قدمه «تشايكوفسكى» كموسيقى ثم حوله إلى باليه.. رفضة الجمهور فى البداية ثم تحوَّل إلى ظاهرة عالمية فى ليالى الشتاء مجدى صابر:«كامل«جعل العمل يناسب الذوق المصرى..والحفلات دائما كامل العدد يعد باليه كسارة البندق أحد الباليات العالمية التى تناسب أجواء الشتاء وتحديدا فترة أعياد الكريسماس، وتحرص دور الأوبرا العالمية على وضعها ضمن برنامجها السنوى فى هذه الفترة، وهو من الباليات التى تجد صدى كبيرا بين الجماهير كبارا وصغارا، حيث إن قصته تناسب الجميع، وموسيقاه تمنحك نوعا من البهجة الممزوجة بالاستمتاع، حيث يقدم فيه تشايكوفسكى واحدا من اهم اعمالة الموسيقية وربما تكون اكثرها انتشارا. الاوبرا المصرية حريصة منذ 25 عاما على تقديم هذا البالية خلال ديسمبر من كل عام، هذا العام تحتفل الاوبرا بمرور ربع قرن على تقديمه على مسرح دار الاوبرا لأول مرة عام فى ديسمبر عام 1993، كان الإخراج للراحل الكبير عبدالمنعم كامل وشارك فى بطولته رئيس الاوبرا الحالى دكتور مجدى صابر، وإرمينيا كامل المسئول الأول عن فرقة الباليه حاليا بالاوبرا. كل المعطيات تؤكد ان هذا العمل اخذ اهتماما كبيرا عند تقديمه فى دار الاوبرا المصرية، حيث لم تكتف بتقديمه بشكله الذى يقدم فى كل دور الاوبرا لكن عبدالمنعم كامل كعادته أضفى عليه بعض من وجهة نظرة لكى يناسب الاجواء المصرية حسب رواية الدكتور مجدى صابر. الذى اكد ان الباليه شارك فى بطولته لاول مرة فى مصر معه الراقص الروسى جورباتشوف حيث كان يتبادل معه الحفلات كما شاركت من روسيا ايضا الراقصة الكسندرا وكانت تتبادل البطولة مع ارمينيا كامل. واضاف صابر ان هذا الباليه يجد رواجا كبيرا فى مصر منذ العرض الأول له، خاصة انه مرتبط بموسم الاعياد. وقال إن الدكتور عبدالمنعم كامل اضاف من فكرة الكثير لهذا العمل منها مشاركة اطفال معهد الباليه، كما أنه منح شخصية الساحر دورا اكبر حتى يخلق قدرا من الاستمتاع، خاصة لدى الاطفال إلى جانب بعض الخدع. وأضاف مجدى أن دار الاوبرا تحرص منذ 25 عاما على تقديم هذا الباليه كما تفعل كل دور الاوبرا العالمية. ودار الاوبرا هذا العام حرصت على تقديمه فى 6 حفلات فى الفترة من 26 حتى 30 ديسمبر واليوم الاخير نقدم حفلتين الأولى ماتينيه فى الحادية عشرة والنصف صباحا والثانية فى الموعد التقليدى 8 مساء. العمل بطولة فرقة باليه اوبرا القاهرة ويصاحبها الاوركسترا بقيادة المايسترو أحمد فرج. كسارة البندق هى إحدى روائع المؤلف الموسيقى تشايكوفيسكى التى بدأ فى تأليفها فى عام 1891 وأنهاها فى عام 1892م، وهى عبارة عن باليه من فصلين مأخوذ عن قصة اقتبسها من الكاتب الفرنسى ألكسندر دوما الأب والتى اقتبسها بدوره من قصة (كسارة البندق وملك الفئران) لأرنست هوفمان. الغريب ان تشايكوفسكى قدم هذا العمل فى البداية كموسيقى أوركسترالية تعزف فى حفل، دون الباليه، وكان الحفل ناجحا جدا، ما أعطى تشايكوفيسكى الثقة لعرضه كباليه فى نهاية العام نفسه، ولكنه لاقى نجاحا ضعيفا، لأن الموضوع كان غريبا على الجمهور فى ذلك الوقت، أما الراقصون فوجدوا فى إيقاعاتها المعقدة صعوبة فى الرقص، لكن الشىء الاغرب ان يحقق الباليه بعد ذلك نجاحات عالمية كبيرة حتى الآن. يعد بيوتر ايليتش تشايكوفيسكى الذى رحل عام 1893 عن 53 عاما، أى يمر 125 عاما على رحيله واحدا من أهم المؤلفين الروس فى النصف الثاتى من القرن التاسع عشر. وصف تشايوفيسكى بأنه مؤلف الموسيقى التى يغلب عليها الحزن وله مؤلفات عدة للباليه بخلاف «كسارة البندق» منها «بحيرة البجع» و«الجمال النائم». ويعتبر باليه كسارة البندق من أكثر الأعمال الكلاسيكية ارتباطا بأجواء الشتاء واحتفالات الكريسماس، وقد وضع تصميم الرقصات أحد أشهر مصممى الباليه وهو ماريوس بتيبا واستكمله تلميذه ليف إيفانوف، وقُدم العرض الأول فى ديسمبر من عام 1892م بمدينة سان بطرسبرج على مسرح مارينسكى ولكنه لم يلقَ استقبالا كبيرا لدى الجمهور الذى لم يكن معتادا على هذا اللون الأوركسترالى الغريب آنذاك، وفى فترة الستينيات من القرن العشرين بدأ باليه كسارة البندق يلاقى إقبالا جماهيريا كبيرا، وأصبح إحدى الركائز الأساسية فى ريبرتوار أى فرقة باليه. أحداث الفصل الأول يقام احتفال كبير فى منزل والد كلارا بمناسبة أعياد الميلاد، ويقوم صديق العائلة دروسلماير بتقديم عرض ألعاب سحرية يمتع الصغار والكبار، ويقوم دروسلماير بإهداء كلارا دمية على شكل كسارة البندق فيشعر أخوها فريتز بالغيرة ويحاول أن ينزعها من يدها فتتحطم الدمية، وتحزن كلارا لذلك فيصلحها لها دروسلماير وينتهى الحفل ويخلد الجميع للنوم. تذهب كلارا لرؤية دميتها كسارة البندق فترى فجأة وجه دروسلماير ثم تشعر بأن الحجرة بكل محتوياتها تزداد اتساعا فيتضاعف حجم شجرة الميلاد والهدايا الموجودة بجانبها، ويظهر فجأة جيش من الفئران التى تهاجم كلارا وتدور معركة بين الدمى بقيادة كسارة البندق وبين جيش الفئران بقيادة ملكهم تنتهى بفوز الدمى، وتتحول الحجرة إلى غابة جليدية وتتحول معها دمية كسارة البندق إلى أمير شاب ويصطحب كلارا التى أصبحت بدورها فتاة جميلة فى رحلة الأحلام ويرقصان بسعادة مع المجموعة. الفصل الثانى يظهر دروسلماير متابعا لرحلة كلارا مع الأمير كسارة البندق وهما يركبان قاربا جميلا مسحورا فى طريقهما إلى مدينة الحلوى التى بها مختلف أنواع الحلوى المحببة للصغار حيث نجد الشيكولاتة وتمثلها الرقصة الإسبانية، والبن وتمثله الرقصة الشرقية، والشاى وتمثله الرقصة الصينية، والماتروشكا (مجموعة العرائس الروسية) وتمثلها الرقصة الروسية. ثم تشارك كلارا والأمير المجموعة فى رقصة الزهور ورقصاتها الثنائية، وتدق أجراس الساعة معلنة الصباح ليختفى الأمير، وتبذل كلارا جهدها فى البحث عنه دون جدوى، لتجد أمامها دروسلماير، أما الأمير فقد تحول مرة أخرى إلى دمية كسارة البندق، وفى هذه اللحظة تكتشف كلارا أنها عاشت حلما جميلا.