كد وزير الخارجية المصري سامح شكري، اليوم الخميس، ضرورة الحفاظ على كيان ووحدة الدولة الليبية ومؤسساتها الوطنية. وشدد شكري، في كلمته أمام الاجتماع الوزاري الثاني عشر لآلية دول جوار ليبيا، والذي تستضيفه العاصمة السودانية الخرطوم، على الالتزام بالحل السياسي كسبيل وحيد لإنهاء الأزمة وتحقيق المصالحة بين مختلف أطياف الشعب الليبي دون إقصاء أو تهميش، ورفض التدخل الخارجي والخيار العسكري لتسوية الأزمة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية أحمد حافظ، في بيان صحفي اليوم، إن شكري أكد على أهمية ومحورية آلية دول الجوار، والتي لا تزال المحفل الأنسب لتلك الدول في إظهار الدعم المطلوب للأشقاء في ليبيا، فضلا عن تبادل وجهات النظر حول شواغلها حيال استمرار الأزمة الليبية، وبحث أفضل السبل لتسويتها، باعتبارها الدول الأقرب والأكثر تأثرًا بتداعياتها، ومن ثم الأكثر حرصًا على استعادة أمن واستقرار ليبيا. وأوضح شكري أن اجتماع الخرطوم يُتيح الفرصة لتحديد الخطوات القادمة التي يمكن أن تُسهم في التوصل لتسوية شاملة للأزمة، مؤكدا أهمية احترام الملكية الوطنية للشعب الليبي، وأن يكون الحل "ليبي- ليبي"، بعد أن أثبتت التجربة أنه لا مستقبل في ليبيا لحلول مفروضة من الخارج، ولا يمكن أن يقبل الليبيون أو أن تقبل دول جوار ليبيا، أن يترك مستقبل هذا البلد الشقيق فريسة لأطراف وقوى خارجية لا يهمها سوى تحقيق مصالحها الضيقة والسيطرة على مقدرات الشعب الليبي. وأضاف المتحدث أن الوزير شكري استعرض تطورات المسار الذي ترعاه مصر لتوحيد المؤسسة العسكرية الليبية، بهدف توفير دعامة أمنية لا غنى عنها للعملية السياسية وضمانة تنفيذ مخرجاتها بما في ذلك خلق الظروف المهيئة لعقد الاستحقاقات الانتخابية المقبلة في ليبيا، وبما يسمح بتفرغ الجيش الوطني الليبي للقيام بدوره الأصلي في الحفاظ على أمن البلاد ومكافحة الإرهاب. وكشف المتحدث أن الوزير شكري شدد على عدم امتلاك رفاهية الوقت لاختبار مسارات جديدة أو الخوض في مبادرات فرعية بديلة عن المسار الأممي، وعدم إمكانية استمرار التعايش مع حالة عدم الاستقرار التي تعيشها ليبيا، أو السكوت عن تفاقم ظاهرة الميليشيات المسلحة وانتشار السلاح والتهريب، وانتقال المقاتلين الأجانب من وإلى ليبيا، أو أن يصبح الهجوم على المنشآت النفطية والاقتتال بين الجماعات المسلحة مشهدا يوميا متكررًا. وقال شكري إن امتداد الأزمة في ليبيا لأكثر من ذلك لا يؤثر على الشعب الليبي وحده، وإنما على كافة شعوب دول الجوار، ويهدد المنطقة كلها بالانفجار.