يشهد متحف الفن الإسلامي اليوم السبت افتتاح معرضًا مؤقتًا بعنوان «قناة السويس علي مر العصور» وذلك احتفالا بمرور 115 عام على افتتاح متحف الفن الإسلامي، وأيضًا مرور 149 عام على افتتاح قناة السويس -والذي سيستمرلأسبوع واحد فقط- وذلك وفقًا لتصريحات الهام صلاح، رئيس قطاع المتاحف. يعد متحف الفن الإسلامي بالقاهرة أكبر متحف إسلامي فني في العالم، حيث يضم حوالي 100 ألف تحفة أثرية -من الفنون الإسلامية المتنوعة- من الصين والهند وإيران مرورًا بفنون الأندلس والشام و الجزيرة العربية ومصر، كما يعتبر هذا المتحف هو أكبر معهد تعليمي في العالم مختص بالفن الإسلامي بصفة عامة، حيث يحوي بين جنباته الكثير من المقتنيات التي تتنوع في موادها ما بين العاج والأحجار والزجاج والأخشاب والمعان. وفي هذا التقرير تستعرض "الشروق" المراحل التي مر بها متحف الفن الإسلامي بداية من عهد الخديو إسماعيل ومرورًا بالخديو عباس حلمي الثاني وحتي عصرنا الحالي: -فكرة المتحف "الخديو اسماعيل": في سنة 1869م اقترح المهندس "سالزمان" على الخديو إسماعيل فكرة إنشاء متحف للفنون والآثار الإسلامية،فأعجب الخديوي بتلك الفكرة وعلى الفور أمر -مدير القسم الفني في وزارة الأوقاف "فرانتز باشا"- بجمع التحف الفنية من العمائر الإسلامية في مبنى حكومي. -الخديو توفيق وبناء المتحف العربي بداخل جامع الحاكم بأمر الله: نفذت هذه الفكرة في عصر الخديو توفيق في عام 1880م , وذلك عندما قام "فرانتز باشا" بجمع التحف الفنية الإسلامية في الإيوان الشرقي لجامع "الحاكم بأمر الله"، وأنشأت بعد ذلك لجنة حفظ الآثار العربية عام 1881م -واتخذت من جامع الحاكم مقراً لها- وتم بناء مبنى صغير بداخل صحن جامع الحاكم وأطلق عليه اسم "المتحف العربي" وكان تحت إدارة "فرانتز باشا". -عباس حلمي الثاني ودار الآثار العربية: ونظرًا لضيق المساحة بداخل صحن الجامع تم الإتفاق على بناء المبنى الحالي في ميدان باب الخلق تحت اسم"دار الآثار العربية"، وتم الانتهاء من هذا البناء في عام 1902 وتم افتتاحه بعد نقل التحف إليه على يد الخديو عباس حلمي الثاني في 28 ديسمبر سنة 1903 -أم الخديو عباس حلمي الثاني: في سنة 1903 وصل عدد التحف إلى حوالي 7000 آلاف تحفة وفى ذلك الوقت أهدت أم الخديو عباس حلمي الثاني الدار مجموعة من التحف القيمة، وهي بذلك تعتبر أول من أهدى تحفًا لهذا المتحف، وتوالت بعد ذلك الإهداءات من الأمراء والملوك والهواة أيضًا. -تغيير مسمى دار الأثار العربية إلى متحف الفن الاسلامي: في عام 1951م قام الدكتور زكي محمد حسن بتغيير مسمى دار الآثار العربية إلي متحف الفن الإسلامي، ويرجع ذلك إلى أن المتحف في ذلك الوقت كان يحتضن مقتنيات أثرية تشمل جميع أقاليم العالم الإسلامي العربية وغير العربية -توسعة المتحف فيما بين عامي 1983- 1984م: ومن أهم المراحل التي مر بها المتحف كانت بين عامي 1983- 1984م، تم توسعة المتحف -في تلك المرحلة- وزيادة عدد القاعات حتى وصلت إلى 25قاعة، كما أضيف إليه المساحة التي كانت تشغلها محطة الوقود واستغلت في إنشاء حديقة متحفية وكافتيريا. -تطوير شامل في عام 2003: وفي عام 2003م تم تطوير المتحف -بشكل كلي- إلى جانب تغيير نظام العرض المتحفي بداخل المتحف، فتم تخصيص الجانب الأيمن من المتحف لقاعات العرض التي تمثل الفن الإسلامي منذ بداية العصر الأموي وحتى نهاية الدولة العثمانية، وكان الجانب الأيسر لقاعات العرض للفنون الإسلامية في إيران والهند وتركيا إلى جانب قاعات أخرى متنوعة منها للهندسة والعلوم وأخرى للخطوط والكتابات والمياه والحدائق، وافتتح المتحف في 28 أكتوبر 2010م. -الدمار في 2014: في 24 يناير من عام 2014م، تعرض المتحف لدمار كبير وذلك نتيجة للتفجير الذي استهدف مديرية أمن القاهرة -والتي تقع بالجهة المقابلة للمتحف-، وتم إنقاذ المقتنيات الأثرية من بين الأنقاض وتخزينها مباشرة والعمل على ترميمها. ومع حلول أوائل عام 2015م تم إعادة تأهيل المتحف وذلك عن طريق المنح المقدمة من جهات دولية عديدة، ويأتي في مقدمتها المنحة المقدمة من دولة الإمارات العربية المتحدة -والتي خصصت لتطوير المتحف من الداخل بالكامل- والمنحة المقدمة أيضًا من منظمة اليونسكو، إلى جانب عدة جهات أخرى.