يجتمع اليوم الجهاز الفنى للمنتخب الوطنى لتحديد ملامح الفترة المقبلة والاستقرار على النقاط الرئيسية فيها وحسم بعض الأمور المعلقة ثم الانتهاء منه والاجتماع غدا بسمير زاهر رئيس اتحاد الكرة والتصديق عليه. تتجه النية لدى الجهاز الفنى بقيادة حسن شحاتة المدير الفنى الى طلب تأجيل الدورى بما لايقل عن أسبوع، وذلك لموعد المباراة الحاسمة أمام الجزائر والتى يرغب فيها حسم بطاقة التأهل لكأس العالم بجنوب أفريقيا 2010. من جانبه، أكد شوقى غريب المدرب العام أن هذا الأمر ستتم مناقشته فى اجتماع اليوم وتحديد إذا ماكان الأمر ضروريا أم سيتم التراجع عنه. والأقرب بناء على الأجواء السائدة فى الجهاز الفنى هو التقدم بطلب التأجيل لاتحاد الكرة للرغبة فى خوض معسكر طويل لشحن اللاعبين معنويا، خاصة أن لاعبى المنتخب يتألقون فى حالة البطولات المجمعة، والمعسكرات الطويلة. ويعلن الجهاز الفنى اليوم أيضا عن عودة محمد زيدان لاعب المنتخب الموقوف، حيث كان قد أكد حسن شحاتة المدير الفنى عقب الفوز على زامبيا أن عقاب زيدان قد انتهى بنهاية هذه المباراة، وفى الوقت الذى يحتاج فيه زيدان المنتخب، فالمنتخب يحتاجه أيضا. ونفى حسن شحاتة القول بأنه أجل عودته إلى أن يكون فى موضع قوة وأكد أنه كان لابد أن يتخذ ضده قرارا رادعا، خاصة أنه ليست المرة الأولى لزيدان ولكنها الثالثة، ذلك بالإضافة إلى توجيه رسالة إلى جميع اللاعبين بأن من يتهاون لن يجد مكانه، مشيرا إلى أنه كان قد عرض عليه أن يعاقب زيدان ماليا فقط، لكنه لم يكن أمر ا يرضى أحدا ولن يكفينى فى إقناعى بعقابه. وكانت بعثة المنتخب الوطنى قد عادت أمس من زامبيا عقب نهاية المباراة المصيرية أمام المنتخب الزامبى والتى انتهت بهدف نظيف أحرزه حسنى عبدربه ليحيى آمال المصريين من جديد فى المنافسة لآخر دقيقة مع الجزائر على بطاقة التأهل لبطولة كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا. وواجهت بعثة المنتخب مشقة كبيرة منذ بداية الرحلة إلى استاد كونكولا المستضيف للمباراة، حيث بدأت الرحلة فى الثانية عشرة من فندق بروتيا بمدينة تشانجالا إلى أن وصلت لملعب كونكولا فى الثانية عشرة والنصف ثم خوض المباراة والعودة السريعة إلى الفندق فى السادسة مساء ثم تناول اللاعبين وجبة العشاء والتوجه إلى مطار ندولا الذى يبعد مايقرب ساعتين ونصف الساعة عن مكان إقامة المنتخب ثم الانتظار لحين إقلاع الطائرة فى الحادية عشرة والنصف ليلا ثم العودة للقاهرة فى الخامسة والخمسين دقيقة. وعلى الرغم من الإجهاد الذى نال من اللاعبين فإن تحقيق نقاط المباراة الثلاث كان كفيلا بنسيان هذه المشقة، وسيطرت أجواء الفرح على بعثة المنتخب مع صافرة النهاية لحكم المباراة إلى الوصول فى صباح اليوم التالى إلى مطار القاهرة واختلطت المشاعر بين اللاعبين والجهاز الفنى، حيث بكى فرحا أحمد سليمان مدرب حراس المرمى وشوقى غريب وغمرت الفرحة غير العادية أجواء غرفة خلع الملابس للاعبى المنتخب فى مشهد يعبر عن كمية الضغط العصبى الذى تعرض له اللاعبون قبل بداية المباراة وفى الأيام التى سبقتها. واعترف الجميع بأن الفوز على زامبيا لم يكن عن جدارة واستحقاق وإنما كان بتوفيق بالغ، وأكد محمد أبوتريكة أن الفوز على زامبيا كان أمرا به توفيق للغاية ولو تم حساب الأمور بالعدل لم نكن نستحق الخروج بهذه النتيجة لكن توفيق الله كان أحد الأسباب الرئيسية فى خروج النتيجة إلى ماخرجت عليه. وأشار أبو تريكة إلى أن خروج المنتخب فائزا فى هذه المباراة فى ظل هذه الظروف وهذا الأداء يمنح أى فرد الشعور بأن الله يخبئ للمصريين مفاجأة الوجود فى كأس العالم بعدما كان قد ضاع حلم الوجود فيه. بينما أكد شوقى غريب أن الفوز كان صعبا للغاية على المنتخب الزامبى الذى كان يعتبره بعد مباراة الذهاب فى القاهرة من أحد المنافسين الأقوياء فى المجموعة وأنه المنتخب الذى سيعيد ترتيب أوراقها، مشيرا إلى علمه بأن الفوز على زامبيا لم يكن بالأداء المطلوب لكن فى النهاية حقق المنتخب المطلوب منه وخطف نقاط المباراة الثلاث التى تضمن الاستمرار فى المنافسة على بطاقة التأهل لكأس العالم. بينما أكد أحمد حسن «كابتن» المنتخب أن اللاعبين أدوا المهمة المطلوبة منهم على أكمل وجه بتحقيق المهمة الرئيسية والفوز بنقاط المباراة الثلاث، بغض النظر عن الأداء فالتأهل إلى المونديال لا يأتى عن طريق بوابة الأداء وفى النهاية يتم احتساب نقاط المنتخبات ويتأهل الأكثر حتى لو كان أقل مهاريا ولم يؤد بالشكل المطلوب، مشيرا إلى أن فى الكثير من الأوقات كان الأداء كبيرا ولكن فى النهاية النتيجة لم تكن تقف بجوارنا. واستنكر كابتن المنتخب الوطنى الهجوم على المنتخب على الرغم من تحقيق المهمة والفوز على زامبيا فى ظل هذه الأجواء، مطالبا بضرورة أن تقف الأقلام والأصوات بجوار المنتخب فى هذا التوقيت وليس ضده، مشيرا إلى أن الضغط العصبى على اللاعبين قد يؤدى إلى الاهتزاز فى الأداء لكن فى النهاية أنجزنا المهمة. من جانبه أكد حسنى عبدربه صاحب الفرح وان هدف الفوز القاتل كان بتوفيق كبير من الله، مشيرا الى أنه كانت المساحات ضيقة أمامه فقرر تسديد الكرة فكان الهدف، وطلب حسنى عبدربه من الجميع ضرورة نسيان مباراة زامبيا والتفكير فى المواجهة المصيرية أمام الجزائر فى ختام التصفيات المؤهلة لكأس العالم.