كد سفير الاتحاد الأوروبي بالقاهرة إيفان سوركوش، اليوم الأحد، أهمية الشراكة القوية بين الاتحاد ومصر على جميع المستويات، وأكد دعم الاتحاد لمصر من أجل تحقيق النمو الاقتصادي ومحاربة الإرهاب. وفي مقابلة مع صحيفة "الشروق"، قال سوركوش إن "سلطات الاتحاد الأوروبي تولي أهمية كبيرة للشراكة مع مصر وتلتزم بالعمل نحو الأولويات المتفق عليها بشكل مشترك". ولفت إلى أن الاتحاد هو "أكبر مصدر للاستثمار الأجنبي المباشر في مصر، ووصل صافي تدفق الاستثمار الأجنبي المباشر من دول الاتحاد الأوروبي ل8.7 مليار دولار في العام المالي 2016/2017، بما يمثل 65% من إجمالي تدفق الاستثمار الأجنبي المباشر في مصر". وحول رؤية الاتحاد للسجل المصري في حقوق الإنسان وقضايا الحريات، قال سوركوش: "نقدر التحديات والصعوبات التي تواجهها مصر، وبالطبع الاتحاد الأوروبي لديه بعض الشواغل، عندما يتعلق الأمر بمسألة حقوق الإنسان في مصر". واستطرد: "قلقنا لا يخفى على أحد، لا سيما فيما يتعلق بقضايا الحريات، وحرية التعبير، والقيود المفروضة على المجتمع المدني في الوضع الراهن، ونعمل على هذه المسائل بشكل ثنائي مع الحكومة، ونشجع مصر باستمرار لتحسين مسألة الحقوق المدنية والسياسية". وأكد دعم الاتحاد للإصلاحات الاقتصادية التي شهدتها مصر، وقال :"كانت العديد من الاصلاحات الاقتصادية التي قامت بها الحكومة صعبة، ولكنها مهمة، فقبل تعويم العملة، كان مركز مصر الخارجي لا يمكن تحمله، والاتحاد الأوروبي يدعم مصر في تخطي التحديات الاقتصادية". وأوضح: "نظرا لأهمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة، باعتبارها المحرك للنمو الشامل وإيجاد سبيل لخلق فرص العمل ودمج الشباب في الاقتصاد، فإن الاتحاد الأوروبي يستثمر بشكل كبير في هذا القطاع في مصر والمنطقة، وعلاوة على ذلك، يدعم الاتحاد الأوروبي تعزيز قدرات الكيانات الحكومية، ولا سيما وزارة التجارة والصناعة والمؤسسات التابعة لها، من أجل تصميم وتنفيذ سياسات واستراتيجيات أكثر شمولا في مجال التجارة والتنمية والاستثمار الصناعيين"، وغير ذلك من المجالات. وحول مدى إمكانية استفادة الدول الأوروبية من تحول مصر إلى مركز إقليمي للطاقة وتصديرها، ولا سيما في قطاع الغاز، قال :"من المرجح أن يظل الاتحاد الأوروبي مستهلكا قويا للغاز على المدى المتوسط، وفي ظل استراتيجية تنويع الإمدادات، تعد مصر هي الدولة في المنطقة القادرة على تصدير الغاز إلى أوروبا في الحال، ويعود ذلك إلى حجم احتياطاتها والبنية التحتية للتصدير". واعتبر أن "وجود مركز إقليمي للطاقة له مزايا واضحة تتجاوز مجرد واردات الطاقة والصادرات، فمساعدة دول شرق المتوسط في محاولتها لبناء مركز إقليمي للطاقة سيساعد في استقطاب استثمارات للمنطقة، وتحقيق ذلك قد يساهم في إحلال الاستقرار على الحدود الأوسع للاتحاد الأروبي". وفي شأن دعم الاتحاد الأوروبي لمصر في الحرب ضد الإرهاب، قال: "مكافحة تهديدات الإرهاب والتطرف العنيف هدف مشترك للاتحاد الأوروبي ومصر، ونحن ملتزمون بدعم مصر في حربها ضد الإرهاب من خلال مقاربة شاملة تتصدى للأسباب الجذرية للإرهاب ومحاربة التهديد وملاحقة الإرهابيين المشتبه بهم مع الاحترام الواجب لحقوق الإنسان والحريات الأساسية".