لم يكن المصور البريطاني الهاوي، آلان ميلوي، يعرف عندما نظر بالصدفة من نافذة مطبخه في مدينة شيفيلد البريطانية، أنه سوف يكون سببًا في الكشف عن زيارة أمريكية سرية وحساسة للغاية إلى إحدى مناطق الصراع في العالم. ففي صباح يوم 26 ديسمبر الجاري، عندما كان ينظر ميلوي من نافذة مطبخه إلى السماء، لاحظ تحليق طائرة في السماء. قبل نحو 6 ساعات من رصد ميلوي لهذه الطائرة في سماء شيفيلد، وبالتحديد في ليلة عيد الميلاد، كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وزوجته ميلانيا ترامب، يسافران في سرية تامة من البيت الأبيض في رحلة إلى العراق. «عندما رأيت الطائرة، قلت لألقي نظرة عما سيحدث في النهاية، وبعد ذلك نظرت من خلال عدسة الكاميرا، واعتقدت أن هذا الأمر يستحق التصوير؛ لأنها ليست مجرد رحلة طيران عادية»، هكذا قال «ميلوي» في تصريحات لشبكة «CNN» الأمريكية. وأضاف أنه أدرك في هذه اللحظة أنه ينظر إلى شيء فريد من نوعه، موضحًا: «عرفت أن هذه الطائرة من طراز VC-25s، وعلى الرغم من أن لم يكن لديّ فكرة عن الشخص الذي كان على متنها، إلا أنني أيقنت أنه شخص مهم للغاية». فلا يوجد في العالم إلا طائرتان فقط من طراز «VC-25s» ويتم استخدامها في التنقلات البعيدة للرئيس الأمريكي. نشر ميلوي الصورة التي التقطها للطائرة على موقع «Flickr» الخاص بمشاركة الصور ومقاطع الفيديو. وجذبت هذه الصورة انتباه عدد من عشاق رصد الطائرات، والذين ربطوا بين هذه الصورة وبين البيانات المتاحة من خلال «Air Force One» عن رحلة رئاسية غامضة لم يتم الإعلان عن مقصدها، وهو ما أثار شكهم حول كونها رحلة للرئيس الأمريكي إلى إحدى مناطق النزاع في الشرق الأوسط، وبالتحديد إلى أفغانستان أو العراق.
Now, I'm not saying Trump is currently heading to the Middle East to visit troops. BUT... There's been some interesting aircraft movements the last couple of days. Some I've already tweeted... And a VC-25A has been reported over the UK earlier today. Watch this space! ???? — CivMilAir ✈???????????? (@CivMilAir) December 26, 2018
وبعد بضعة ساعات من رصد ميلوي للطائرة عبر كاميرته، هبطت رحلة الرئيس الأمريكي بقاعدة «الأسد» الجوية، بغرب بغداد، ليلتقي هو والسيدة الأولى بالقوات الأمريكية لمدة ثلاث ساعات، ويشير خلال هذا اللقاء إلى سرية الزيارة، والإجراءات التي تم اتخاذها على مدار أسابيع لتأمينها.
وقبل هذه الزيارة تم تجميع نحو 13 صحفيًا، ليؤدوا اليمين للحفاظ على سريتها، وهو تقليد يتم اتباعه من قبل البيت الأبيض، إلا أنه مع انتشار الأخبار المتعلقة بهذه الرحلة على مواقع التواصل الاجتماعي، تم رفع هذا الحظر، وتمكنت وسائل الإعلام من نشر الأخبار المتعلقة بها. وتعليقا على هذا الكشف الفريد وما إذا كان يعتبر فضحا لثغرة أمنية؛ اعتبر وكيل الخدمة السرية الأمريكية سابقًا، جوناثان واكرو، والذي ساعد في تنسيق رحلات سرية لمناطق النزاع مثل رحلة الرئيس السابق باراك أوباما، إلى أفغانستان، نجاح البعض في اكتشاف هذه الرحلات السرية بمثابة "درس يجب تعلمه، إلا أنه لا يصل إلى درجة الاختراق الأمني". المصدر: How Trump's secret trip to Iraq became not-so-secret