بعد موسم واحد فقط مع الفريق الأول لنادى موناكو الفرنسي، يجد الشاب كيليان مبابى نفسه ضمن أبرز صفقات كرة القدم التاريخية، مع انتقاله إلى باريس سان جرمان مقابل 180 مليون يورو. فى سن الثامنة عشرة فقط، تحول المهاجم الذى نشأ فى ضاحية بوندى الباريسية حيث كان والده ويلفريد مدربا لكرة القدم، الى أحد أبرز الأسماء الواعدة، ويخطو فى مسار لاعبين فرنسيين سابقين بارزين، كالمهاجم تييرى هنرى الذى تخرج أيضا من أكاديمية موناكو. ومنذ سنوات المراهقة، بدا ان مستقبل مبابى الموهوب سيكون لامعا. زاول اللعبة فى مسقط رأسه حتى سن الرابعة عشرة، وتوزع وقته بين مقر التدريب التابع للمنتخب الفرنسى فى كليرفونتين، ومدرسة فى قرية قريبة. حتى خلال تلك الفترة، بدأ مبابى يلفت انتباه الأندية الأوروبية الكبري، إلا ان موناكو المعروف بضمه للمواهب الشابة، تمكن من إقناع عائلته فى العام 2013 بأن الخطوة الأمثل لتنمية موهبته وصقلها، ستكون انضمامه الى نادى الإمارة الجنوبية. عانى مبابى فى بداية مسيرته مع موناكو للتأقلم مع متطلبات أسلوب الحياة الجديدة، الا انه تبدل رأسا على عقب وغير تصرفاته الى حد كبير، ودخل فى السلك المنضبط لتنشئة لاعب كرة قدم محترف. فى العام 2014، دعى مبابى الى مدريد بطلب من المدرب الحالى للنادى الملكي، النجم الفرنسى السابق زين الدين زيدان. والتقط الفرنسى الشاب الذى كان يبلغ الخامسة عشرة من العمر صورة أمام أحد أبرز لاعبى العالم، البرتغالى كريستيانو رونالدو. بقى درب مبابى الى النجومية مرسوما فى موناكو، حيث لمعت موهبته القائمة على السرعة والسلاسة لمهاجم اعتاد اللعب على الجهة اليسري، ما لفت أنظار مدرب الفريق الأول البرتغالى ليوناردو جارديم الذى أخذ بنصيحة مسئولى النادى بترقيته الى الفريق الأول. خاض مباراته الأولى فى الدورى الفرنسى ضد كاين وهو لم يزل فى السادسة عشرة من العمر. بعدها بأسابيع، سجل هدفه الأول الذى كانت مكافأته، توقيع أول عقد احترافى له مع النادى حتى 2019. فى صيف العام 2016، استدعى للمرة الأولى الى منتخب فرنسا المشارك فى كأس أوروبا لما دون 19 عاما. هيمن المنتخب الأزرق على البطولة، وأحرز اللقب بفضل مساهمة كبرى من مبابى الذى سجل خمسة أهداف فى خمس مباريات. بدأت العروض تنهال على موناكو للتخلى عن مبابي، وأولها عرض بقيمة 40 مليون يورو من نادى مانشستر سيتى الانجليزى الذى أذاقه المهاجم الشاب الأمرين فى دورى أبطال أوروبا الموسم الماضي.