يحدد حلف شمال الأطلسي يوم الثلاثاء خطوات جديدة لتعزيز القوات المسلحة الأوكرانية ودعم دول شرق أوروبا التي يساورها القلق بسبب ضم روسيا لشبه جزيرة القرم. وقال دبلوماسيون إن وزراء خارجية دول الحلف سيبحثون خيارات منها زيادة التدريبات العسكرية وإرسال مزيد من القوات للدول الأعضاء من شرق أوروبا بل وإمكانية وجود دائم لقوات الحلف هناك في تحرك قد تعتبره موسكو استفزازيا. ويجتمع وزراء الحلف المؤلف من 28 دولة في بروكسل للمرة الأولى منذ احتلال روسيا العسكري لشبه جزيرة القرم الأوكرانية وضمها للاراضي الروسية في أسوأ أزمة بين الشرق والغرب منذ الحرب الباردة. وفي الوقت الذي أوضحت فيه الولاياتالمتحدة وحلفاؤها أنها لا تعتزم التدخل عسكريا في أوكرانيا التي لا تنتمي للحلف فانها سارعت لطمأنة دول الحلف القلقة من شرق أوروبا ولا سيما الجمهوريات السوفيتية السابقة في منطقة البلطيق بأن مظلة أمن الحلف تشملهم أيضا. وزادت الولاياتالمتحدة عدد الطائرات الأمريكية التي تشارك في دوريات الحلف الجوية المعتادة فوق دول البلطيق كما عززت تدريبات عسكرية تم التخطيط لها مسبقا مع القوات الجوية البولندية. وقال دوجلاس لوت سفير الولاياتالمتحدة لدى الحلف ان الوزراء وبينهم وزير الخارجية الأمريكي جون كيري سيبحثون اتخاذ مزيد من الإجراءات لطمأنة حلفائهم في شرق أوروبا. وقال لوت خلال مؤتمر صحفي "سيبحثون .. ما الذي يمكن عمله لتشديد الإجراءات المتخذة بالفعل والحفاظ عليها مع الوقت حتى لا تكون هذه الإجراءات ببساطة مجرد مبادرات قصيرة الأجل." وكان حلف شمال الأطلسي قد فرض على نفسه قيودا بشأن الوجود الدائم لقواته في دول شرق أوروبا منذ أن بدأ يسمح في عام 1999 بانضمام تلك الدول التي كانت عضوا في حلف وارسو بقيادة الاتحاد السوفيتي سابقا. لكن بولندا ورومانيا وافقتا على استضافة أجزاء من درع أمريكية مضادة للصواريخ كما تتناوب قوات حلف الأطلسي الجوية على توفير غطاء جوي فوق دول البلطيق. وقال دبلوماسي كبير في الحلف إن أزمة القرم قد تؤدي إلى طرح فكرة الوجود الدائم للنقاش. وقال "أعتقد أن هذه هي الأمور التي من المرجح أن يناقشها الوزراء خلال اليومين المقبلين." وتستمر اجتماعات الوزراء حتى الأربعاء حيث من المقرر أن تشمل محادثاتهم الشأن الأفغاني.