المقبرة الأولى لكاتب «مقصورة التحنيط» بمعبد موت.. والثانية لنائب معبد آمون.. والاكتشاف استغرق 5 أشهر من عمل بعثة مصرية أعلن وزير الآثار خالد العنانى، اليوم، نجاح البعثة الأثرية المصرية العاملة فى منطقة العساسيف بالبر الغربى بالأقصر، فى الكشف عن مقبرة جديدة غير مرقمة لشخص يدعى «فاو ار خت اف»، بالإضافة إلى المدخل الأصلى للمقبرة رقم TT28، فى حضور محافظ الأقصر مصطفى ألهم، وأعضاء مجلس النواب، والقيادات التنفيذية محافظة الأقصر. وقال العنانى، فى تصريحات صحفية عقب الإعلان عن الاكتشاف، إن الكشف جاء بعد عمل دام لمدة 5 أشهر لبعثة أثرية مصرية خالصة، وتابعة للمجلس الأعلى للآثار. وأشار الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار ورئيس البعثة، مصطفى وزيرى، إلى أن البعثة بدأت أعمال الحفر فى 11 مارس الماضى وتوقفت فى 25 مايو، قبل أن تستأنف عملها مرة أخرى فى 5 أغسطس، ولا يزال العمل مستمرا حتى الآن. وأوضح وزيرى أنه خلال أعمال الحفر الأثرى استطاعت البعثة إزالة 300 متر من الردم، ما كشف عن وجود مقبرتين، الأولى غير مرقمة لشخص يدعى «فاو ار خت اف» كان يحمل ألقابا عدة منها؛ مساعد فى معبد موت، والمشرف على المجندين، وكاتب المقصورة المقدسة «مقصورة التحنيط» فى معبد موت. كما نقش على الأجزاء المتبقية من جدران المقبرة بعض من أفراد العائلة؛ منها زوجة صاحب المقبرة، وتدعى «تا خارو» أو «سخمت نفرت»، وطبقا لما ذكر على جدران المقبرة؛ كانت وظيفتها منشدة لآمون. ولفت وزيرى إلى أنه تم العثور داخل المقبرة على تابوتين مصنوعين من الخشب، أحدهما لشخص يدعى «با دى إيست» ابن «نس با روتى»، أما التابوت الآخر لسيدة تدعى «نس موت عنخى»، وهى منشدة لآمون أيضا، ومن المحتمل أن تكون ابنة «با دى إيست». وأضاف أن البعثة وجدت تمثالين بجانب التابوتين مصنوعين من الخشب، أحدهما لبتاح سوكر أوزير، والآخر من المحتمل أن يخص المتوفى، مشيرا إلى أن أعمال الحفائر أسفرت عن الكشف أيضا عن بعض اللقى الأثرية، منها 1000 تمثال من الأوشابتى متنوعة، منها المصنوع من الخشب، والمصنوع من الطين المحروق، والمصنوع من الفيانس، و5 أقنعة خشبية ملونة، كما تم العثور على غطاءين كانوبين مصنوعين من الحجر الجيرى، وإناء من الألباستر، وجزء من بردية عليها الفصل 125 من كتاب الموتى، ذكر أن صاحبها يدعى «با حبو»، ووالدته تدعى «سخمت نفرت»، وبقايا عظام آدممى. أما عن مقبرة TT28، فأشار وزيرى إلى أنها تخص شخص يدعى «حورى»، وكانت وظيفته نائب معبد آمون، والتخطيط المكتشف هو مختلف تماما عما كان معروف سابقا. يذكر أن منطقة العساسيف تنقسم إلى منطقتين أثريتين مهمتين، هما العساسيف الشرقية، والعسايف الغربية، وأجمع المؤرخون على أن العساسيف اسم محلى حديث، لا صلة له بالتاريخ الفرعونى للمنطقة. وتضم المنطقة مجموعة كبيرة من مقابر الأفراد، والوزراء، وكتاب الدولة، وكبار الكهنة، ورجال البلاط الملكى، وتنتمى إلى العصرين المتأخر والحديث فى مصر القديمة، وتتميز بأنها تحتوى على مقابر كبرى، أكبر حجما ومساحة من المقابر التى شيدت لملوك وملكات الفراعنة، مثل مقابر منتومحات، وبضابان، وحوى، ويعمل على ترميم مقابر المنطقة بعثات أثرية من ألمانيا وإيطاليا، بجانب البعثات الإسبانية والأمريكية، وتعد مقابر منطقة العسايف الواقعة ضمن جبانة طيبة الغربية فى الأقصر، بمثابة ذاكرة تاريخية، توثق لفنون وعلوم مصر القديمة، بجانب تسجيل الحياة اليومية للفراعنة.