر الذى يضع تحديا كبيرا أمام وزارة الاتصالات فى تنمية العنصر البشرى، وبذل جهد أكبر فى تدريب وتأهيل الشباب والخريجين لسوق العمل. وأكد عبدالغفار، أن هذا الامر يتطلب إنشاء مراكز تدريب بشكل أكبر على غرار معهد تكنولوجيا المعلومات «ITI»، مؤكدا أن ما يتم تخريجه من دفعات من خلال الجامعات التكنولوجية المتخصصة يتم استنزافة فى الشركات العالمية الكبرى لعدم قدرة المحلية على زيادة الاجور لضعف مراكزها المالية. وعلى مستوى قطاع الاتصالات ينتظر هذا القطاع مع نهاية العام 2019 إطلاق خدمات الجيل الخامس خاصة مع امتلاك المشغلين الحاليين لحلول تكنولوجية يمكن تقديمها اعتمادا على هذا الجيل، والتى تفتح آفاق جديدة وطلب أمام شركات تكنولوجيا المعلومات فى طرح خدماتها أمام هذه التكنولوجية الجديدة، حسب تصريحات عبدالغفار. قال خليل حسن خليل رئيس الشعبة العامة للاقتصاد الرقمى بالاتحاد العام للغرف التجارية، إن شركات تكنولوجيا المعلومات تواجه عددا من التحديات منها ايجاد فرص عمل تساعد على نموها، حتى تتمكن من منافسة الشركات العالمية. وأكد خليل، أن الدولة مطالبة بإتاحة مبادرات ومناقصات خاصة بمشروعاتها الخاصة بميكنة مؤسسات وهيئات الدولة المختلفة، مشيرا إلى أن هذا الطريق يفتح الباب أمام الشركات الصغيرة والمتوسطة والتى هى قاطرة نمو اقتصاد أى دولة. وأوضح رئيس شعبة الاقتصاد الرقمى، أن شركات تكنولوجيا المعلومات فى انتظار الاستفادة من خطط الدولة نحو التحول الرقمى ومتطلبات الميكنة التى سوف تحتاج اليها مؤسساتها لمواكبة التحول. ولفت خليل إلى أن قطاع الصحة من القطاعات الواعدة فى خلق فرص أمام قطاع تكنولوجيا المعلوات والاتصالات خاصة مع قانون التأمين الصحى الجديد ومتطلباته التكنولوجية اللازمة لتطبيقة وتعميمه على مستوى الجمهورية، مضيفا أن قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ينتظره أيضا ثورة فى قطاع النقل والمواصلات الذكية والتى بدأت فى الآونة الاخيرة، والتى تضع الحاجة إلى استحداث حلول تكنولوجية لتطوير وميكنة هذا القطاع الكبير. من جانبه قال المهندس أحمد العطيفى خبير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أن القطاع يواجه تحديا كبيرا فيما يخص خطط الاستثمار فى البنية التحتية والتى تباطأت نتيجة لاستثمار شركات الاتصالات أموال كثيرة فى شراء رخص الجيل الرابع، إلى جانب انشغال المصرية للاتصالات المسئول الرئيسى للاستثمار فى البنية التحتية بتوجيه أمواله لخدمات التجزئة ومنافسته شركات المحمول الاخرى. وأضاف العطيفى ان التحدى الابرز هو خطط الدولة للتحول الرقمى والتى يحتاج إلى استراتيجية واضحة من جانب وزارة الاتصالات حول خطط التحول إلى اقتصاد رقمى، بالإضافة إلى الأطر التشريعية التى تستحدثها الحاجة إلى ما يحدث من تطور تكنولوجى سريع تحتاج إلى فلسفة خاصة لضبطها وسرعة مواكبتها للتغير العالمى السريعى. وأكد محمد سعيد رئيس شعبة البرمجيات بجمعية اتصال، أن أزمة التمويل والتى تعرقل مسيرة الشركات المحلية مع ارتفاع الأسعار وزيادة التكلفة، فى مقابل تراجع الطلب من جانب القطاع الخاصة، الأمر الذى يهدد استمرارية هذه الشركات. ولفت سعيد إلى تحد آخر يواجهه قطاع تكنولوجيا المعلومات وهو انخفاض جودة المنتج المصرى وعدم قدرته على المنافسة ومضاهاته للمنتجات العالمية والخروج للأسواق العالمية. وأكد سعيد أن فرص نمو القطاع كبيرة جدا أيضا خاصة مع التطور السريع الذى يشهد العالم واكتشافة كل لحظة لتكنولوجيات جديدة على رأسها فى هذه الفترة الذكاء الاصطناعى وانترنت الاشياء، والتى تفتح فرصا استثمارية جديدة أما شركات تكنولوجيا المعلومات.
