كان سلوكا معيبا من مانويل جوزيه عندما وجه الحذاء إلى الكاميرا، التى صورته عقب مباراة الشرطة، والمشهد عرضته شاشات التليفزيون، ولم يكن الأمر يستدعى هذا السلوك العدائى من جانب مدرب الأهلى.. خاصة أن تصويره جرى من خارج الأتوبيس، الذى يقل الفريق، ويبدو أن مانويل جوزيه صدق أنه «راسبوتين»، وأن مقر الأهلى أصبح مثل قصر القيصر الروسى، الذى سيطر عليه هذا الراهب الجبار فى زمنه! إننا لا نصادر حق جوزيه فى رفض الحوارات والحديث إلى الصحفيين، وإلى القنوات والبرامج الرياضية، لكن عليه أن يتعلم أدب التعامل مع الناس، وسوف أتخيل معكم أن مدربا مصريا مثل حسام البدرى الذراع اليمنى لمانويل جوزيه جلس فى سيارته ووجه الحذاء إلى المشاهدين، عبر كاميرا التليفزيون، ماذا ستفعل الأمة المصرية.. وكيف سيحاسب هذا المدرب الذى تجاوز فى حق المشاهدين بسلوك غير محترم؟! للأسف أننا كلما انتقدنا مانويل جوزيه حين يأتى مرة بسلوك فاضح أو بحركة معيبة، أو بكلام مسىء، يظن السذج من مشجعى الأهلى أننا ضد النادى، ولم أكن أعرف أن «الأهلى هو جوزيه وجوزيه هو الأهلى»؟! يا ترى أين مجلس إدارة نادى القيم والمبادىء، فما أعرفه أن قيادات الأهلى لم تسكت يوما عن تجاوز لاعب أو مدرب.. وما فعله جوزيه كان تجاوزا فى حق النادى وحق الإعلام وحق الناس.. فهل يعلمه الأهلى كيف يكون مؤدبا فى ردوده وردود أفعاله حين يغضب؟! فى مثل تلك الحوادث إذا وقعت فى العالم الآخر يسارع المخطىء إلى الاعتذار للجمهور، ولرجال الصحافة والإعلام.. يعتذر صراحة وبوضوح بجملة: «آسف على الخطأ».. لكن على الرغم من أخطاء جوزيه المتعددة، فإنه لم يعتذر يوما عن خطأ، وأذكر أنه قال منذ أيام: «لو كنت فى بلادى لسجنت بعض الصحفيين»، وربما يكون محقا فى غضبه لفبركة أو نشر تصريحات على لسانه لم يدلِ بها، لكنه لو كان فى بلاده أيضا ووضع الحذاء فى وجه أو فم الناس بهذه الطريقة لربما سجن فعلا أو ما دخل ملعب الكرة مرة أخرى للتدريب، لكنه للأسف ليس فى بلاده الآن، ولكنه فى بلادنا التى يضربنا فيها الأجنبى ب«القفا» ونسكت ونقبل!