بينما تلتفت الأنظار إلى برلمان المملكة المتحدة خلال الأسابيع المقبلة حيث التصويت على خطة الانسحاب من الاتحاد الأوروبي، يراود المسافرين والخبراء قلق مصحوب بتساؤلات عديدة حول السفر من وإلى المملكة المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي، خاصة مع اقتراب العطلة الصيفية السنوية في بريطانيا. وتزيد تساؤلات المسافرين، هل سيقعون ضحايا البيروقراطية والروتين، عقب انفصال بريطانيا المرتقب عن الاتحاد الأوروبي في مارس المقبل؟، هل سيحرمون من الامتيازات التي يمحنها جوازات الاتحاد الأوروبي؟، هذه التساؤلات وأخرى قدمتها شبكة (سي إن إن) الأمريكية في تقرير تحت عنوان (كيف سيؤثر البركيست على السفر من وإلى المملكة المتحدة وبلدان الاتحاد الأوروبي الأخرى) كالتالي: هل تتعثر العطلة السنوية قد يبدو الحديث عن التحديات التي ستواجه السفر أو تعثر العطلة الصيفية أمر ضئيل في حال قورن بمصير الصفقات التجارية والتفاصيل الاقتصادية الضخمة المطروحة على طاولة المفاوضات بين كل من بريطانيا والاتحاد الأوروبي قبيل انفصال بريطانيا عنه، لكن بالنسبة للملايين أصبح انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي تهديدًا ينذر بتحويل إجازتهم الصيفية السنوية إلى كابوس؛ فربما سيظلون عالقين عند النقاط الحدودية، أو يعانون البيروقراطية عند تنقلهم إلى البلدان الأوروبية بعد الحرمان من حرية التنقل التي يمنحها الاتحاد الأوروبي للمواطنين المندرجين تحت مظلته، ذلك بالإضافة لأهمية الإجازة السنوية للترفيهية عن العاملين في كل قطاعات الدولة، كما أن السياحة على الجوانب الحدودية على جانبي المملكة تدر ملايين الدولارات. قلق بشأن التصويت المرتقب على بنود البركيست من المقرر أن يصوت البرلمان البريطاني على اتفاق يحدد ملامح انسحاب بلادهم من الاتحاد الأوروبي (بركيست) في وقت لاحق من يناير الجاري، وإلى جانب أنه غير مستبعد تصويت البرلمان البر يطاني لصالح البريكست، فإن احتمالات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي من دون التوصل إلى تسوية باتت كبيرة جدًا. بريطانيا مشتبكة بالتشريع الأوروبي حتى النخاع وتشتبك الكثير من تفاصيل الحياة البريطانية الحديثة، بدءًا من إدارة مطارات الدولة وصولًا لتصنيع وإنتاج الجبن، بالتشريع الأوروبي؛ لذا فإن قطع العلاقات المفاجيء، والمقرر في 29 مارس المقبل، أي بعد أيام من العطلة المدرسية السنوية لعيد الفصح، سيتمخض عنه آثارًا هائلة، لاسيما في قطاع السفر. قطاعات وخدمات ستتأثر سلبًا وكما يتوقع المسافرون حدوث اضطرابات هائلة، يتوقع الخبراء في قطاع السفر أيضأ أن تتأثر العملة، وخدمات الهواتف الجوالة، وخدمات نقاط مراقبة الجوازات برًا وجوًا بشكل سلبي جراء الانفصال. يقول توم جينكز، الرئيس التنفيذي لجمعية السياحة الأوروبية (ETOA ) أن استعداد الحكومة البريطانية للتوصل إلى صيغة توافقية حول بنود البركيست ينذر بكابوس يجب أن يكون هناك أولوية للاستعدادد له. عالقون على الحدود وبحسب الخبراء فإن سيناريو خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي من دون تسوية مع بروكسل، قد يسبب الانفصال زخمًا وطوابير في نقاط فحص الجوازات بالمناطق الحدودية، فقد يظل المسافرون عالقون عند المناطق الحدودية، إذ يعتزم الاتحاد الأوروبي حرمان المسافرين من وإلى بريطانيا من حقوق حرية الحركة المطلقة الممنوحة لمواطني دول الاتحاد الأوروبي، الأمر الذي سيكلف نقاط مراقبة الجوازات 90 ثانية على الأقل لفحص كل راكب قادم من بريطانيا، أي أن نزول كل رحلة سيكلف النقاط الحدودية ساعات من التعطل لاستكمال الإجراءات. زخم في المطارات ويخشى الخبراء أن تشهد طوابير الانتظار في مطارات المملكة المتحدة زخمًا ملحوظًا، بالإضافة للتأثيرات السلبية التي ستلحق بنقاط فحص الجوازات البرية. ولكن مات دون، المدير التنفيذي لإحدى كبرى الشركات السياحية في بريطانيا وأوروبا، يرجح إن كل من حكومتي بريطانيا أو الاتحاد الأوروبي، ستكونان حريصتين على المحافظة على ضوابط الانتقال بينهما لأنه يتم ضخ مبالغ طائلة عبر السياحة للجانبين. ماذا سيحدث للسفر جوًا يرجح البعض أن أسعار تذاكر الطيران من وإلى بريطانيا قد ترتفع في حال عدم التوصل إلى تسوية واضحة حول ملامح الانفصال، إذ أصدر الاتحاد الأوروبي توجيهات، في ديسمبر الماضي أنه يعتزم السماح للرحلات الجوية من وإلى المملكة المتحدة، لكن في مجالها الجوي الأساسي، أي أن خروج بريطانيا من المجال الجوي الموحد لبلدان لاتحاد الأوروبي قد سيؤثر بشكل كبير على قدرة المطارات البريطانية. لكن ريجو إليجاس، مدير شركة بريت منت في المملكة المتحدة وأيرلندا يعتقد أن كل من الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة أوضحا أنهما يريدان ضمان الرحلات الجوية بينهما، في كل السيناريوهات قائلًا: (أهمية الحفاظ على روابط الطيران، والتي تجلب منافع اقتصادية وثقافية كبيرة، مفهومة بوضوح من قبل الطرفين). هل تظل الجوازات سارية أعلنت المفوضية الأوروبية، في نوفمبر 2018 أنه حتى مع سيناريو عدم الاتفاق، يمكن للمسافرين البريطانيين أن يزوروا الاتحاد الأوروبي من دون تأشيرة سفر، لكن في الفترة الانتقالية من2019 وحتى 2021 شريطة ان تلتزم بريطانيا بذلك وتوفر الامتياز ذاته للمواطنين الأوروبيين الذين يزورون المملكة المتحدة. إذ سيتعين على الزائرين من المملكة المتحدة إلى الاتحاد الأوروبي دفع 7 يورو أي ما يعادل نحو (حوالي 8 دولارات) مقابل نظام الإعفاء من رسوم التأشيرة، على غرارنظام الإعفاء من التاشيرة الذي تتبعه الولاياتالمتحدة، على أن يستمر ذلك لمدة 3 سنوات حتى 2021، ويضمن الدخول السلس إلى الاتحاد الأوروبي. أما حكومة المملكة النصح لمواطنينها بضمان بقاء صلاحيتها لمدة ستة أشهر على الأقل في جواز سفرهم عند دخولهم الاتحاد الأوروبي، وهو ما يمثل أعلى من الحد الحالي البالغ 90 يومًا. أي أنه في حال اتفقت كل من بريطانيا والاتحاد الأوروبي من المستبعد أن يواجه المسافرون قيودًا على تأشيراتهم. ماذا عن التأمين وحالات الطواريء الطبية سيواجه تأمين المسافرين في المملكة المتحدة على أنفسهم أثناء السفر داخل الاتحاد الأوروبي تغييرات كبيرة؛ ففي الوقت الحالي يتمتع المسافرون ببطاقة التامين الصحي المجانية الخاصة بالاتحاد الأوروبي EHIC، أما في حال انفصال بريطانيا سيحرم المسافرون من هذا الامتياز. هل ستتأثر رخص القيادة؟ لا يزال الانتقال إلى الاتحاد الأوروبي من المملكة المتحدة عبر الموانئ البرية والبحرية الرئيسية في جنوب شرق إنجلترا بالقطار أو العبارة محمي بموجب لوائح السكك الحديدية للاتحاد الأوروبي والقانون البحري الدولي. لكن القيادة في إحدى بلدان الاتحاد الأوروبي قد تحتاج تراخيص خاصة؛ ففي سبتمبر 2018 ، قالت حكومة المملكة المتحدة: "في حال الانفصال، فقد يحتاج قيادة السيارة في بلدان الاتحاد الاوروبي، إلى رخصة قيادة دولية". ماذا عن الهواتف المحمولة؟ أثيرت أيضًا مخاوف حول تكلفة استخدام الهواتف الجوالة في بلدان الاتحاد الاوروبي عند السفر، لأنه في حال الانفصال قد يحرم المستهلكون من التمتع بإجراء المكالمات وارسال الرسائل النصية من دون رفع رسوم خدمات التجوال. "في حين أن كبار مزودي خدمات الاتصال في المملكة المتحدة صرحوا أنه حاليًا ليس لديهم خطط لرفع رسوم خدمات التجوال عندما يتعلق الأمر بتكلفتها في بلدان الاتحاد الأوروبي" تراجع العملة ورجح بعض الخبراء أن الانفصال عن الاتحاد الأوروبي قد يؤدي إلى تراجع الإسترليني، لكنه على الجانب الآخر فإن التراجع المرتقب في العملة قد يرفع عدد الزائرين الوافدين إلى بريطانيا.