تعامدت الشمس، اليوم الجمعة، في الساعة السادسة و31 دقيقة صباحًا، على مقصورة قدس الأقداس بمعابد الكرنك، وسط حضور كبير من قيادات محافظة الأقصر ووزارة الآثار وعدد كبير من السائحين حيث لقىت الظاهرة اهتمام كبير من الزائرين المصريين والسائحين لكونه حدث عالمي ينتظره الكثير. وشهدت ساحة معابد الكرنك، العديد من العروض الفنية تزامنًا مع تعامد الشمس على مقصورة «قدس الأقداس»، وسط حضور كبير من المواطنين والسائحين لكونها نمط سياحي جديد يمثل وسيلة جذب هامة في الأقصر، وتتميز هذه الظاهرة التي تحدث يوم الانقلاب الشتوى فى معابد الكرنك، عن التى تحدث نفس اليوم في معبد قصر قارون، بأن زائري الكرنك سيتمكنون من رؤية قرص الشمس وأشعتها التى تنتشر في جميع أرجاء المعبد فى حين أن ضوء الشمس في معبد قصر قارون سينعكس على منطقة معينة أو تماثيل محددة فقط . وتمكن زائري معابد الكرنك من رؤية قرص الشمس، وهو يتوسط البوابة الشرقية، والتي تقع على المحور الرئيسي له، والذي يمثل أقصى الجنوب الشرقي للأفق الذي تشرق منه الشمس، والذي يحدد فلكيا بيوم الانقلاب الشتوي، وعقب ذلك تكون الشمس عمودية على الأماكن المقدسة بالكرنك « الفناء المفتوح، صالة الأعمدة، وقدس أقداس الإله آمون»، وتنتشر بداخلها عند منتصف النهار. كما تؤكد تلك الظاهرة أن المصريين القدماء كانوا على دراية كبيرة بالحركة الظاهرية للشمس حول الأرض، حيث كانوا يقومون بتشييد المعابد مواجهة للشمس لتسجيل ظاهرة فلكية أو حدث يسجل مولد للإله أو لتسجيل أحداث فلكية، كما فى معبد أبوسمبل الكبير بأسوان، والذى يسجل فيه التعامد بدء فصلى الزراعة والحصاد. وفي السياق ذاته قال الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، مصطفى وزيري، إن تعامد الشمس على المعابد المصرية القديمة، ليس «محض صدفة»، وأن طرق بناء واجهات المعابد والمقاصير المصرية القديمة تم بِناءً على مفاهيم معمارية ودلالات دينية كانت سائدة في مصر الفرعونية. وأضاف وزيري، في تصريحات صحفية، أن الظاهرة تؤكد أيضًا على أن بناء المصري القديم لمعابده الدينية تم من وجهة نظر لاهوتية، حيث أقامها ودشنها كبرزخ سماوي يسلكه قرص الشمس مع معبوده ورفقته المقدسيون في ترحالهم ما بين العالم السفلي والعالم المرئي، وعليها يتأكد لنا أن كافة المعابد الدينية التي أقامها الفراعنة تتوجه قبلتها نحو مواطن شروق أو ظهيرة أو غروب قرص الشمس سواء بصورة فلكية مباشرة في أيام أعياد بعينها، أو بصورة رمزية طبقًا لما ورد في النصوص الدينية، وعلى هذا يتبين صدق مقصد المصري القديم في تدشين ظاهرة تعامد أشعة الشمس على معابده ومقاصيره المقدسة إبان شروق أيام بعينها، وهو أمر تؤكده الدلالات اللاهوتية لأشعة الشمس. ولفت إلى أن معابد الكرنك ستكون بالمجان اليوم الجمعة، تزامنًا مع تلك الظاهرة، والتي تمثل عامل جذب لكثير من السائحين الموجودين في مصر.