في مثل هذا اليوم أنجبت فرنسا طفلًا ساطعًا لم يتوقع أحد أن بمقدوره مناطحة نجوم العالم قبل أن يتم عقدين من عمره، في زمن رفض فيه استقبال الأساطير سوى الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو. كيليان ويلفريد مبابي .. ولد بالعاصمة الفرنسية باريس في 20 ديسمبر من عام 1998 ليكون بعد 20 عامًا من ذلك هو النجم الأول في النادي الأكبر بالعاصمة وأحد أبطال موقعة مونديال روسيا، وكأن فرنسا انتظرت أن يشتد بنيانه وبزوغ اسمه في عالم الساحرة المستديرة لتستعيد لقبها التي حققته للمرة الأولى قبل 5 أشهر من ولادة "كيليان". كيليان مبابي الذي يمتلك خليطًا من الموهبة تتجرد عندما تلجأ الكرة لقدميه فيبدع بها سواء بالتحكم أو السرعة أو المهارة أو القوة البدنية، تظهر وكأنها تعبر عن أصوله التي تجمع إفريقيا نسبةً لوالده الكاميروني والعرب نسبةً لوالدته الجزائرية وشقيقه بالتبني إكوكو لاعب المنتخب الكونغولي. بدأ مسيرته المهنية بالسادسة من عمره مع نادي آس بوندي، الذي كان يدربه والده ويلفريد، قبل أن ينتقل بعدها أكاديمية كليرفونتين الشهيرة وهي المرحلة التي دفعت كشافين العديد من الأندية العالمية للتركيز على موهبته، ليخضع بعدها لفترة معايشة بنادي تشيلسي الإنجليزي، والتي استقر من خلالها في نادي موناكو الفرنسي. وكسر مبابي رقم تيري هنري، في نادي موناكو الفرنسي بعدما ظل صامدًا ل 21 عامًا حيث أصبح أصغر لاعب يشارك مع الفريق في 2 ديسمبر من عام 2015 (بعمر ال16 عامًا) قبل أن يكسر رقمًا أخرًا لأسطورة المنتخب الفرنسي هنري باعتباره أصغر هداف لنادي الأمراء الفرنسي في فبراير 2016. وفي عام 2016 انفجرت موهبة كيليان مبابي ببطولة دوري أبطال أوروبا عندما ساهم في تأهل فريقه إلى الدور قبل النهائي، حيث تمكن حينها من إحراز 5 أهداف كسابع أفضل هداف بالبطولة. ذلك الموسم نجح مبابي في شد انتباه الجميع إلى موهبته وهو بعمر ال 17 عامًا، لينتقل في الموسم التالي إلى نادي باريس سان جيرمان على سبيل الإعارة مع إلزامية الشراء في العام الماضي مقابل 145 مليون يورو. كأس العالم المنقضية كانت تأكيد خير حدث للتأكيد على موهبة كيليان مبابي الحقيقية، والذي أصبح من خلاله أصغر هداف فرنسي في تاريخ المونديال بهدفه في شباك بيرو، قبل أن يحصد جائزة رجل المباراة بأحد أهم مواجهات كأس العالم الماضية أمام الأرجنتين والذي أحرز خلاله هدفين ليصبح رابع أصغر هداف في الأدوار الإقصائية في تاريخ البطولة، كما أنه ثاني مراهق يتمكن من التسجيل في نهائي كأس العالم. تلك البطولة رفعت أسهم مبابي ليناطح نجوم العالم في الموهبة أبرزهم ليونيل ميسي والذي تمكن من التفوق عليه في ترتيب أفضل لاعبو العالم بجائزة الكرة الذهبية، والتي حصد فيها جائزة أفضل موهبة في العالم كأول من يحصدها في التاريخ، لتصبح هي الكلمة الأولى في سطر من المفترض أن يستمر ل 15 عامًا على الأقل مقبلة من تحقيق الإنجازات.