طلبت بولندا ملياري دولار أمريكي من الولاياتالمتحدة مقابل السماح بإقامة قاعدة عسكرية أمريكية دائمة على الأراضي البولندية في مواجهة روسيا، وفقا لما ذكرته تقارير إعلامية. وجاء ذلك بناء على طلب أمريكي من بولندا في العام الماضي يستهدف محاصرة واحتواء التغلغل الروسي في منطقة شرق أوروبا وتأسيس عوامل ردع لهذا التغلغل، وجاء الإعلان عن نوايا إنشاء قاعدة أمريكية على الأراضي البولندية كمحصلة لزيارة أجراها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في العام الماضي لبولندا التي استضافت لسنوات طويلة قوات أمريكية وأخرى من حلفاء الولاياتالمتحدة من حلف شمال الأطلنطي في إطار عمليات تناوب دوري لتلك القوات وليس في صورة إقامة قواعد دائمة لها. وبموجب المعلومات التي صدرت عن مصادر وزارتي الدفاع الأمريكية والبولندية، ستكون القاعدة الأمريكية المقترحة قادرة على إيواء وإعاشة فرقة مدرعة أمريكية كاملة العتاد والتجهيز على الأراضي البولندية. ويقول المراقبون إنه في حالة إبرام اتفاق نهائي بين بولندا والولاياتالمتحدة في هذا الشأن فإن ذلك سيكون رسالة موجهة لروسيا بدعم الولاياتالمتحدة الأكيد لحلفائها في شرق أوروبا، وهو الأمر الذي قد ينتهي بتحرك روسي مضاد، فقد صرح ديمتري بيسكوف الناطق باسم الكرملين بأن بولندا بلد حر في خياراته وكذلك روسيا التي لا تقبل أبدا تمدد حلف شمال الأطلنطي خارج حدوده، ونبه إلى أنه عند حدوث ذلك فسوف يكون لموسكو "خيارات مضادة". تجدر الإشارة إلى أن حلف شمال الأطلنطي "ناتو" كان قد قطع اتصالاته مع روسيا في العام 2014 في أعقاب قيام القوات الروسية بإعادة ضم شبه جزيرة القرم بموجب استفتاء لسكانها اختار الانضمام إلى روسيا، ومنذ ذلك التاريخ بدأ حلف شمال الأطلنطي في تعزيز تواجده العسكري في مناطق شرق أوروبا ومناطق التماس الحدودي له مع روسيا.