تسبب إعلان الولاياتالمتحدة عن سحب قواتها من سوريا والتفكير في إجراء مماثل بخصوص قواتها في أفغانستان في مخاوف بالبرلمان الألماني "بوندستاج" بشأن مهام القوات الألمانية المشاركة في مكافحة الإرهاب في البلدين المذكورين. وقال النائب عن حزب الخضر أوميد نوريبور اليوم السبت في برلين: "بالنسبة لطائرات الاستطلاع "تورنيدو" لم يعد هناك أهمية لعملها في سورية ، لأن صور الاستطلاع كانت ترسل في المقام الأول للأمريكان هناك". وتشارك ألمانيا في الحرب التي تقودها عدة دول على تنظيم الدولة بكل من العراق وسورية بطائرات الاستطلاع "تورنيدو" – وبطائرة تزويد بالوقود. كان حزب الخضر طالب بإعادة النظر في جدوى عمليات الجيش الألماني في كل من أفغانستان وسورية بعد الكشف عن خطط الولاياتالمتحدة لسحب قوات أمريكية من هاتين الدولتين. وقال نوريبور: "وفي أفغانستان، لا يمكن للجيش الألماني بدون الأمريكان وحمايتهم من القيام بطلعات استطلاعية أو مهام لوجستية" وتشارك ألمانيا في أفغانستان في إطار مهمة تدريب القوات المسلحة الأفغانية "الدعم الحازم" التي يقودها حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وذلك بنحو 1300 جندي. وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن يوم الأربعاء الماضي، على نحو مفاجئ، عزمه سحب كافة الجنود الأمريكيين، البالغ عددهم ألفي جندي، من سورية، مبررا ذلك بالانتصار على تنظيم داعش. وكشفت تقارير إعلامية أمريكية مساء أول من أمس الخميس عن خطط الإدارة الأمريكية لسحب نصف قواتها من أفغانستان، البالغ قوامها حاليا 14 ألف جندي. من جانبه لم يستبعد رئيس لجنة الدفاع بالبرلمان الألماني فولفجانج هيلميش إنهاء مهمة الجيش في أفغانستان. وأعرب نائب رئيس كتلة الاشتراكيين في البرلمان رولف ميتسينيش لإذاعة شمال ألمانيا عن المعنى ذاته، حيث اعتبر من الممكن أن تكون المعلومات الأمريكية إنذارا إلى الحكومة الأفغانية وتساءل قائلا: "هل هذه إشارة من الرئيس الأمريكي ، (...) وربما تكون إشارة أيضا إلى مباحثات السلام التي تجري حاليا مع طالبان؟". يخضع الجيش الألماني لقرارات البرلمان، أي لا بد أن يوافق البرلمان على مهامه الخارجية. وتحدد مدة الموافقة على أية مهمة أساسا باثني عشر شهرا ثم يمكن تمديدها وفقا للحاجة. كان متحدث باسم وزارة الدفاع الألمانية صرح أمس الجمعة قائلا: "حتى الآن وبصورة مباشرة" لم تكن المشاركة الألمانية في الحرب على تنظيم الدولة تأثرت بالقرارات السابقة للولايات المتحدة، كما أوضح متحدث باسم الوزارة اليوم السبت قائلا: "إن أمن الجنود الألمان ما يزال مضمونا في مناطق العمليات كما كان من قبل".