وزير الدفاع يشهد حفل تخرج الدفعة (168) من كلية الضباط الاحتياط    اعتماد المخطط الاستراتيجي العام ل 5 قرى في 3 محافظات    مصدر مسؤول: فصل الطالب المعتدي على معلمه عامًا كاملًا وإحالة ولي الأمر للنيابة العامة    موعد تقييمات وزارة التربية والتعليم للعام الدراسي الجديد 2025-2026 (الأسبوع الأول)    مهرجان الإسكندرية السينمائي يحتفي بمئوية سعد الدين وهبة ويكرم قامات الإبداع    بعد 4 أشهر انفصال.. إلهام عبدالبديع تعلن عودتها لطليقها الملحن وليد سامي    بوتين يعين نائبا عاما جديدا لروسيا ورئيسا جديدا للمحكمة العليا    بينهم أطفال.. إسرائيل تقتل 42 فلسطينيا بقطاع غزة الأربعاء    شرطة أوسلو: انفجار قنبلة يدوية أمس له صلة بجرائم العصابات    كاثيميريني: إلغاء اجتماع كان مقررا لميتسوتاكيس وأردوغان بنيويورك    أهلي جدة: الخسارة أمام بيراميدز ضريبة عدم تأجيل لقاء الهلال    سلوت عن طرد إيكيتيكي بعد احتفاله: تصرف غبي    مسؤول تسليم جائزة رجل المباراة يكشف كواليس أزمة ياسر إبراهيم    مواعيد مباريات الأربعاء 24 سبتمبر - أرسنال وسيتي في كأس الرابطة.. والدوري الأوروبي    جامعة حلوان تشارك في فعالية دولية بالأردن للترويج للدراسة في مصر    وزيرة التنمية المحلية توجه بإزالة الإشغالات والمخالفات بالممشى السياحي في مدينة دهب    وصول المتهم بهتك عرض طفل دمنهور إلى محكمة الجنايات    اليوم.. استئناف المتهمين في مطاردة فتاتي طريق الواحات على حكم حبسهم 4 سنوات    معاون وزير السياحة والآثار تشارك في مؤتمر التعاون السياحي والثقافي الصيني العربي    ندوة موسعة بالهيئة الوطنية للصحافة لمناقشة استعدادات افتتاح المتحف المصري الكبير    تشغيل أحدث جهاز UBM للتشخيص الدقيق بمستشفى رمد المنصورة    فحص 763 مواطنا خلال يومين فى قافلة طبية بالإسماعيلية    مضاعفة التبادل التجارى «المصرى - الإسبانى»    ضبط 29 متهمًا بحوزتهم أسلحة ومخدرات في القاهرة    «واعى وغالى»    وزير التعليم العالي يبحث مع نظيره السوداني تعزيز سبل التعاون المشترك (تفاصيل)    دي يونج يمدد إقامته في كامب نو حتى 2029 براتب مخفّض    ضبط قضايا إتجار بالنقد الأجنبي بقيمة 10 ملايين جنيه خلال 24 ساعة    «الداخلية»: ضبط 29 طن دقيق «مدعم وحر» في حملات تموينية على الأسواق بالمحافظات    10 ملايين جنيه.. حصيلة قضايا الاتجار في العملات ب«السوق السوداء»    هشام حنفي: القمة فرصة ذهبية لعودة الأهلي.. والزمالك مطالب بتحسين الأداء    في مسابقات القراءة والإبداع.. تكريم 3 طالبات أزهريات في الفيوم لحصولهن على مراكز متقدمة على مستوى الجمهورية    بعد رحيل كلوديا كاردينالي.. علاقة مميزة بعمر الشريف وسر تكريمها بجائزة فاتن حمامة    بيحبوا الجو الدافي.. 3 أبراج تفضل الخريف بطبعها    أسعار اللحوم اليوم الأربعاء 24 سبتمبر 2025 في أسواق قنا    إضافة المواليد وتحديث بطاقات التموين.. خطوات أساسية لاستمرار صرف الدعم    فحص دم يتنبأ بالنوبات القلبية قبل سنوات: ليس الكوليسترول بل بروتين CRP    «الصحة» تطلق ورشة تدريبية لتطوير مهارات موظفي المجالس الطبية وتعزيز تجربة المرضى    كيف قضت اللقاحات على أمراض مميتة عبر العصور؟    ضمن مبادرة «صحح مفاهيمك».. تنظيم 217 ندوة بمساجد شمال سيناء    وكيل "تعليم الفيوم" يتابع انتظام الدراسة بمدارس شرق وغرب التعليمية    عاجل- مدبولي يشارك في اجتماع أممي حول "اليوم التالي ودعم الاستقرار في غزة"    أسعار المأكولات البحرية والجمبري اليوم الاربعاء 24-9-2025 في محافظة قنا    جامعة قناة السويس تشارك في الاجتماع الإداري لمشروع ICT4EDU بقبرص    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاربعاء 24-9-2025 في محافظة قنا    أسعار الحديد والأسمنت اليوم الأربعاء 24 سبتمبر 2025    14 قتيلا و124 مفقودا جراء إعصار "راغازا" المدمر فى تايوان    وزيرا العمل والتضامن يبحثان أزمة "نايل لينين" للنسيج بالإسكندرية    حسين فهمي: القضية الفلسطينية حاضرة بقوة في مهرجان القاهرة    انتصار الحب، إلهام عبد البديع تعود لزوجها الملحن وليد سامي بعد 4 أشهر من انفصالهما    «أوقاف أسوان» تكرم 114 من حفظة القرآن فى ختام الأنشطة الصيفية    هاني رمزي: الموهبة وحدها لا تكفي وحدها.. والانضباط يصنع نجمًا عالميًا    نقابة المهن التمثيلية تنعي مرفت زعزع: فقدنا أيقونة استعراضات مسرحية    «احمديات»: لماذا ! يريدون تدميرها    مسلم يفجر أسرار عائلته: «من 15 سنة سبت البيت والجيران كانوا بيسمعوا عياطي»    ميلان يحجز مقعده في ثمن نهائي كأس إيطاليا بثلاثية نظيفة أمام ليتشي    الرئيس الفرنسي: خطة لوقف حرب غزة.. ولا سلام لإسرائيل في ظل النزاع    أمين الفتوى يوضح كيفية الصلاة على متن الطائرة ووسائل المواصلات.. فيديو    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فيلمان قصيران.. كبيران
نشر في الشروق الجديد يوم 07 - 10 - 2009

للسينما التسجيلية فى مصر تاريخ وطنى مشرف، فهى الأسرع والأعمق والأقوى فى الاستجابة للأحداث الكبرى، والكثير من إنجازاتها أصبح جزءا من ضمير الأمة، وبعض فنانيها كانوا أقرب للفدائيين، فأثناء العدوان الثلاثى عام 1956، أدار المخرج الرائد، سعد نديم، معركة ناجحة من القاهرة، كان فرسانها المصور القدير، حسن التلمسانى، الذى تسلل إلى مدينة بورسعيد الصامدة، المحتلة، ومعه مساعدوه محمد قاسم وأحمد عطية، وهناك رصد معالم الدمار الذى أحدثته غارات العدو، ولكن لم يفته وهو يصور جثث الشهداء والأجساد الجريحة فى المستشفيات، أن يؤكد عزم مدينة على المقاومة والبقاء على قيد الحياة.
نزل التلمسانى إلى الشوارع، سجل خطوات الأطفال وهم يبحثون عن الماء، وأمهات يحملن مواليدهن وقد ارتسمت على وجوهن ملامح التحدى، وفورا، ما إن عاد التلمسانى بحصاده الثمين حتى تفرغ له سعد نديم ليحوله لفيلم «فليشهد العالم» الذى طبع منه مئات النسخ، وعرض فى معظم أنحاء العالم، بما فى ذلك إنجلترا نفسها التى كتبت صحافتها، فى اليوم التالى لعرضه «امنعوا رائحة العار عن بريطانيا»، و«عبدالناصر فتح جبهة أخرى بهذا الفيلم».
عقب حرب 67 مباشرة، انطلقت موجة من الأفلام التسجيلية، معززة بأسماء جديدة، امتزجت بروحها الشابة مع خبرة جيل الآباء، وتوالت عشرات الأفلام البناءة التى تستنهض الهمم، وتؤكد أن الانتصار على العدو سيأتى حتما، وجاء بيان «اتحاد السينمائيين التسجيليين» مستوحيا لتلك الأفلام، مشيرا إلى الاتجاه العام للمبدعين التسجيليين، حيث يعلن «هدفنا هو قيام حركة واعية للسينما التسجيلية تسهم فى خلق ثقافة وطنية متفتحة على كل ما هو أصيل وإنسانى وتقدمى».
لاحقا، مع حرب أكتوبر 73، قدمت السينما التسجيلية ما لم تقدمه من قبل أو من بعد: أساليب جديدة فى السرد، استخدامات مبتكرة للصور الفوتوغرافية والمشاهد الأرشيفية، آفاق واسعة فى الرؤية، ومن بين هذه الأفلام المتميزة ينهض «أبطال من مصر» الذى حققه أحمد راشد كجوهرة أصيلة لاتزال تشع بالضياء، فبعيدا عن النزعة الخطابية الطنانة، يقدم الفيلم عالم الشهيد «فتحى عبادة»، يذهب راشد مع مصوره الأثير سعيد شيمى إلى قريته، تسير الكاميرا فى حاراتها الضيقة الملتوية فندرك أننا فى واحدة من آلاف القرى التى لم يكتب اسمها واضحا فى الخرائط.
داخل بيته المتواضع نلتقى أفراد أسرته: والده، عامل الرش، والدته، العاملة بوزارة الصحة التى تقول، بصدق: إنها ربت ابنها من «اللحم الحى» حتى يستكمل تعليمه الجامعى، وبحنو، تقترب الكاميرا من وجه الأب الملىء بتجاعيد لها سحرها، يقرأ بروحه سطورا من خطابات ابنه التى كتبها من قلب المعارك، ويتهدج صوت الأم، من دون بكاء وهى تقول إن ما يؤلمها هو فراقه. هنا ندرك أن هذه الأسرة، ومثيلاتها، هم أبطال مصر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.