لم يكن سد "ستيجلر جورج" التنزاني، أول سد تسهم مصر في إنشاءه بدول حوض النيل، إذ شهدت الآونة الأخيرة حرصًا مصريًا على المشاركة في عدة مشاريع تنموية بهذه الدول، يرتبط معظمها بإقامة سدود مائية لدرء مخاطر الفيضان والحد من هدر مياه النيل. وسبق المساهمة المصرية في السد التنزاني، تعاونًا مماثلُا في الجنوب السوداني وأوغندا، فضلًا عن سعي مصر لإنشاء خط ملاحي للربط بين نهر النيل والبحر المتوسط ليمر بجميع دول حوض النيل وينتهي عند بحيرة فيكتوريا. - سد ستيجلر جورج التنزاني.. آخر السدود المشيدة بأيادي مصرية وليس أولها الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء المصري، شهد الأربعاء الماضي، مراسم توقيع عقد إنشاء سد "ستيجلر جورج" لتوليد الطاقة الكهرومائية على نهر "روفيجي" الواقع في محمية "سيلوس" والتابعة لوزارة الطاقة بتنزانيا، والذي فاز بتنفيذه التحالف المصري لشركتي المقاولون العرب والسويدي إلكتريك. وتمت مراسم العقد الذي تبلغ قيمته 2.9 مليار دولار في العاصمة التنزانية دودوما، بحضور رئيس البلاد، جون ماجوفولي، والذي أشاد بالدور المصري في تنزانيا. وأوضح مدبولي، الجمعة الماضية خلال تصريحات لفضائية"صدى البلد" أن توقيع هذا المشروع يعد عودة حميدة وقوية لقوة مصر الناعمة في إفريقيا. ويتكون مشروع السد من أعمال تصميم وإنشاء سدود للطاقة الكهرومائية، ومحطات كهرباء، بطول يبلغ 1025 متر، وارتفاع 130 متر، بالإضافة إلى إنشاء 4 سدود أخرى لتخزين المياه بأطوال 1.4 كم، 7.9 كم، 4.6 كم، 2.6 كم وسيبلغ إجمالي مخزون المياه المتوقعة 33مليار متر مكعب. على الجانب الآخر، يلقى السد معارضة بعض المدافعين عن البيئة؛ لأنه سيقام على نهر ينساب عبر محمية سيلوس، المشهورة بكونها منطقة لحياة الأفيال، ووحيد القرن الأسود، والزراف، مما قد يؤثر على الحياة البرية ومواطن هذه الحيوانات. ومن جانبها أعلنت وزارة الري والموارد المائية، في بيان لها، حول إنشاء السد التنزاني، أنها لا تعارض بناء السدود بدول حوض النيل، بل تدعم التنمية بالقارة السمراء، طالما لم يضر ذلك بمصالح الدول المجاورة. - سد "واو" في الجنوب السوداني في السياق ذاته سبق "ستيجلر جورج" التنزاني تعاونًا مصريًا لإقامة سدٍ في الجنوب السوداني، ففي أغسطس الماضي أعلن أحمد بهاء الدين، رئيس قطاع مياه النيل أنه تم الانتهاء من إعداد دراسات الجدوى الفنية والاقتصادية لمشروع "سد واو" المتعدد الأغراض والمعتزم أن تنفذه مصر بمدينة واو، بجنوب السودان. - سدود أوغندية صغيرة لدرء مخاطر الفيضانات تلى ذلك تعاون مصري أوغندي، عقب لقاء وزير الري المصري محمد عبدالعاطي، وزير الري والموارد المائية المصري بنظيره الأوغندي، سام شيبتوريس بمقاطعة كسيسي، غرب أوغندا، بعد أن أعلنت وزارة الري المصري في بيان لها بدء تنفيذ مصر مشروع إنشاء خمسة سدود خاصة بحصاد مياه الأمطار بمناطق متفرقة بأوغندا بسعة لن تزيد عن 10 آلاف متر مكعب. ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية المصرية عن وزير المياه الأوغندي إشادته بالتعاون مع القاهرة في مجالات الري ودرء مخاطر الفيضانات، موضحا أن مصر ساهمت في دعم منظومة إدارة الموارد المائية والري في أوغندا، ورفع قدرات العاملين فى هذا المجال عبر تبادل الخبرات في مواجهة الفيضانات والسيول ودرء مخاطرها.