قال باحثون من بريطانيا إن التغير المناخي ينذر بتزايد أعداد إناث السلاحف البحرية عن ذكورها، بشكل يجعل الإناث هي الغالبة على هذه الأعداد. وتوقع الباحثون تحت إشراف أنا باتريكو ،من الجامعة الإنجليزية في مدينة اكزيتر، أن ترتفع أعداد إناث السلاحف البحرية بشكل هائل وذلك في ضوء حقيقة أن جنس السلحفاة داخل بيض السلاحف يتوقف على درجة حرارة الجو. وحسب تقديرات الباحثين ،التي نشروها في مجلة "جلوبال تشينج بايولوجي"، فإن نسبة إناث السلاحف في أحد أسراب السلاحف البحرية الخضراء في جنوب أفريقيا ربما أصبحت تمثل مابين 76 %إلى 93%. وتنبأ الباحثون بأن يؤدي ذلك لارتفاع أعداد السلاحف في بداية الأمر ،ولكن هذه الزيادة ستستمر طالما لم يتعرض بيض السلاحف الموجود على عمق نحو 70 سنتيمترا في الرمال لمعدلات حرارة خطيرة. كما يعتبر الباحثون ارتفاع منسوب سطح البحر أحد العوامل الإضافية التي تهدد أعداد السلاحف. يعلم الباحثون منذ وقت طويل أن تطور جنين السلحفاة يتوقف على درجة حرارة البيض، فكلما ارتفعت درجة حرارة البيضة كلما ازدادت أعداد السلاحف الإناث التي تتمخض عنها عملية الفقس. ويعتبر أرخبيل بياجوس قبالة سواحل جمهورية غينيا بيساو من أكثر مناطق العالم إيواءً للسلاحف التي تحتضن البيض. وتبلغ نسبة بيض السلاحف الذي يسفر عن إناث حاليا في هذا الأرخبيل 52% ،حسبما أوضح الباحثون في دراستهم. اعتمد الباحثون في دراستهم على دراسات أعدت على مدى سنوات عن جزيرة بوالاو الصغيرة، التي لا تتجاوز مساحتها نحو 4ر0 كيلومتر مربع (43 هكتارا) و تقارير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتغير المناخي ، في تقديم تنبؤات عن التطور المنتظر لأعداد السلاحف مع وجود سيناريوهات متعددة للمناخ حتى أواخر القرن الجاري. وخلص الباحثون من خلال ذلك إلى أن إناث السلاحف البحرية في هذه المنطقة ستبلغ مابين 76 %إلى 93% من إجمالي السلاحف الصغيرة، مما يعني ارتفاع أعداد السلاحف التي تضع البيض، وربما ارتفاع أعداد السلاحف إجمالا، "ولكن إذا استمرت درجات الحرارة في الارتفاع فإن بقاء السلاحف الموجودة داخل البيض ربما أصبح أصعب مما كان عليه في السابق" ،حسبما قالت باتريكيو، كبيرة الباحثين الذين أعدوا الدراسة، في بيان عن جامعتها. وقالت الباحثة الإنجليزية إن ارتفاع منسوب سطح البحر يتسبب في مشاكل إضافية للسلاحف، حيث توقع الباحثون أن يغمر هذا المنسوب مابين 33 %إلى 43% من أماكن وضع البيض في الجزيرة بحلول عام 2100، "وربما لم يتسبب انحسار الشواطئ في مشاكل للسلاحف في بعض أجزاء الجزيرة، ولكن السلاحف التي فحصناها كانت تعيش في جزيرة صغيرة، لذلك فإن هناك حدا لهذا التراجع" ،حسبما أوضحت باتريكيو، مضيفة: "وربما كان هناك في أماكن أخرى عوائق طبيعية، أو إعمار بشري يعوق زحف الشواطئ باتجاه اليابسة". ولم يستطع الباحثون ،خلال الدراسة، وضع أي جهود محتملة في الاعتبار قد تقوم بها السلاحف في محاولة منها للتكيف مع هذه التحديات المستقبلية، ولكنهم لم يستبعدوا أن تلجأ هذه السلاحف لعدة خيارات، من بينها دفن بيضها على عمق أبعد عما هو عليه الآن أو دفن بيضها في مساحات يغطيها الظل.